الإيكونوميست: دعم الخبز في مصر غير مستدام

خلاصة

مع نمو سكان مصر وتغير المناخ الذي يجعل من زراعة القمح أكثر صعوبة، فإن تصميم الحكومة على تزويد شعبها بالخبز المدعم يبدو أقل استدامة من أي وقت مضى.، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الإيكونوميست.

نشرت صحيفة الإيكونوميست البريطانية تقرير يسلط الضوء على دعم الخبز في مصر وإن كانت تلك السياسة ستدوم في ظل الأزمة الاقتصادية.

قالت صحيفة الإيكونوميست إن كلمة الخبز (العيش) في المصرية الدارجة تعني  الحياة، الأمر الذي يؤكد على أهمية المواد الغذائية في البلاد. ويعتمد ما يقرب من ثلثي سكان مصر البالغ عددهم 106 ملايين نسمة على الخبز المدعوم. ونتيجة لذلك جزئيًا، تلتهم حوالي ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي للفرد.

ولكن مع نمو سكان مصر وتغير المناخ الذي يجعل من زراعة القمح أكثر صعوبة، فإن تصميم الحكومة على تزويد شعبها بالخبز المدعم يبدو أقل استدامة من أي وقت مضى.

وأوضحت الصحيفة أن دعم الخبز مكلف بالفعل؛ فقد كلفت 2.9 مليار دولار في السنة المالية الماضية، 2.6% من الميزانية. ومع ذلك، تنتج مصر نصف القمح الذي تحتاجه محليًا فقط ويجب أن تستورد الباقي، مما يجعلها عرضة لتقلبات الأسعار العالمية.

وتتوقع الصحيفة أن يؤدي تغير المناخ إلى خفض غلة القمح المحلية في مصر بنسبة 10-20% بحلول عام 2060 بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار. كما ستزيد نسبة ملوحة التربة في منطقة دلتا نهر النيل الخصبة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. ومن المتوقع كذلك أن يرتفع عدد سكان مصر بشكل كبير إلى 160 مليون بحلول عام 2050، مما يزيد من إجهاد الموارد الزراعية.

وأشارت الصحيفة إلى أن إنتاج 5 ملايين طن إضافية من القمح سنويًا لإطعام المزيد من الناس سيتطلب أكثر من 10%من تدفق المياه في نهر النيل، وهي كمية غير مستدامة.

وكانت محاولات الإصلاح التي حاول تطبيقها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في السبعينيات قد أدت إلى أعمال شغب في جميع أنحاء البلادـ=، وهو ما يعود بالأساس إلى اعتماد الشعب على الخبز المدعوم. 

ولفتت الصحيفة إلى أن ارتفاع التضخم الغذائي الحالي يجعل من الصعب على عديد من المصريين تحمل بدائل دعم الخبز. وتواجه الحكومة تحديًا كبيرًا في الانتقال بعيدًا عن هذا البرنامج المكلف.

الموضوع التالي مودرن دبلوماسي: دور قناة السويس في النظام الاقتصادي العالمي
الموضوع السابقفاينانشيال تايمز: مرشحون مصريون يزعمون أن الترهيب يستخدم لخنق أصوات المعارضة