جيروزاليم بوست: السيسي يسعى لتجديد تفويضه في بلد يعاني أزمة اقتصادية
في ضوء قبضته على السلطة، سيفوز السيسي المصري بالتأكيد بولايته الثالثة في المنصب، لكنه يعلم أن صراعًا طويلًا وشاقًا ينتظره، وفق ما يخلص مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست.
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالًا كتبه نيفيل تيلر يتناول سعي الرئيس المصري للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تقول الصحيفة إنه وإذا سارت الأمور وفقًا للخطة، فسيُعاد انتخاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منصبه قبل نهاية العام، وسيظل في السلطة حتى عام 2030 على الأقل.
والوقت وحده هو من سيخبرنا بما إذا كان سيتقاعد بعد ذلك بسلاسة من المشهد السياسي.
وأشارت الصحيفة إلى تعديل الدستور في 2019 والذي سمح بترشحه لفترة جديدة وتمديد الفترة الرئاسية إلى ست سنوات.
شكاوى المعارضة
وتطرقت الصحيفة إلى تنظيم السلطات لمؤتمر «قصة وطن» الذي أطلق السيسي خلاله إعلانه سعيه للترشح لللانتخابات زما رافق ذلك من احتفالات.
ولفتت الصحيفة إلى شروط الترشح التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات والتي تضمنت جمع المرشحين 25 ألف توكيل مسجل من المواطنين العاديين من 15 محافظة مختلفة أو 20 تأييد من أعضاء البرلمان.
ونوّهت الصحيفة إلى المضايقات التي يتعرض لها المرشحون المحتملون وأنصارهم.
وقالت أحزاب المعارضة إن الأفراد الذين يسعون لدعم المرشحين المناهضين للسيسي منعوا من استخراج توكيلات لمرشحيهم..
ومن هؤلاء رانيا الشيخ التي قالت إنها كانت تحاول التسجيل لدعم أحمد طنطاوي عندما اندلع شجار في مكتب الشهر العقاري، على حد قولها، من جانب «بلطجية».
وقالت: «في كل مكان، لدى الموظفين العموميين أسباب محددة مسبقًا لعرقلة العملية مثل النظام معطل أو انقطاع الإنترنت أو انقطاع التيار الكهربائي أو غيرها من الجحح لنا».
واشتكى فريق حملة طنطاوي من منع الأشخاص الذين يحاولون تسجيل توكيلات له، واعتقال أكثر من 80 من أنصاره. واتهم طنطاوي النظام مرارًا بمضايقة واحتجاز أنصاره ومنعهم من تسجيل توكيلاتهم والتنصت على هاتفه. وكانت حملته تنشر مقاطع فيديو له وهو يرافق مؤيديه إلى مكاتب الشهر العقاري.
وأشارت الصحيفة إلى نفي الهيئة الوطنية للانتخابات لتلك الشكاوي وقولها إنها لا أساس لها من الصحة.
في خضم أزمة
وأردفت الصحيفة أن مصر في خضم أزمة اقتصادية. وتسبب التضخم القياسي ونقص العملات الأجنبية في فقدان الجنيه المصري أكثر من 50% من قيمته مقابل الدولار في الأشهر الـ 18 الماضية. وارتفع الدين الخارجي إلى مستوى قياسي بلغ 165.4 مليار دولار هذا العام، والذي يقول الخبراء إنه استُخدم إلى حد كبير لتمويل مجموعة من المشاريع الضخمة بما في ذلك العاصمة الجديدة.
ونتيجة لذلك، تضاعفت فاتورة الدين الخارجي للبلد ثلاث مرات في السنوات الـ 10 الماضية، وخصص نحو نصف الميزانية 2023/24 لخدمة الديون.
قبل الأزمة، كان ما يقرب من 30% من السكان يعيشون بالفعل تحت خط الفقر، مع 30% آخرين يعتبرون عرضة للفقر. وفي الآونة الأخيرة، تضررت مصر بشدة من تداعيات الحرب في أوكرانيا: مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم وقد اشترت تقليديًا معظم حبوبها من أوروبا الشرقية.
صفقة محتملة
وتلفت الصحيفة إلى أن أحد أسباب قرار السيسي بتقديم موعد الانتخابات (وبالتالي حرمان نفسه من ستة أشهر متبقية له في فترته الحالية) هو أنه قدَّر أنه بحلول مارس 2024 من المرجح أن يصبح الوضع الاقتصادي أسوأ وليس أفضل، مع ما يترتب على ذلك من فقدان الدعم الشعبي.
من ناحية أخرى، قد تأتي الإغاثة الاقتصادية من صفقة مع الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة، تترد أنباء تفيد بأن الولايات المتحدة قد تتنازل عن جزء كبير من سداد الديون مقابل موافقة مصر على السماح لعدد معين من اللاجئين الغزيين بالدخول إلى سيناء عبر معبر رفح.
وفي ضوء قبضته على السلطة، سيفوز السيسي بالتأكيد بولايته الثالثة في المنصب، لكنه يعلم أن نضالًا طويلًا وشاقًا وعسيرًا ينتظره.