تايمز أوف إسرائيل: مسؤول في المخابرات المصرية يقول إن إسرائيل تجاهلت التحذيرات المتكررة من تخطيط حماس لـ «شيء كبير»

خلاصة

يقول كبار الضباط الإسرائيليين السابقين إن عدم الاستجابة للتحذيرات هو جانب واحد فقط من الأخطاء الاستخبارية والسياسية الفادحة، بينما يقول مسؤول في القاهرة إن إسرائيل ركزت على الضفة الغربية بدلًا من غزة وقللت من شأن التهديدات، وفق ما يخلص تقرير نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

استعرض تقرير نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل بمساهمة من وكالات أجنبية تجاهل إسرائيل للتحذيرات المتكررة من احتمالية حدوث شيء كبير. 

تستهل الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى الأسئلة المتنامية والمتصاعدة حول فشل المخابرات الإسرائيلية الذريع في توقع هجوم حماس المباغت والاستعداد له يوم الاثنين عندما قال مسؤول في المخابرات المصرية إن تل أبيب تجاهلت التحذيرات المتكررة من أن الجماعة الفلسطينية تخطط «لشيء كبير».

تحذير من شيء كبير

وقال المسؤول المصري إن مصر، التي غالبا ما تعمل وسيطًا بين إسرائيل وحماس، تحدثت مرارا مع الإسرائيليين عن «شيء كبير» دون الخوض في التفاصيل.

وقال إن المسؤولين الإسرائيليين ركزوا على الضفة الغربية وقللوا من شأن التهديد من غزة. وتتكون حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أنصار مستوطني الضفة الغربية الذين طالبوا بشن حملة أمنية هناك في مواجهة موجة العنف المتصاعدة خلال الأشهر الـ 18 الماضية.

واضاف المسؤول المصري: «لقد حذرناهم من ان انفجار الوضع قادم وقريبًا جدًا وسيكون كبيرًا».  وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة محتوى المناقشات الاستخباراتية الحساسة مع وسائل الإعلام، لوكالة أسوشيتيد برس، إنهم قللوا من شأن مثل هذه التحذيرات.

ومع ذلك، لم تكن إسرائيل تتجاهل فقط التحذيرات الواضحة من حلفائها.

فيما يخص الفلسطينيين في غزة، فإن عيون إسرائيل في كل مكان؛ فطائرات المراقبة المسيرة تُحلق باستمرار، والحدود شديدة التحصين تعج بالكاميرات الأمنية والجنود الحراس. وتعمل وكالات الاستخبارات على مصادر وقدرات إلكترونية لاستخلاص المعلومات.

لكن يبدو أن عيون إسرائيل أصابها الحول في الفترة التي سبقت الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس، التي اخترقت الحواجز الحدودية الإسرائيلية وأرسلت مئات المسلحين إلى إسرائيل لتنفيذ هجوم جريء أسفر عن مقتل أكثر من 700 شخص وإصابة أكثر من 2000.

ولفتت الصحيفة إلى أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية اكتسبت هالة الأجهزة التي لا تُقهر على مدى عقود بسبب سلسلة من الإنجازات، مثل الزعم بإحباط مؤامرات دُبرت في الضفة الغربية، ومطاردتها عناصر من حماس في دبي واتهامها بقتل علماء نوويين إيرانيين في قلب إيران. حتى عندما تعثرت جهودهم، حافظت أجهزة مثل الموساد والشاباك والمخابرات العسكرية على غموضها.

فقدان سمعتها

لكن، وحسب ما يستدرك التقري، فقد دمر هجوم حماس، الذي فاجأ إسرائيل، هذه السمعة وأقى بها في غياهب الشكوك وأثار تساؤلات حول استعداد إسرائيل في مواجهة عدو أضعف منها ولكنه صاحب إرادة. وبعد أكثر من 48 ساعة من بدء الهجوم، واصل مقاتلو حماس محاربة القوات الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، واستطاع مقاتلوها أسر أكثر من 100 إسرائيلي.

وقال يعقوب عميدرور مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «هذا فشل ذريع»، مضيفًا أن «هذه العملية تثبت في الواقع أن قدرات المخابرات فيما يتعلق بغزة لم تكن جيدة».

ورفض أميدرور تقديم تفسير للفشل، قائلًا إنه يجب تعلم الدروس عندما يهدأ الغبار.

اعتراف بالفشل

من جانبه، اعترف الأدميرال دانيال هاجاري، المتحدث العسكري، بأن الجيش مدين للجمهور بتفسير. لكنه قال الآن ليس الوقت المناسب للحساب. وقال: «أولاً، نقاتل، ثم نحقق».

يقول البعض إنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم فقط على فشل استخباراتي. ويشيرون إلى موجة عنف منخفضة المستوى في الضفة الغربية حولت بعض الموارد العسكرية هناك والفوضى السياسية التي تعصف بالبلاد بسبب خطوات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لإصلاح القضاء. وهددت الخطة المثيرة للجدل تماسك الجيش الإسرائيلي، الذي يُنظر إليه على أنه جيش الشعب.

لكن من المرجح أن يُنظر إلى الافتقار الواضح للمعرفة المسبقة بخطة حماس على أنه الخلل الرئيس في سلسلة الأحداث التي أدت إلى الهجوم الأكثر دموية ضد الإسرائيليين منذ عقود.

سحبت إسرائيل القوات والمستوطنين من قطاع غزة في عام 2005، وجردتها من التعامل الوثيق مع الأحداث في المنطقة. ولكن حتى بعد اجتياح حماس لغزة في عام 2007، بدا أن إسرائيل تحافظ على تفوقها، باستخدام الذكاء التكنولوجي والبشري.

وزعمت إسرائيل أنها تعرف بدقة مواقع قيادة حماس ويبدو أنها تثبت ذلك من خلال القتل المستهدف لقادة المجموعات الفلسطينية في الضربات الجوية، أحيانًا في غرف نومهم. وعرفت إسرائيل مكان الأنفاق الهجومية تحت الأرض التي تستخدمها حماس لنقل المقاتلين والأسلحة، وتدمير أميال (كيلومترات) من الممرات المخفية.

قدرات حماس

وعلى الرغم من هذه القدرات، تمكنت حماس من إبقاء خطتها طي الكتمان. ويبدو أن الهجوم الشرس، الذي استغرق على الأرجح شهورًا من التخطيط والتدريب الدقيق وتضمن التنسيق بين الجماعات المسلحة المتعددة، لم يخضع لرادار المخابرات الإسرائيلية.

وقال أمير أفيفي، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إنه بدون موطئ قدم داخل غزة، أصبحت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتمد بشكل متزايد على الوسائل التكنولوجية للحصول على معلومات استخبارية. وقال إن المقاتلين في غزة وجدوا طرقًا للتهرب من جمع المعلومات التكنولوجية، مما حرم إسرائيل من رسم صورة كاملة عن نواياهم.

قال أفيفي، الذي كان يعمل بمثابة قناة للمواد الاستخباراتية تحت قيادة رئيس أركان عسكري سابق: «تعلم الجانب الآخر التعامل مع هيمنتنا التكنولوجية وتوقفوا عن استخدام التكنولوجيا التي يمكن أن تكشفها».

وقال: «لقد عادوا إلى العصر الحجري»، موضحًا أن المقاتلين لم يستخدموا الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر وكانوا يمارسون أعمالهم الحساسة في غرف محمية خصيصًا من التجسس التكنولوجي أو الذهاب تحت الأرض.

لكن أفيفي قال إن الفشل يتجاوز مجرد جمع المعلومات الاستخباراتية وفشلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تجميع صورة دقيقة من المعلومات الاستخباراتية التي كانت تتلقاها، بناءً على ما قال إنه مفهوم خاطئ يحيط بنوايا حماس.

نظرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة بشكل متزايد إلى حماس على أنها جهة فاعلة مهتمة بالحكم، وتسعى إلى تطوير اقتصاد غزة وتحسين مستوى معيشة سكانها. لكن أفيفي وآخرين يقولون إن الحقيقة هي أن حماس، التي تدعو علانية إلى تدمير إسرائيل، ترى أن هذا الهدف هو أولويتها.

وكتب عاموس هاريل، معلق دفاعي، في صحيفة هآرتس اليومية: «من الناحية العملية، كان المئات إن لم يكن الآلاف من رجال حماس يستعدون لهجوم مفاجئ منذ شهور، دون أن يتسرب ذلك. وجاءت النتائج كارثية».

الانشغال بالصراع الداخلي

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل كانت منشغلة وممزقة بسبب خطة نتنياهو للإصلاح القضائي. وتلقى نتنياهو تحذيرات متكررة من قادة جيشه، وكذلك من عديد من القادة السابقين لأجهزة المخابرات في البلاد، من أن الخطة المثيرة للانقسام تقلص تماسك الأجهزة الأمنية في البلاد.

قال مارتن إنديك، الذي عمل مبعوثًا خاصًا للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة أوباما، إن الانقسامات الداخلية حول التغييرات القانونية كانت عاملًا كبيرًا ساهم في مباغتة الإسرائيليين.

وقال: «لقد أدى ذلك إلى اضطراب الجيش الإسرائيلي بطريقة، على ما أعتقد، اكتشفنا أنها مصدر إلهاء كبير».

الموضوع التالي بلومبرج: البنوك المصرية الكبرى تعلق استخدام بطاقات الخصم بالعملة الأجنبية
الموضوع السابقصالة التحرير يناقش تحرير توكيلات شعبية لـ «طنطاوي» وعملية طوفان الأقصى ومبادرة خفض الأسعار