مجلس العلاقات الخارجية: هل ستلعب مصر دورًا في تخفيف حرب غزة ؟
لا تزال مصر مترددة في استقبال الفلسطينيين الذين يسعون إلى الفرار من غزة بينما تستعد إسرائيل لهجوم انتقامي ضد حماس، ولا تزال الآمال في وقف إطلاق النار بوساطة القاهرة سابقة لأوانها، وفق ما يخلص تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية.
استعرض الكاتب ستيفن كوك في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية إمكانية أن تلعب مصر دورًا في تخفيف الحرب في غزة.
ويقول الكاتب إن مصر لا تزال مترددة في الترحيب بالفلسطينيين الذين يسعون إلى الفرار من غزة بينما تستعد إسرائيل لهجوم انتقامي ضد حماس، ولا تزال الآمال في وقف إطلاق النار بوساطة القاهرة سابقة لأوانها.
واستعرض الكاتب ما وراء الموقف المصري من خلال الإجابة على عدة اسئلة.
كيف ردت مصر على هجوم حماس ؟
بعد الهجمات مباشرة، ووفقًا للكاتب، أصدرت الحكومة المصرية بيانًا حذرت فيه من «مخاطر جسيمة من التصعيد المستمر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الهجمات ضد المدن الفلسطينية»، دون ذكر توغل حماس في إسرائيل، وقتل المدنيين، واحتجاز الرهائن. وهذا البيان يتفق مع التصريحات الواردة من معظم البلدان العربية، التي ألقت باللوم في معظمها على أعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل، ولا سيما بناء مستوطناتها في الضفة الغربية وسلوكها في قطاع غزة.
في 15 أكتوبر، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن عمليات الجيش الإسرائيلي تجاوزت أي رد متناسب على هجمات 7 أكتوبر وأصبحت شكلًا من أشكال العقاب الجماعي.
ويرى الكاتب أن السيسي يحرص على توخي الحذر في كيفية إدارته للصراع نظرًا لعدم شعبيته وسط الأزمة الاقتصادية في مصر، والمشاعر الواسعة المؤيدة للفلسطينيين بين الجمهور المصري. وهو لا يحظى بشعبية بسبب سوء تعامله مع الاقتصاد المصري، وهو يعلم بالتأكيد أن مجموعة متنوعة من المنظمات المشاركة في انتفاضة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك نشأت في مجموعات تضامن مؤيدة للفلسطينيين ظهرت خلال الانتفاضة الثانية.
هل ستقبل مصر الفلسطينيين الفارين من غزة ؟
وأوضح الكاتب أن هناك أربعة أسباب ذات صلة تفسر سبب إصرار الحكومة المصرية، التي كانت شريكًا كاملًا مع إسرائيل في حصار دام سنوات على غزة، على أن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بدلًا من السماح لسكان غزة بالفرار إلى شبه جزيرة سيناء المجاورة.
السبب الأول هو أن مصر لا تريد أن تكون مسؤولة عن موجة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين. وتكافح البلاد بالفعل لإدارة تدفق الأشخاص الفارين من الحرب الأهلية في السودان.
ويتمثل السبب الثاني في شعور مصر بالقلق من التهديدات المحتملة لأمنها نظرًا للصلات بين حماس وما يسمى فرع ولاية سيناء لتنظيم الدولة، الذي تقاتله مصر منذ حوالي عقد في شمال سيناء. ويخشى قادة مصر أن السماح لأعداد كبيرة من الفلسطينيين بدخول أراضيهم من شأنه أن يعزز الروابط بين هذه القوى المتطرفة.
أما السبب الثالث فهو أن حكومة مصر، من حيث المبدأ، تؤكد أن محنة الفلسطينيين في قطاع غزة هي مسؤولية إسرائيل. والسبب الأخير هو أن مصر تخشى من أن تحاول إسرائيل فرض المسؤولية عن غزة على القاهرة.
كيف بدت علاقة مصر بحماس ؟
تربط الحكومة المصرية وحماس علاقة مضطربة. نشأت حماس من الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين في أواخر الثمانينيات، وتشكلت خصيصًا للانخراط في أنشطة ضد الإسرائيليين. وفي ضوء علاقة مصر بجماعة الإخوان المسلمين، التي تميل إلى التأرجح بين التسامح على مضض والعداء الصريح، سعى قادة مصر للسيطرة على حماس خوفًا من أن تساهم في عدم الاستقرار داخل مصر. ونتيجة لذلك، فإن جهاز المخابرات المصري له وجود في غزة ويراقب أنشطة حماس هناك.
هل تقوم مصر بدور في أي جهود إقليمية لاحتواء النزاع أو التوصل إلى وقف لإطلاق النار ؟
في الماضي، لعب رؤساء مصر وجهاز المخابرات العامة أدوارًا مهمة في تأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. لكن لا إسرائيل ولا حماس مهتمة بوقف التصعيد في هذه المرحلة من الحرب الحالية. وربما في الوقت المناسب سيكون لمصر دور أكبر تلعبه، لكن في الوقت الحالي، تضغط الولايات المتحدة عليها لفتح ممرات إنسانية في شبه جزيرة سيناء.
ما هو وضع علاقة مصر بإسرائيل ؟ هل هناك أي مؤشرات على أن مصر حذرت إسرائيل من هجوم وشيك؟
لفت الكاتب إلى أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية نجت من أزمات عدة منذ توقيعها في عام 1979، بما في ذلك الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، والانتفاضة الأولى، والانتفاضة الثانية، وإعادة غزو إسرائيل للضفة الغربية، والصراعات المتتالية بين إسرائيل وحماس منذ انسحاب إسرائيل. من غزة عام 2005.
وخلال الصراع بين إسرائيل وحماس الذي استمر تسعة وأربعين يومًا في عام 2014، أرادت مصر من إسرائيل تدمير حماس، لكن إسرائيل اعترضت خوفًا من فراغ السلطة والفوضى في المنطقة. وقد تغيرت هذه المواقف الآن، مما فرض ضغوطًا على العلاقات الثنائية. ومع ذلك، في الوقت الحالي، لا يوجد ما يشير إلى أن مصر تريد خرقًا في العلاقات، إذ تستفيد الحكومة المصرية كثيرًا من المساعدة الإسرائيلية في تأمين شبه جزيرة سيناء.
وهناك تقارير إخبارية تفيد بأن مصر طورت معلومات استخبارية عن هجوم حماس وحذرت إسرائيل، لكن التحذير لم يجد آذانًا صاغية.