خالد الجندي: «30 يونيو» أنقذتنا من المصير الأسود

خلاصة

قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن «30 يونيو» كانت لحظة فارقة لإنقاذ مصر من مصير أسود وخطاب الإخوان أحادى أعور، مشيرا إلى أن الشعب المصرى أذاب خلافاته وأنهى النزاعات ووحّد الصفوف والرؤى للخلاص من عصابة تجار الدين.

دخلنا معركة وجودية لا تقل عن الجهاد في سبيل الله لتخليص الوطن من عصابات مأجورة
أكد «الجندي»، في حوار لـ«الوطن»، أن الجماعة الإرهابية حاولت طمس الدين وبيع الوطن، ومعاندة الشعب والعبث بالمعتقدات وخلطت الدين بالسياسة وتلاعبت بمصائر دول المنطقة بالكامل، والشعب بالكامل دخل معركة وجودية لا يقل حجمها عن الجهاد فى سبيل الله لتخليص الوطن من عصابات مأجورة ومجموعة من معدومى الأوطان وفاقدى الهوية ومحرومى الانتماء.. وإلى نص الحوار.

لماذا كانت ثورة 30 يونيو ضرورة لإنقاذ مصر؟

- ثورة 30 يونيو كانت لحظة فارقة من التحدى لإنقاذ الوطن من المصير الأسود الذى وصلت إليه بعض الدول، فقد أدركنا حجم المؤامرة ولم يعد هناك بديل سوى التحرك الواعى لكل فرد من أفراد الشعب لإنقاذ أغلى ما وهبنا الله إياه، وهو مصر، ولأول مرة وأنا شاهد على هذا الحدث ذابت الخلافات وانتهت النزاعات وتوحّدت الصفوف واتحدت الرؤى وبلغ الإصرار قمته، وانتهى الجدل، وتوقف الجميع عن التنظير، ولم يتردّد على ألسنتنا سوى كلمة واحدة «مصر».

كيف كان شعورك ومعظم المصريين أثناء أحداث الثورة؟

- شعرنا بأننا فى معركة وجودية، لا تقل عن مرتبة الجهاد فى سبيل الله، ويمكن تلخيص هذا المشهد بكلمة واحدة، وهى تحرير المخطوفين، لقد كانت البلاد مخطوفة من عصابات مأجورة ومجموعة من تجار الأديان ومعدومى الأوطان وفاقدى الهوية ومحرومى الانتماء.

الجماعة حاولت طمس الدين وبيع الوطن.. وذروة الوقاحة كانت الاحتفاء بقتلة «السادات» في ذكرى نصر أكتوبر
ما تقييمك لعام حكم الإخوان؟

- كانوا يسارعون فى تمزيق الوطن والتنازل عن ترابه واستلاب خيراته ومطاردة رموزه وتحقير أمجاده، حتى بلغت بهم الوقاحة إلى الاحتفاء بقتلة الرئيس الراحل السادات فى ذكرى نصر أكتوبر، ورأينا الوجوه القبيحة تحتل مقاعد أشرف من أنجبت مصر، ورأينا التحريض على شعب سوريا بوقاحة وفجاجة.

ورأينا بعض رموزهم القبيحة وهم يقومون بالدعاء على شعب مصر صراحة وسط تأمين وتهليل وتكبير القطعان الضالة من أتباعهم بشماتة وسوء أدب، ورأينا رئيس الدولة الذى كان برتبة جاسوس يقوم بتهريب الوثائق والمستندات الخطيرة، التى تمس الأمن القومى إلى دول أخرى، وسمعناه وهو يتوعّد أفراد الشعب واحداً تلو الآخر ويسخر من القضاء.

ويتطاول على الوطنيين ويتهكم على المخلصين ويصنع لنفسه هو وحاشيته وعشيرته القوانين الخاصة والدساتير «العمولة»، فى جو من السفاهة والهمجية وهم يفترشون قاعات دور الرئاسة، متفرغين لأكل البط ولعق الأصابع، بينما أبناء مصر تُهتك أعراضهم خارج أسوار قصر الاتحادية، وتكسر عظامهم، بجانب الاعتداءات المهينة على الكنائس وإحراقها والاعتداء على الإخوة المسيحيين وتحويل المساجد الكبرى إلى مراكز تعذيب وسحل، كما حدث فى مساجد الفتح ورابعة والنور.

لقد فشل الإخوان فى الاقتصاد، وتدهور الإنتاج، وتوقفت المصانع وتدهور التعليم، وزادت حدة الأزمات التموينية واختفى الوقود وانعدم الأمن وسُرقت السيارات وقطع الطريق وخطف المواطنون، باختصار كانت أياماً بالغة السواد، لذا كانت كلمة الله القاضية متمثلة فى جموع الشعب الواعية.

كيف كان خطاب الإخوان الدينى قبل وبعد الثورة؟

- الخطاب الدينى الذى تتصف به هذه الجماعات هو خطاب اللاانتماء، ويتصف بالمعاداة فى كل شىء، وكراهية كل شىء، وعدم الثقة فى أى شىء، فهو خطاب أحادى أعور، متعصب لا يتسم بالعقل ولا بالروية ولا بالفهم ولا يجيد لغة الحوار، فى جو من الانتهازية الواضحة.

وماذا فعل «الإخوان» بالعلماء فى الوطن؟

- لم يقوموا بالتوقير والاحترام لأى قيمة ثقافية أو دينية أو فنية أو فكرية، لذلك أول ما لحظنا قيامهم بمحاولة تهميش الأزهر، لإفساح المجال أمام طواغيتهم، واتهموا علماء الأمة من المخلصين بالنفاق والتطبيل، وأوقفونا عن العمل جميعا.

ورأيت بعينى السادة العلماء وهم يتعرّضون للإهانة، وشاهدت بنفسى من يصرخون أثناء أدائى خطبة الجمعة، وتم هدم قداسة المساجد، وانتشرت الكتب التى تتبنّى أفكار الجماعة الإرهابية، وتكفّر المجتمع وتدعو إلى الانقضاض على المؤسسات، فهم عبثوا فى كل شىء حتى وزارة الثقافة لم تسلم من هذه الأيدى المخرّبة، لذلك كانت هذه الثورة المباركة معركة «نكون أو لا نكون»، والحمد لله على ما وهبنا إياه من قوة وانتماء.

كيف رأيت تطويعهم للدين لخدمة أغراضهم؟

- الإخوان يحاولون طمس الدين ويتلاعبون بالدين، وكان أخطر ما نواجهه فى هذه المرحلة وفى هذا التوقيت هو حماقة وغباء تنظيم الإخوان، فالأحمق هو الذى يبيع وطنه، ويعاند هذا الشعب ويحارب الوطن ويعبث بمعتقداتنا وديننا، والأحمق هو الذى يخلط الدين بالسياسة والعكس حتى يتلاعب بمصائر دول المنطقة بالكامل، الأحمق يحاول تطويع دينه، ليستجيب لرغباته ويحرّف الأحاديث ويُؤل الآيات ويتلاعب بالنصوص وينكر الحقائق ويُفسد العقيدة ويتلاعب بكل ثوابت الدين، وهذا ما عمله الإخوان، ومن يسير فى ركابهم من اللجان الإلكترونية على السوشيال ميديا.

وكيف نجحت «30 يونيو» فى الكشف عن الشعارات الدينية التى استخدموها لإيهام الناس بأنهم يدعون إلى ما أمر الله به؟

- ثورة 30 يونيو كانت انتصاراً للدين على المتاجرين به، فجماعة الإخوان الإرهابية خلطت الدين بالسياسة، لاستغلاله فى التحكم بمقدرات الشعب وتمرير أجندة سياسية غربية، متابعاً: «كلنا عارفين جماعة الإخوان لها انتماءات خارج الحدود وخارج الدين، وانتماءاتها لعصابات صهيونية، والكلام بقى واضح خلاص، ومش محتاج شرح بقى، وإحنا شُفنا الإخوان اللى هربوا، واللى اعترفوا بمخططاتهم، كانوا يتحكمون فى الشعب الطيب بالشعارات الدينية، لأنها تستميل الأفئدة».

الشعارات الدينية
حين يتحدّث أحد بشعارات دينية يجب أن تسأل عن سبب استخدامها والتدقيق فى الحديث حتى لا ينخدع أحد بشعارات «الإسلام هو الحل»، فالإسلام ليس حلاً للمشكلة الإنتاجية، ولكن الإنسان هو الحل الذى يجب أن يتقن عمله ويتعلم النظام، ويعرف دوره وواجباته، لو المعدن بتاع الصحابة ماكانش جيد ماكانتش الرسالة الدينية هتنفع بيهم، فالنبى محمد بُعث برسالة، ولكن تسلم شوية رجالة وقفوا جنبه، اللى هم الصحابة، ولو ماكانوش متربيين صح ورجالة يُعتمد عليهم ماكانوش يكونوا هذه الأمة، المعدن لو جيد هو اللى هيصنع الأمم والحضارات مش الشعارات والكلام».

الموضوع التالي المخرج خالد يوسف: الإخوان رفضوا المشاركة في 25 يناير ورفضوا انتقاد مبارك
الموضوع السابقرئيس الوزراء يلتقي الرئيس التنفيذي لشركة "DHL" إكسبريس العالمية