أسبوع على إضراب سجناء "برج العرب" في مصر عن الطعام
يكمل سجناء سياسيون مصريون في سجن "برج العرب" بمحافظة الإسكندرية شمالي مصر، اليوم الأحد، أسبوعاً كاملاً مذ أعلنوا إضراباً عن الطعام، بحسب ما نقله ذووهم ومنظمات حقوقية.
وكانت رسالة قد خرجت الأسبوع الماضي من "برج العرب" تفيد بإضراب السجناء السياسيين المتمثّل في رفض استلام التعيين، الطعام المعدّ في مطابخ السجن، وكذلك شراء الطعام من "الكانتين" المخصّصة لبيعهم أنواعاً من الطعام. وشرحت أنّ نحو 60 من السجناء السياسيين في عنبرَي 21 و23 بسجن برج العرب قد بدأوا إضراباً كاملاً عن الطعام يوم الأحد في 21 مايو/ أيار الجاري، احتجاجاً على الانتهاكات التي تُرتكّب في حقّهم منذ انتقالهم إلى سجن "برج العرب" من سجن "بدر 3" منذ أكثر من شهر. يُذكر كذلك أنّ ثمانية سجناء سياسيين من بينهم قد نُقلوا إلى سجن "المحاريق" في الوادي الجديد جنوب غربي مصر.
وتتلّخص مطالب السجناء المضربين عن الطعام بحسب منصة "جوار" الإعلامية الحقوقية في رجوعهم إلى أماكنهم الأساسية في السجن، وتحسين المعاملة التي يتلقّونها، والاستجابة سريعاً لطلبهم الذهاب إلى المستشفى، وفتح الزيارة كلّ أسبوعَين وليس شهرياً مع السماح بزائرَين على الأقلّ وليس واحداً فقط.
وأوضحت "جوار" أنّ انتهاكات تُمارَس في سجن "برج العرب" في حقّ المنقولين من سجن "بدر" من قِبل ضابط الأمن الوطني حمزة المصري (اسم حركي) الذي أودع عدداً كبيراً منهم في زنازين التأديب، كذلك ضيّق على الأهالي في الزيارات، ومنع دخول الطعام باستثناء وجبة صغيرة، وفرض حواجز أمنية لتفتيش الأهالي عند دخولهم للزيارة، ونشر قوات فضّ شغب في السجن ومخبرين يترأسهم.
ومع ارتفاع وتيرة الانتهاكات بسجن برج العرب، نقلت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات أنّ السجناء السياسيين أطلقوا نداء استغاثة تحت عنوان: "اهدموا مملكة حمزة وأنقذونا"، وبعثوا برسالة إلى من يهمّه الأمر من المسؤولين عن مصلحة السجون والنائب العام والمنظمات الحقوقية لإنقاذهم من بطش حمزة المصري الذي يساومهم ويهددهم بأهاليهم وتحديداً النساء منهم في مقابل التعاون معه والتنازل عن حقوقهم.
وكان قرار إنشاء سجن "برج العرب" قد صدر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك في عام 2004، وذلك في منطقة صحراوية تقع غربي محافظة الإسكندرية. وبحسب الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، يضمّ السجن 25 عنبراً في خمس مجموعات، تضمّ الواحدة منها خمسة عنابر. ويحتوي العنبر الواحد على 18 زنزانة موزّعة على جناحَين بالتساوي في طبقة أرضية. يُضاف إلى ذلك عنبر "شديد الحراسة" يُقسَم إلى قسمَين، أحدهما "المخصوص" يستقبل المحكوم عليهم بالإعدام إلى حين تنفيذ الأحكام.
وقد جاء في شهادة أحد المحتجزين السابقين التي نقلتها الجبهة المصرية أنّ المجموعة الأولى من العنابر تضمّ عنبرَي "الإيراد" و"التأديب". كذلك ثمّة مبانٍ واقسام أخرى في السجن، مثل المستشفى الذي خُصّص له أحد العنابر، وورشة نجارة، ومكتبة صغيرة، وملعب كرة قدم، ومخبز، ومطبخ السجن، ومغسلة.
في الإطار نفسه، جاء في شهادات سجناء سابقين أدلوا بها للجبهة المصرية أنّ وضع زنازين الإيراد أكثر سوءاً من غيرها. ويُمنَع المحتجزون من التريّض ويُعَدّ ذلك أسلوباً للتنكيل والعقاب في حال اعتراضهم على بعض الممارسات أو الانتهاكات. كذلك كشف هؤلاء أنّهم يُمنعون أحياناً من تلقّي ما تحضره عائلاتهم من أدوات نظافة شخصية أو أخرى لتنظيف السجن، وذلك بهدف إجبارهم بطريقة غير مباشرة على شرائها من داخل السجن.