جلوبز: قطر متفائلة بشأن المزيد من صفقات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيلية

خلاصة

تُمارس قطر لعبة مزدوجة من خلال دعم حماس وكونها حليفة للولايات المتحدة وإسرائيل، وتحتاج إلى إبرام صفقات للإفراج عن الرهائن للرد على الانتقادات الدولية التي تتهمها برعاية حماس، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة جلوبز.

نشرت صحيفة جلوبز تقرير للكاتب عساف يوني حول تفاؤل قطر بشأن إمكانية نجاح جهودها لإطلاق سراح الرهائن المدنيين. 

وتقول الصحيفة العبرية إن قطر تمارس لعبة مزدوجة من خلال دعم حماس وكونها حليفة للولايات المتحدة وإسرائيل، وتحتاج إلى إبرام صفقات الرهائن للرد على الانتقادات الدولية.

وتتولى قطر تدريجيًا دور الوسيط مع حماس في قطاع غزة. ومن بين أمور أخرى، تسعى قطر لدرء الانتقادات الدولية للعلاقات الوثيقة والمساعدات التي قدمتها إلى حماس. وتضع الإمارة الغنية نفسها باعتبارها «لاعبًا خارقًا»، وقادرًا على التحدث إلى جميع الأطراف في مختلف النزاعات. حتى أن مسؤولًا قطريًا كبيرًا قال لصحيفة ألمانية يوم الأحد إنه «متفائل» بشأن الإفراج الوشيك عن المزيد من الرهائن المدنيين من إسرائيل.

محل تدقيق

وألفتت الصحيفة إلى أن قطر حاليا هي محل تدقيق دولي، فقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تتهم الدوحة، التي تستثمر بكثافة في الرياضة الأوروبية والدولية، بالتعاون مع الإرهاب، وربطها مباشرة بفظائع حماس، التي تقدم لها مئات الملايين من الدولارات سنويًا، ظاهريًا لصالح الإدارة المدنية لقطاع غزة.

ويتردد صدى هذا النقد أيضًا في ألمانيا، حيث قطر مستثمر ضخم. واستثمر صندوق الثروة السيادية القطري في «المؤسسات» الألمانية مثل دويتشه بنك وفولكس فاجن وغيرها. دعت وسائل الإعلام الألمانية الحكومة إلى قطع العلاقات مع قطر، على الرغم من اتفاق غاز كبير مدته 15 عامًا وقعته قطر بقيمة عشرات المليارات من الدولارات. حتى أن أحد كبار أعضاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني دعا إلى عزل قطر بسبب دعمها لحماس، والسماح لقادة المنظمة بالعيش بشكل مريح ودون خوف في العاصمة الدوحة.

لكن وراء الكواليس، انتشرت تقارير في الأيام الأخيرة عن وساطة قطرية في إطلاق سراح الرهائن. وتلقت قطر امتنانًا أمريكيًا، بعد أن شاركت في إطلاق سراح الرهينتين الأمريكيتين جوديث رعنان وابنتها ناتالي.

وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن قادة آخرين من أوروبا، هناك رهائن من أكثر من 20 دولة، اتصلوا بالدوحة، بهدف ضمان الإفراج عن الرهائن الذين يحملون جوازات سفرهم. ومن بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

«الأولوية هي الرهائن يقود المدنيين»

وأشارت الصحيفة إلى أن الدكتور ماجد الأنصاري، المستشار الخاص لوزير الخارجية القطري، يقود الجهود الدبلوماسية القطرية للإفراج عن الرهائن. وقال لصحيفة «دي فيلت» الألمانية الصادرة يوم الأحد إن المحادثات من أجل الإفراج عن الرهائن بدأت فور هجوم حماس في 7 أكتوبر.

وأضاف للصحيفة الألمانية أن «الإفراج عن الرهينتين الأمريكيين كان جزءًا من الآلية التي تؤكد النوايا الإيجابية للإفراج عن بقية الرهائن. وهذا يعطينا وشركاءنا الانطباع بأن الجهود المبذولة في الأيام القليلة الماضية تؤتي ثمارها، وأنه ينبغي مواصلة ذلك. ونعمل حاليًا على التوصل إلى اتفاق للإفراج أولًا عن جميع الرهائن المدنيين».

وأضاف الأنصاري أن «الأولوية هي للرهائن المدنيين - النساء والأطفال والذين لا علاقة لهم بالصراع. لا أستطيع أن أضمن أن هذا سيحدث غدًا أو في اليوم التالي. لكننا متفائلون بحقيقة أن الرهائن، وخاصة المدنيين، سيُطلق سراحهم قريبًا جدًا. هناك جهود كبيرة جارية الآن. بعض الدول تتحدث فقط إلى إسرائيل، وبعضها يتحدث فقط إلى حماس. نحن في قطر في وضع فريد ولدينا القدرة على التحدث إلى كلا الجانبين، الذين أعتقد أنهم يثقون بنا كوسطاء».  

زمام المبادرة

وقالت الصحيفة إن هذه هي النقطة الرئيسة التي تريد قطر نقلها. وإذا كانت في الماضي قد تنافست مع مصر في ممارسة دور الوسيط مع حماس، يبدو أنها الآن أخذت زمام المبادرة. وعقد المصريون «مؤتمرا طارئا» يوم السبت في القاهرة، لكنه انعقد دون مشاركة أمريكية أو إسرائيلية، وأدان تصرفات إسرائيل في غزة، وانتهى دون بيان ختامي مشترك.

في قطر، من ناحية أخرى، يفخر القطريون بالاتفاقات التي أدت في الماضي إلى إطلاق سراح الرهائن لدى طالبان، ثم داعش، وكذلك الاتفاقات التي توسطوا فيها مؤخرًا للإفراج عن الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا، وكذلك الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية مقابل إطلاق سراح السجناء الأمريكيين المحتجزين لدى طهران. وقال الأنصاري في المقابلة «نحن الدولة الوحيدة التي لديها وساطة ومفاوضات في إطار أهدافها الوطنية الراسخة في الدستور».

في الوقت الحالي، يبدو أن الجهود القطرية تنجح. وشكر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين القطريين بحرارة، قائلًا خلال زيارته الأخيرة للدوحة، «كل ما يمكنني قوله عن قطر هو أننا نقدر بشدة مساعدتهم». ورفض بلينكن إدانة أو معالجة حقيقة أن قادة حماس يمكثون دون إزعاج في الدوحة. 

وتنقل الصحيفة عن الدكتورة موران زاغا، الباحثة في شؤون الخليج في معهد ميتفيم الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية بجامعة حيفا، قولها إن التنافسية مع مصر والرغبة في تبييض صورتها تفسر المحاولات القطرية للتوسط وإظهار للعالم جهود الوساطة الحالية.

وأوضحت: «في كل جولة عنف، هناك منافسة بين مصر وقطر حول من يقود الوساطة. وفي هذه الحالة الراهنة، يبدو أن قطر قد سيطرت على مسألة الوساطة. وهي تحقق ذلك، من بين أمور أخرى، بعد استبعادها من الصورة بعد المحادثات الأمريكية السعودية. والآن عادت إلى دائرة الضوء».

وتضيف أن الانتقادات الدولية بأن قطر تدعم حماس قد تدفع الدوحة لمحاولة «تصحيح صورتها»، من بين أمور أخرى، من خلال حل ازمة الرهائن المدنيين. وقالت: «إذا قُدِّمَت قطر على أنها دولة فقدت السيطرة على الوضع، وباعتبارها دولة تمول الجرائم ضد الإنسانية، فإن ذلك سيضر بمحاولتها أن تكون وسيطًا خارقًا».

 

الموضوع التالي المونيتور: هجمات غزة تُفقد سكان تل أبيب الشعور بالأمان
الموضوع السابقفاينانشيال تايمز: الاتحاد الأوروبي يسرع حزمة مساعدات لمصر لخشيته من موجة جديدة من اللاجئين