قرن تركي عظيم

خلاصة

يحلم الأتراك بقرن جديد عظيم.. داعب الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان مشاعر أنصاره بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية أمس الأول واعداً إياهم بقرن عظيم قادم.

الكاتب الصحفي رفعت رشاد

عاش الأتراك فى القرن السابع عشر أزهى عصور الدولة العثمانية خلال فترة حكم سليمان القانونى التى اقتربت من نصف قرن وسُميت تلك الفترة بالقرن العظيم. كانت تركيا تسيطر على مساحات شاسعة من الكرة الأرضية وامتلأت خزائن الدولة بالخير الوفير، ولذلك سُمى «القانونى» بـ«سلطان العالم».

فى الانتخابات يستدعى المرشحون تاريخ بلادهم الوطنى لتذكير ناخبيهم بالانتصارات والأمجاد. المخضرمون يلعبون بمهارة على مشاعر الشعب المتشوق إلى الرفاهية والانتصارات واستعادة المجد. انتهت الانتخابات فى تركيا بفوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة وفاز حزبه العدالة والتنمية بـ53 فى المائة من مقاعد البرلمان، وهو ما يعنى أن أردوغان سيحكم بدون أى مصاعب مع البرلمان بعدما جمع بين السلطتين.

كانت الانتخابات فى تركيا نموذجاً إيجابياً للممارسة الديمقراطية وهى المرة الأولى التى تجرى فيها بهذا الشكل. تفاعلت الأحزاب وتشكلت جبهتان من الجانبين، إحداهما مع حزب العدالة والأخرى بين أحزاب ما سُمى «الطاولة السداسية»، حيث اتحدت ستة أحزاب بهدف تحقيق الفوز لمرشحها كمال كليجدار وإسقاط أردوغان وإعادة النظام البرلمانى للحكم فى البلاد بدلاً من النظام الرئاسى.

جاءت نتيجة الجولة الأولى التى جرت فى 14 مايو الحالى بدون حسم، حيث فاز أردوغان بنسبة أصوات بأقل من الخمسين بالمائة بنصف فى المائة بينما حصل كليجدار على ما يقرب من 45 فى المائة وحصل أوغان على حوالى خمسة بالمائة، وهو ما أدى إلى إعادة الانتخابات فى يوم 28 مايو.

فى الإعادة فاز أردوغان بفترة رئاسية بعدما حصل على ما يزيد على 52 بالمائة من الأصوات. كانت الانتخابات مباراة مهارية عالية المستوى حسمها الناخبون بناء على توجهات كل مرشح والخطاب الذى وجهه للجماهير. استدعى أردوغان خبرته العميقة فى الملعب السياسى ليعوض سلبيات المرحلة السابقة له، بينما تعامل كليجدار بأسلوب يبعد عن الشعبوية.

قدم أردوغان سوابق أعماله، فهو الذى جعل تركيا لاعباً دولياً رئيسياً، يحتفظ بعلاقاته مع دول حلف الأطلنطى بينما فى نفس الوقت يحصل على أحدث الأسلحة من روسيا. يتوسط بين روسيا وأوكرانيا ويحتفظ بعلاقاته مع الدولتين. دعم علاقات بلاده مع الدول العربية والإسلامية وأعاد لتركيا صيغتها الشرقية وهو ما يجد ترحيباً كبيراً لدى تلك الدول.

يقود الدول التركمانية عائداً بشعوبها إلى الجذور والتاريخ القديم. حقق مكاسب اقتصادية وإن كانت تلك المكاسب قد انتكست فى الفترة الأخيرة وانخفضت قيمة الليرة التركية وارتفع معدل التضخم بنسبة كبيرة.

جاء خطاب كليجدار براجماتياً وعلمانياً بصورة واضحة. نبذ العلاقات مع الشرق العربى والإسلامى وركز على الاتجاه ناحية الغرب، حيث الغرب الوجهة السليمة لتركيا. خطابه اتسق مع ميوله الحزبية فهو رئيس حزب الشعب الذى أسسه «أتاتورك» الذى أسقط الخلافة الإسلامية كما أنه (علاهى)، وهذا جزء من المذهب العلوى الذى هو جزء من المذهب الشيعى، وصرح بأنه لن يقيم علاقة إلا مع الدول التى يحكمها الشيعة. وعد بحل مشكلات الاقتصاد ودعا إلى العودة إلى نظام الحكم البرلمانى.

الانتخابات بداية حيث تستعد الأحزاب التركية للانتخابات القادمة بعد أن تنتهى آخر دورة لأردوغان.

الموضوع التالي الحكاية – عمرو أديب – حلقة الإثنين 29-05-2023
الموضوع السابقمسجد شنودة