ميدل إيست أي: هاتف المرشح الرئاسي «اخترق عدة مرات» باستخدام برامج تجسس أوروبية
منذ أن أعلن أحمد طنطاوي في مارس أنه سيعود إلى مصر لمحاولة الإطاحة بالرئيس السيسي في الانتخابات المقبلة، واجه حملة قمع متصاعدة من القاهرة، وفق ما يخلص تقرير لموقع ميدل إيست أي.
أبرز موقع ميدل إيست أي تعرض هاتف المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي للاختراق عدة مرات بعد إعلانه نيته الترشح للانتخابات الرئاسية.
وبحسب الموقع البريطاني، فقد توصل تقرير صادر عن مختبر سيتيزن لاب إلى أن هاتف المرشح الرئاسي المصري الطموح أحمد طنطاوي تعرض للاختراق من خلال برامج التجسس التجارية الأوروبية عدة مرات بعد أن أعلن اهتمامه بالترشح للرئاسة المصرية.
ووجد مختبر الأبحاث، الذي يحقق في التجسس الرقمي ضد المجتمع المدني، من بين قضايا أخرى، أن هاتف النائب السابق مصاب ببرامج تجسس بريداتور، وفقًا لتقرير أصدره يوم الخميس اطلعت عليه مدى مصر.
اختراق الهاتف
في حديثه إلى ميل إيست أي، أكد أحمد عابدين، المستشار السياسي لحملة طنطاوي، أن المرشح الرئاسي كلف معمل سيتيزن لاب بفحص أجهزته.
وقال عابدين: «ذهبنا إلى سيتيزن لاب لفحص الهاتف لأن لدينا بعض علامات القرصنة». وقال عابدين: «كانت هناك تسريبات ومعلومات من الحملة وبعض المشكلات مع المكالمات التي تلقاها هاتف أحمد، كان من الملحوظ جدًا أن الهاتف لا يعمل بشكل طبيعي. وأكد المختبر أن الهاتف أصيب ببرامج التجسس».
وعلى الرغم من الاختراق، قال عابدين إن طنطاوي سيظل يمضي قدمًا في ترشحه المحتمل للانتخابات الرئاسية. واضاف: «سنواصل السباق الى الانتخابات الرئاسية حتى النهاية. لا شيء يمكن ان يوقفنا».
واكتشفت سيتزن لاب، وهي منظمة تابعة لجامعة تورنتو، كندا، أن جهاز أي فون الخاص بطنطاوي كان مستهدفًا في الفترة بين مايو وسبتمبر 2023، ومن المحتمل أن يكون عرضة للاختراق في مناسبات أخرى، وفقًا لمدى مصر.
وقال طنطاوي لمدى مصر «تلقيت رسائل متكررة تفيد باختراق حسابي على واتساب ودعوتي لفتح روابط معينة لإصلاح الاختراقات. وكنت أتلقى الرسائل نفسها عبر الرسائل القصيرة».
لم يذكر تقرير سيتزن لاب أي جهة محددة مسؤولة عن عمليات الاختراق، بحسب مدى مصر.
ومع ذلك، استُخدم برنامج التجسس ذاته لاختراق هاتف السياسي المنفي أيمن نور، ومضيف برنامج إخباري شهير اختار عدم الكشف عن هويته في يونيو 2021، وفقًا للمختبر.
بديل ديمقراطي
وأشار الموقع إلى أن طنطاوي أعلن في مارس أنه سيعود إلى مصر في 6 مايو من لبنان، في محاولة للإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في بداية عام 2024، وتقديم «بديل ديمقراطي» للإدارة الحالية.
وغادر طنطاوي، النائب اليساري السابق والعضو البارز في حزب الكرامة، مصر العام الماضي، وبحسب ما ورد كان يقيم في بيروت، بعد أن ضغطت عليه الأجهزة الأمنية للامتناع عن انتقاد حكومة السيسي.
واجهت الحكومة المصرية انتقادات متزايدة من جماعات حقوق الإنسان بسبب معاملتها للسجناء السياسيين، إذ أفادت تقارير أن عشرات الآلاف من الأشخاص محتجزون في زنازين مكتظة في ظل ظروف قاسية.
التضييق على أنصار طنطاوي
وأوضح الموقع أن برنامج التجسس بريديتور طورته شركة مقدونية ناشئة تسمى سيتروكس، والتي لها وجود مؤسسي في إسرائيل والمجر، حسبما قال مختبر سيتزن لاب في تقرير نُشر في ديسمبر 2021 حول البرنامج.
منذ أن أعلن طنطاوي نواياه، واجه تدقيقًا متزايدًا من الحكومة المصرية.
في مايو، ألقت السلطات المصرية القبض على اثنين من أعمامه، بعد أن أعلن النائب أنه سيترشح للرئاسة.
قال محامون لـ هيومن رايتس ووتش في مايو إن السلطات المصرية اعتقلت أيضًا ما لا يقل عن 10 رجال آخرين كانوا إما أصدقاء أو يُنظر إليهم على أنهم داعمون لطنطاوي.
واحتجزت السلطات جميع الأشخاص الـ 12 لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق بتهمة «الانضمام إلى جماعة إرهابية»، بينما واجه بعضهم اتهامات إضافية بتمويل تلك الجماعة، و «حيازة منشورات تقوض الأمن العام» وحيازة أسلحة نارية ومتفجرات، بحسب بيان هيومن رايتس ووتش.
وتأتي أنباء الاختراق في الوقت الذي أبلغت فيه بعض المصادر بلومبرج يوم الخميس أن مصر قد تجري انتخاباتها الرئاسية قبل نهاية عام 2023.