تخرج دفعة أئمة من كلية عسكرية يثير جدلا في مصر
أثار إعلان متحدث باسم الجيش المصري عن تخرج أول دفعة من الأئمة المرشحين للعمل بوزارة الأوقاف بعد إتمامهم "دورة تدريبية بكلية الضباط الاحتياط"، موجة من الجدل والسخرية عبر منصات التواصل في مصر.
أثار إعلان متحدث باسم الجيش المصري عن تخرج أول دفعة من الأئمة المرشحين للعمل بوزارة الأوقاف بعد إتمامهم "دورة تدريبية بكلية الضباط الاحتياط"، موجة من الجدل والسخرية عبر منصات التواصل في مصر.
ونشر المتحدث عبر صفحته الرسمية أمس الأحد صورا من فعاليات التخرج الذي بدأ بـ"عرض فيلم تسجيلي من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة".
وجاء التخرج الأول للأئمة في إطار ما وصفه المتحدث العسكري بـ"حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التعاون مع مختلف وزارات وهيئات الدولة المصرية".
كما حظيت الفعالية بحضور قادة القوات المسلحة وعدد من مسؤولي وزارة الأوقاف والشخصيات العامة.
وعي مجتمعي
وشدد مدير كلية الضباط الاحتياط بهاء السيد -خلال كلمة على هامش الحفل- على أهمية تنفيذ تلك الدورات لبناء "الوعى المجتمعي وتحصين الأجيال القادمة ضد الفكر المتطرف والهدام".
بينما أكد وكيل وزارة الأوقاف هشام عبد العزيز أن الوزارة مستمرة في عملية تطوير وتحديث منظومة إعداد الأئمة "ليكونوا على دراية شاملة بمناهج الدعوة المختلفة ومراحل إعداد الخطبة بشكل منهجي علمي لتطويعها في التأثير على الجمهور".
وقد أثار الإعلان عن تخرج هذه الدفعة من الأئمة موجة سخرية وانتقادات لما عده ناشطون "عسكرة للمؤسسات الدينية والمدنية"، مستشهدين باشتراط إجراء اختبارات للمتقدمين إلى عدد من الوظائف المدنية داخل أكاديميات عسكرية.
وعلق المدون أحمد فرج منتقدا "أنا قرأت الخبر أكثر من 10 مرات، أنت مستوعب؟ كلية الضباط مش "الظباط" بيتخرج منها دفعه أئمة المساجد التابعين للأوقاف، أئمة مساجد خريجي الشؤون المعنوية".
في حين كتب مجدي جرجس عبر حسابه بفيسبوك معلقا "نفهم من هذا أن كلية الضباط الاحتياط أصبح شغلها الشاغل هو تعليم العلوم الدينية وأصول الدعوة؟ ومين هيؤثر في مين الدعاة هيؤثروا في الضباط ولا الضباط هيؤثروا في الدعاة؟ ياريت اللي فاهم يفهمنا".
خير شيوخ الأرض
ووصف المدون علي السنهوتي المتخرجين من الدورة ساخرا بـ "خير شيوخ الأرض"، بينما علق المدون محمد ناصر قائلا "التاريخ هيتفرج على الفترة دي من زمن مصر ومش هيفهم أي حاجة".
وأوضح الناشط عثمان علي أن "الأمر ليس بسُخرية من القوات المسلحة، ولكن محاولة لفهم وتفسير عسكرة كل شيء في مصر حتى وصل لعسكرة خطباء منابر الأوقاف ودراستهم إجباريا لدورات داخل كلية الضباط الاحتياط".
في حين عقب الصحفي سليم عزوز -عبر حسابه بمنصة "إكس"- قائلا "نطالب كلية الضباط الاحتياط أن يمتد عطاؤها الكبير إلى الإخوة المسيحيين بتخريج قساوسة لهم، حتى لا يشعروا بالاضطهاد نتيجة هذا التمييز لصالح الأئمة، وإعمالا لمبدأ المراكز القانونية المتماثلة"
تدريب على مراحل
وتنقسم فترة التدريب في الكلية إلى مرحلتين أساسيتين، تبدأ بالإعداد ومدتها 3 أشهر، إذ يتم فيها إعداد الطالب بأساسيات الحياة العسكرية والانضباط العسكري ورفع الكفاءة البدنية، أما المرحلة النهائية فيتم فيها التركيز على المهارات الأساسية لوظيفته المقبلة ورفع قدرته على التحمل.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الدولة انتقادات بـ"العسكرة"، إذ شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في فبراير/شباط الماضي، جانبا من اختبارات المتقدمين للالتحاق بعدد من الوظائف في الهيئات التابعة لوزارة النقل، التي تتم بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية.
كما حضر اختبارات المتقدمين للالتحاق بوظائف بوزارة التربية والتعليم الفني مطلع أبريل/نيسان الماضي.