ميدل إيست أي: مصر تعتقل مؤثرا دينيا بسبب دعوته لـ «العمرة بالوكالة»
ألقت السلطات المصرية القبض على الداعية الإسلامي أمير منير وذلك لترويجه لتطبيق يسمح للمستخدمين بالدفع مقابل أداء العمرة بالوكالة، وهي ممارسة أثارت الجدل، وفق ما يخلص تقرير لموقع ميدل إيست أي.
ألقت السلطات المصرية القبض على الداعية الإسلامي أمير منير وذلك لترويجه لتطبيق يسمح للمستخدمين بالدفع مقابل أداء العمرة بالوكالة، وهي ممارسة أثارت الجدل، وفق ما يخلص تقرير لموقع ميدل إيست أي.
سلط تقرير لموقع ميدل إيست أي الضوء على اعتقال السلطات المصرية للداعية المصري أمير منير بعد رد فعل عنيف على ترويجه لأداء العمرة بالوكالة.
وقال الموقع البريطاني إن السلطات المصرية ألقت القبض على أحد المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، الذي روج لأداء العمرة بالوكالة مقابل مبلغ مالي، بحسب محام قدم شكوى ضده.
وقال المحامي هاني سامح إنه قدم شكوى إلى النائب العام يتهم فيها الصيدلي والمؤثر أمير منير «بارتكاب جرائم تلقي الأموال والتبرعات والوعظ الإسلامي دون ترخيص من وزارة الأوقاف».
ونوَّه الموقع إلى أن العمرة هي شعيرة طوعية، على عكس الحج الواجب على كل مسلم قادر ماليًا وبدنيًا. كذلك يُسمح للمسلمين بأداء العمرة نيابة عن غير القادرين على أداء الشعائر، مثل المرضى أو المتوفين.
وأثار منير مؤخرًا جدلًا بعد نشر مقطع فيديو على صفحته على الفيسبوك وشجَّع فيه متابعيه على استخدام تطبيق هاتف محمول يسمى عمرة البدل. ويسمح التطبيق للمستخدمين دفع 4 آلاف جنيه مقابل العمرة بالوكالة.
وقال المحامي في شكواه إن أمير أنشأ أيضًا منصة على باتريون لتلقي التبرعات لنفسه، وحدد قيمًا تصل إلى 500 دولار شهريًا للداعم الفردي.
ولفت الموقع إلى أن تطبيق عمرة البدل أُطلِق في عام 2019، وهو يتوسط بين من لا يستطيعون أداء شعيرة الحج والعمرة ومن يقيمون في المملكة العربية السعودية ويمكنهم القيام بذلك نيابة عنهم.
ردًا على الفيديو ورد الفعل العنيف على الإنترنت ضد منير، أصدر مركز فتوى الأزهر المصري بيانا بحكم ديني ضد دفع الأموال للعمرة بالوكالة، في إشارة إلى «السماسرة الدينيين» واتهمهم بتحدي الغرض من الشعائر الدينية.
وقال المركز في بيانه إن «رفض عامة الناس واستنكارهم لمثل هذه الأفكار الجديدة دليل على وعي الجمهور ورفضهم تحويل الشعائر والعبادة إلى وظيفة»
وفي حين قال العلماء إن أداء الحج أو العمرة نيابة عن شخص آخر جائز في الحالات التي يكون فيها الشخص غير قادر على أداء المناسك - في مواقف مثل المرض العضال أو الشيخوخة أو الوفاة - أثار الكثيرون عبر الإنترنت القلق بشأن جانب الدفع في التطبيق.
في إحدى التغريدات، حذر أحد المستخدمين من أن الدفع مقابل العمرة لا يزال محل «نزاع فقهي»، إذ تُعد المادة الترويجية التي نشرها منير غير قانونية في مصر.
ومع ذلك، دافع آخرون عن شخصية منير بعد اعتقاله، وأشار أحد المستخدمين إلى منير قائلًا: «كلنا بشر في النهاية».
علاوة على ذلك، فإن مستخدمي الإنترنت الذين اختلفوا مع إعلاناته جاءوا أيضًا للدفاع عن منير، محذرين من «القمع» المصري.
وأشار مستخدم إلى عدم موافقتهم على «التجارة بالدين» في التطبيق، لكنه شكك في منطق السلطات المصرية وراء اعتقال منير.
التربح من أداء الشعائر
وأشار الموقع إلى أن تطبيق العمرة البدل ليس هو الممارسة الوحيدة التي أثارت الجدل بشأن أداء ممارسات دينية نيابة عن آخرين.
في مايو، نصحت جمعية وكالة السياحة الماليزية المواطنين بالحذر من الحج والعمرة من خلال حزم بالوكالة. كما اقترحت الوكالة أن تُرصد هذه الحزم وتُنظم من السلطات.
وحذر الأستاذ عبدالرحمن بن عوض القرني من جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض من أن مثل هذه الممارسات التجارية «تضع اتجاهًا تنافسيًا».
وقال إن مثل هذا النوع من المنافسة غير جائز، لأن أداء الحج لا يُقصد به أن يكون مهنة للحصول على المال. بالإضافة إلى ذلك، قد تشجع هذه الخدمة بعض الكسالى على عدم الحج بأنفسهم، وتوظيف آخرين للقيام بذلك نيابة عنهم.
وفي الوقت نفسه، تشمل الأشكال الأخرى لتحقيق الدخل من الحج الإسلامي أداء مناسك محددة، مثل رمي الجمرات والطواف.
اعترض الباحث السعودي صالح بن سعيد اللحيدان على الوكالة عن الحجاج ما لم تتوفر شروط محددة، بما في ذلك المرض العضال، وحالات الطوارئ التي يحتاج فيها الحاج إلى مغادرة المنطقة، والنساء الحوامل والمرضعات.
وقال لحيدان إن الحجاج الذين يجهلون مناسك الحج الصحيحة يقعون عادة ضحية لهذه العروض.