جيروزاليم بوست: هل كانت حرب أكتوبر انتصارًا مذهلًا لإسرائيل أم هزيمة ساحقة؟

خلاصة

تتباين نظرة المصريين والإسرائيليين لحرب أكتوبر 1973؛ ففي حين يحتفل المصريون بتلك الحرب ويعتبرونها انتصارًا كبيرًا، يراها الإسرائيليون، بسبب عدد الضحايا والخسائر الأولية، باعتبارها كارثة رغم ما حققته إسرائيل في نهايتها وقلبها لدفة المعركة لصالحها، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست.

لا تزال الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن حرب أكتوبر 73، ويناقش هيرب كينون في تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست ما إذا كانت الحرب انتصارًا مذهلًا لإسرائيل أم هزيمة ساحقة لها.   

ويبرز الكاتب النظرة القاتمة التي ينظر بها الإسرائيليون لهذا الصراع ووصفهم له بالكارثة والفشل رغم ما يصفه بقلب إسرائيل لدفة الأمور في نهايتها. 

وفي المقابل، يُنظر المصريون إلى تلك الحرب باعتبارها انتصارًا كبيرًا استردوا به كرامتهم، رغم فقدهم آلاف الجنود (لم تنشر القاهرة أرقامًا رسمية، ولكن يُعتقد أن الأرقام تتراوح بين 8000 إلى 20000 قتيل).

ما وراء تباين النظرة

ويتطرق التقرير إلى ذكر بعض أسباب هذا التباين، بما في ذلك الخسائر الإسرائيلية الفادحة مقارنة بالحروب السابقة، وكذلك كيف وجدت الفصائل السياسية المختلفة في إسرائيل أنه من المفيد إدامة رواية الهزيمة لأجندتها الأيديولوجية.  

يلفت الكاتب إلى أن من السهل فهم وجهة نظر المصريين، ذلك أنه وبعد سبع سنوات من هزيمة قاسية في عام 1967 تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وهزموا الجيش الذي لا يُقهر واستعادوا كبريائهم العربي.

أما فيما يتعلق بإسرائيل ورغم ما حققوه من نجاح في نهاية الحرب، وفقًا للكاتب، فلا يزالون يعتبرون تلك الحرب كارثة. وأوضح المؤرخ والسفير السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين أن الإسرائيليين يحكمون على الحرب من يومها الأول، وليس الأخير.

وقال إن الإسرائيليين لا يحكمون على الحرب من نتائجها بل من بدايتها، وهذا ما يفسر نظرتهم الكئيبة لتلك الحرب.

وكانت البداية كارثة تامة.

وقال إن حرب اكتوبر كانت نصرًاعسكريًا، لكنها كانت صدمة.

وأشار الكاتب إلى أن هناك سبب أخر لرؤية الإسرائيليين تلك وهي عدد القتلى الإسرائيليين في الحرب.  وكانت الخسائر فادحة بالفعل. خلال 18 يومًا من القتال، فقدت إسرائيل 2688 جنديًا (08% من السكان في ذلك الوقت).

وانتقد الكاتب الطريقة التي ينظر بها اليسار للحرب وقصرها على وقوع ضحايا واعتبارها كارثة، وكذلك اليمين الذين يسعون إثبات نظرتهم حيال الحرب وفائدة شن حرب استباقية مستخدمين ايضًا صدمة الضحايا، وفي الجانبين يعمل الجميع من أجل الترويج لأفكارهم.

ويرى الكاتب أن التأثير الأكثر أهمية لتركيز البلاد على الصدمة، وعلى الضحايا، هو أنه جعل جيلًا من القادة السياسيين الإسرائيليين حذرين من اتخاذ قرار بخوض الحروب تجنبًا لوقوع عدد كبير من الضحايا وتفضيلهم بدلًا من ذلك الحروب الخاطفة والاعتماد على التكنولوجيا.

ويشير الكاتب إلى أن المأسأة الحقيقية في حرب اكتوبر هي الطريقة التي ينظر بها الإسرائيليون للحرب  وكيف يعتبرونها كارثة وفشلًا ذريعًا في حين أنها كانت نصرًا مذهلًا لإسرائيل، وفق ما تراه الصحيفة العبرية.

الموضوع التالي واشنطون بوست: برنامج التجسس بريداتور يستهدف مرشح رئاسي محتمل
الموضوع السابقالمونيتور: الصين تبني علاقاتها من خلال دعم مشاريع المياه في الشرق الأوسط