لوس أنجلوس تايمز: حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يحاولون التوصل إلى حل وسط

خلاصة

في حين لا يدعم الحلفاء العرب الرئيسون للولايات المتحدة حماس أو هجومها على إسرائيل، إلا أنهم يعارضون أيضًا أجندة الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بلا تحفظ في هجوم مضاد ضخم من المحتمل أن يودي بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة لوس أنجلوس تايمز.

نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تقريرًا  أعدته تريسي ويلكينسونستاف تسلط الضوء على محاولات القادة العرب التوصل إلى حل وسط في الحرب بين المقاومة وإسرائيل.

يقول الحلفاء العرب الرئيسون للولايات المتحدة إنهم لا يدعمون حماس أو هجومها الوحشي على إسرائيل، لكنهم يعارضون أيضًا أجندة الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بلا تحفظ في هجوم مضاد ضخم من المحتمل أن يودي بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

في القاهرة هذا الأسبوع، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن الرد الإسرائيلي «تجاوز الدفاع عن النفس» ووصل إلى مستوى «العقاب الجماعي» - معاقبة السكان على جرائم قلة وجريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف.

أما فيما يخص هجوم حماس، قال السيسي: «يمكننا إدانته بشكل واضح، لكننا بحاجة إلى أن نفهم أن ما حدث نتيجة الغضب المتراكم من الكراهية على مدى أربعة عقود، مع تبدد آمال الفلسطينيين في إيجاد حل».

ولفتت الصحيفة إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في دول المنطقة في السنوات الاخيرة. وقامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، وانضمتا إلى مصر والأردن باعتبارهما الدولتين الوحيدتين في المنطقة التي تربطها علاقات دبلوماسية رسميةمع إسرائيل. وكانت المملكة العربية السعودية تدرس خطوة مماثلة.

هوة تتسع

لكن أزمة بهذا الحجم، وحسب ما تضيف الصحيفة، أعادت تركيز انتباه حكومات عدة وخاصة مواطنيها إلى القضية، مع التأكيد على الهوة بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب.

علاوة على قائمة تصريحاته، أضاف بلينكين الحاجة إلى حماية المدنيين الفلسطينيين، الذين يموتون بالفعل في القصف الجوي الإسرائيلي - وهي الخسائر التي ألقى بلينكين باللوم فيها بالأساس على حماس.

ومع ذلك، كان لعديد من القادة الذين جلس معهم بلينكين في جميع أنحاء العالم العربي أولوية قصوى مختلفة: وقف تصعيد العنف، وحماية 2.2 مليون شخص في غزة، وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة بعد أن منعت إسرائيل الغذاء والماء والكهرباء عن القطاع. وفي حين قالت إدارة بايدن إنها لا تريد رؤية المزيد من القتلى المدنيين، إلا أنها لم تكن على استعداد للدعوة علنًا إلى ضبط النفس أو وقف إطلاق النار.

وقالت الصحيفة إن هذا الاختلاف الحاد أعاق جهود بلينكين لكسب دعم إقليمي واسع لخطة لتجنب حرب تمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة. كما أعاق قدرته على التفاوض على فتح نقطة عبور رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر لإخراج المدنيين الفلسطينيين والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها.

الشارع العربي

ونوَّهت الصحيفة إلى أن بلينكين، وأثناء قيامه بحملته الدبلوماسية، ربما أخطأ في تقدير مدى قوة المشاعر المؤيدة للفلسطينيين في «الشارع» العربي، أو مدى القلق الذي ينتاب بعض قادة المنطقة مضطرين للرد على هجوم حماس والهجوم الإسرائيلي.

وقالت ميريسا خورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن: «كان هناك ضغط لفحص الواقع للولايات المتحدة. رد إسرائيل قوي للغاية... تمكين الأصوات المتطرفة، مع دفع المدنيين الفلسطينيين الثمن الباهظ».

لم تقدم عديد من الحكومات العربية في السنوات الأخيرة أكثر من مجرد التشدق بأهمية الكفاح الفلسطيني من أجل الاستقلال وسمحت في الوقت ذاته بتراجع القضية من الأجندة الإقليمية، خاصة بين حفنة من دول الخليج والمسلمين التي - تحت ضغط الولايات المتحدة - اختارت الاعتراف بإسرائيل لتعزيز العلاقات التجارية.

ورغم عدم وجود دعم كبير لحماس بين قادة المنطقة والذي يكرهون داعميها الأساسيين – إيران وجماعة الإخوان – لا يمكن النظر إلى قادة المنطقة على أنهم يديرون ظهورهم للنضال الأوسع من أجل الاستقلال الفلسطيني، لأن القضية لا تزال مقدسة في الشارع العرب العادي.

الموضوع التالي جيروزاليم بوست: السيسي يسعى لتجديد تفويضه في بلد يعاني أزمة اقتصادية
الموضوع السابقرويترز: قلق أمريكي وعربي بشأن خطة "إسرائيل" لما بعد العملية البرية ومخاوف من توسع الصراع