أفريكا ريبورت: السيسي يواجه معارضة نادرة بينما يسعى لإعادة انتخابه

خلاصة

انحرفت خطط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للانتقال السلس إلى ولاية ثالثة على يد المتظاهرين الشباب لتتحول إلى مظاهرات مناهضة للسيسي في مدينة مرسى مطروح بالقرب من الحدود الليبية، وفق ما يخلص تقرير لمجلة أفريكا ريبورت.

اهتمت مجلة أفريكا ريبورت بتحول مسيرات مؤيدة للرئيس السيسي إلى مظاهرات احتجاجية مناهضة لحكمه في بعض المناطق. 

وقالت المجلة الفرنسية إن خطط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للانتقال السلس إلى ولاية ثالثة انحرفت عن مسارها على يد المتظاهرين الشباب بالقرب من الحدود الليبية.

وبينما كان الرئيس المصري يستعد لإلقاء خطاب لتأكيد ترشحه للرئاسة، اجتمع الآلاف في الميادين العامة لحضور الحفلات التي ترعاها الدولة، وفي هذه العملية، دعم الرئيس الحالي.

وبدا أن الأمور تسير وفقا للخطة حيث قال السيسي يوم الاثنين إنه سيترشح لولاية ثالثة في منصبه، مما أثار هتافات عالية من أنصاره وأشار إلى بداية الاحتفال.

لكن الذي أفسد حفلته ظهر في مرسى مطروح، وهي مدينة ساحلية بالقرب من الحدود الليبية؛ إذ أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ما بدا أنهم شباب ساخط يهتفون ضد السيسي ويمزقون لافتاته ثم يشعلون فيها النيران.

اعتقال 400

وأشارت المجلة إلى أنه  كان عرضًا نادرًا للمعارضة في بلد تُحظر فيه الاحتجاجات فعليًا. أشرف السيسي على حملة واسعة النطاق ضد جميع أشكال المعارضة منذ توليه منصبه في 2014، وتقول جماعات حقوقية إن عشرات الآلاف يقبعون خلف القضبان بتهم سياسية.

وقالت وزارة الداخلية إنها ألقت القبض على «مرتكبي شجار اندلع بين بعض الأشخاص في مرسى مطروح أثناء تزاحمهم لالتقاط صور مع شعراء ليبيين» دون الإشارة إلى الاحتجاجات.

وقال بعض المعلقين المؤيدين للدولة على وسائل التواصل الاجتماعي إن المظاهرة حرضت عليها جماعة الإخوان. واتهموا الجماعة المحظورة، التي كانت ينتمي لها الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي، بـ «دفع أموال للأطفال لنشر الفوضى».

وقال عضو في نقابة المحامين في المدينة إن 400 شخص اعتقلوا، بحسب موقع المنصة، أحد المنافذ المستقلة القليلة التي لا تزال تعمل في مصر.

وأدت رواية وزارة الداخلية للحادث إلى موجة من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت مي السعدني، المديرة التنفيذية لمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، على موقع إكس: «بالأمس كانت هناك احتجاجات في مرسى مطروح حيث مزق المتظاهرون صور السيسي وظهر السخط». وتعجبت السعدني من وصف وزارة الداخلية للمطاهرات المناهضة بالشجار لالتقاط صور. 

وقالت وسائل إعلام موالية للحكومة إن دعم الجماهير للسيسي للسيسي بعد إعلان ترشحه جاء عفويا. ويقول النشطاء السياسيون إن تلك المسيرات لم تكن عفوية، زاعمين أن الناس دُعيت في المقام الأول لحضور حفلات موسيقية مجانية تضم بعض المطربين المشهورين.

«الجوع والحرمان»

ولفتت المجلة إلى أن إعلان السيسي عن خوض الانتخابات يمثل نهاية حدث استمر ثلاثة أيام تحدث فيه عن سجله في منصبه والذي أقيم في العاصمة الإدارية الجديدة. وأثارت أجزاء من حديثه المرتجل إلى انتقادات شديدة لإرثه.

في أحد تصريحاته، اقترح السيسي أن يستعد المصريون لقبول «الجوع والحرمان» كثمن للتنمية. وأنفقت إدارة السيسي الكثير على البنية التحتية، حيث قالت الحكومة إن مثل هذه الاستثمارات هي المفتاح لجذب الاستثمارات.

ومع مواجهة مصر لأزمة العملات الأجنبية وأرقام تضخم قياسية، شكك النقاد في الحكمة من تكبد المزيد من الديون. يُطلب من البلاد دفع 29.23 مليار دولار لخدمة الديون الخارجية في عام 2024، وفقًا لأرقام البنك المركزي.

وعلق المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي على تصريحات السيسي بأن الشعب المصري جاع بالفعل بسبب إدارة السيسي.

وقال الطنطاوي إن حملته تواجه مضايقات بينما يسابق الزمن لجمع توكيلات المواطنين اللازمة لخوض الانتخابات ضد السيسي. وقال عديد من الأشخاص إن مكاتب الشهر العقاري منعتهم من إصدار توكيلات لدعم طنطاوي.

الموضوع التالي صالة التحرير يناقش الذكرى الخمسين لانتصارت حرب أكتوبر
الموضوع السابقدويتشه فيله: الانتخابات لا تحمل أملًا كبيرًا في التغيير