المونيتور: مصر تكرم البهرة للحفاظ على المساجد الفاطمية في البلاد
تقوم طائفة البهرة الداودية، التي نشأت في الهند، بتجديد وصيانة المساجد الفاطمية في مصر منذ وصولهم إلى مصر في السبعينيات وقد كَرَّمهم الرئيس المصري مؤخرًا بمنح سلطان البهرة قلادة النيل، أرفع وسام مصري، حسب ما يخلص تقرير لموقع المونيتور.
اهتم موقع المونيتور الأمريكي في تقرير أعدَّته سلوى سمير بتكريم مصر لطائفة البهرة الداودية وذلك لدورهم في ترميم وتجديد المساجد الفاطمية في القاهرة.
وتقول الكاتبة إن مصر قدرت وأثنت على طائفة البهرة الدادودية لفترة طويلة وذلك لجهودها في تجديد المساجد الفاطمية التاريخية في البلاد، مشيرة إلى أن العلاقة القوية بين مصر ومجتمع البهرة الداودية تعود تعود إلى السبعينيات، عندما وصل البهرة للمرة الأولى إلى مصر واستقروا فيها.
ونشأت طائفة البهرة في الهند وباكستان، ومعظمهم يتركزون في ولاية غوجارات، في غرب الهند، وهي طائفة من الشيعية الإسماعيلية، ويدعون أنهم ينحدرون مباشرة من الفاطميين، الذين حكموا مصر من 969 إلى 1171.
تكريم سلطان البهرة
في 8 أغسطس في القاهرة، انضم السلطان مفضل سيف الدين، الزعيم الهندي لطائفة البهرة الداودية، إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في افتتاح مسجد السيدة نفيسة التاريخي، بتمويل من الطائفة، وفقًا للموقع.
في اليوم السابق لافتتاح المسجد، كان السيسي قد كرم سلطان البهرة بقلادة النيل، أرفع وسام في مصر، تقديراً لدعم مجتمع البهرة المالي لترميم أضرحة آل البيت وعديد من المساجد الفاطمية في القاهرة.
دعم الآثار الفاطمية
ونقل الموقع عن جمال عبد الرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة القاهرة والذي يتذكر شخصيًا الوصول الأول للبهرة، أن دعم البهرة للآثار الفاطمية في مصر يعود إلى السبعينيات، خلال رئاسة أنور السادات (1970-1981).
وقال للمونيتور: «لقد جاءوا إلى مصر عام 1974»، مشيرًا إلى أن البنية التحتية لمصر تضررت بشدة خلال ذلك الوقت نتيجة الحروب المتتالية التي خاضتها مصر في ذلك الوقت.
وأضاف عبد الرحيم: «جاء البهرة عام 1974، بعد عام من حرب أكتوبر 1973. وتحدثوا مع الرئيس السادات عن حرصهم على ترميم الآثار الفاطمية في القاهرة التي أهملت بسبب الحروب».
وتابع: «بدأوا بمسجد الحاكم بأمر الله الذي كان أكثر الآثار الفاطمية تدميرًا في ذلك الوقت».
وأضاف عبد الرحيم أن مسجد الحاكم بامر الله خضع لعدة تجديدات حديثة، بما في ذلك في الثمانينيات، وفي ذلك الوقت نفذ العمل مصريون، لكن بتمويل من البهرة. وفي فبراير، كشفت مصر عن مساهمة البهرة بـ 85 مليون جنيه مصري (2.75 مليون دولار) لدعم جولة أخرى من التجديدات التي بدأت في عام 2017.
علاقة وثيقة
في 25 يونيو، زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي القاهرة في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء هندي منذ أكثر من عقدين. وبعد أن التقى بالرئيس السيسي، قام أيضًا بزيارة إلى مسجد الحاكم بأمر الله، حيث استقبله عدد من البهرة الذين يعيشون في مصر.
ووصفت وسائل إعلام هندية زيارة مودي للمسجد بأنها «مهمة». ونقلت صحيفة تايمز أوف إنديا عن السفير الهندي في القاهرة أجيت جوبت قوله إن «رئيس الوزراء مودي له ارتباط وثيق بمجتمع البهرة، الذين كانوا أيضًا في ولاية غوجارات لسنوات عديدة، وستكون مناسبة له لزيارة موقع ديني مهم جدًا لمجتمع البهرة».
وذكرت الصحيفة أيضًا أن مودي كانت له علاقات طويلة الأمد مع مجتمع البهرة حتى قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء في عام 2014، حيث شغل منصب رئيس وزراء ولاية غوجارات بين عامي 2001 و 2014.
وفقًا للسفارة الهندية في القاهرة، يعيش حوالي 600 شخص من البهرة في مصر.
نصيب الأسد من الىثار الفاطمية
قال عبد الرحيم، عضو اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية في المجلس الأعلى للآثار، إنه على الرغم من أن الفاطميين نشأوا في تونس الحالية، إلا أن مصر لديها نصيب الأسد من الآثار الفاطمية.
وقال «الفاطميون حكموا مصر لنحو قرنين. وبنوا عديدًا من المساجد والبوابات والأسوار - بالإضافة إلى مساهمتهم في الفنون».
يخصص متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ثلاث قاعات للفنون الفاطمية، بحسب عبد الرحيم.
وقال: «لم يكن الفاطميون بارعين في الهندسة المعمارية فحسب، بل في الفنون أيضًا، مثل السيراميك والمعادن والمنسوجات والأعمال الخشبية. ونحن نعتبر فنهم من أجمل الفنون في مصر. إنهم جزء مهم من التاريخ الإسلامي المصري».
كانت آخر مساهمة للبهرة في القاهرة هي دعم ترميم مسجد الأقمر بتكلفة 14 مليون جنيه مصري. وبدأ العمل في أكتوبر 2020، وافتتح المسجد الأسبوع الماضي.
وأشار الموقع إلى أن مجتمع البهرة يعمل مع وزارة الأوقاف في المباني غير المسجلة كآثار لدى هيئة الآثار. وتشمل هذه مساجد آل البيت، ومن بينها مسجد الحسين، الذي افتتحه السيسي والسلطان سيف الدين في أبريل من العام الماضي.
تعمل البهرة حاليًا على تجديد مسجد السيدة زينب، والذي سيكتمل العام المقبل.
ولفت الموقع إلى أنهم لا يمولون المساجد وحسب، بل يقومون بصيانتها.
حاولت المونيتور الاتصال بممثلين من مجتمع البهرة، المعروف بعدم التواصل مع وسائل الإعلام، ولكن دون جدوى.