ميدل إيست أي: الهجوم على غزة يشعل النشاط المكبوت في مصر

خلاصة

تحدى الآلاف من المصريين توجيه الحكومة المصرية بتحديد مناطق معينة للاحتجاجات واقتحموا ميدان التحرير، مع اعتقال أكثر من 100 شخص منذ يوم الجمعة، وفق ما يخلص تقرير لموقع ميدل إيست أي.

نشر موقع ميدل إيست أي تقريرًا أعدته كاثرين هيرست يتناول تحدي الآلاف من المصريين لتوجيهات السلطات بإقامة الاحتجاجات في مناطق محددة  ودخولهم ميدان التحرير والتعبير عن مشاعرهم المكبوتة. 

تنقل الكاتبة في مستهل تقريرها عن نشطاء حقوقيين أن الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء مصر الأسبوع الماضي للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على غزة جذبت حشودًا تذكرنا بثورة 2011.

يوم الجمعة، خرج آلاف المتظاهرين واخترقوا الحواجز الأمنية وغمروا ميدان التحرير، مركز ثورة يناير 2011.

وبقي المتظاهرون في التحرير لأقل من ساعة قبل أن تطردهم الشرطة، حيث ورد أن أكثر من 100 شخص اعتقلوا في ذلك اليوم فيما يتعلق بالاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في القاهرة والإسكندرية.

تحدي توجيهات الحكومة

لكن لفترة وجيزة، كان الميدان يشبه المشاهد التي شوهدت في 25 يناير ، وفقًا للكاتبة. 

تتذكر ماهينور المصري، الناشطة الحقوقية التي شاركت في ثورة 2011، «شعرت وكأن جثة عادت إلى الحياة بأعجوبة».

واندلعت الاحتجاجات بعد أن دعت شخصيات إعلامية موالية للحكومة إلى مظاهرات في مناطق محددة للتضامن مع فلسطين ودعم قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.

لكن الآلاف تحدوا هذا التوجيه، وبدلًا من ذلك نزلوا على الجامع الأزهر يوم الجمعة واقتحموا ميدان التحرير.

في أعقاب الانقلاب العسكري للسيسي، الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيًا محمد مرسي في عام 2013، سُحقت الاحتجاجات الشعبية إلى حد كبير بسبب قانون مناهض للاحتجاج وحملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضين السياسيين.

في عام 2018، أعلن السيسي أن «ما حدث قبل سبع أو ثماني سنوات لن يحدث مرة أخرى في مصر». وهي رسالة كررها في عدة خطابات أخرى.

وخضع ميدان التحرير منذ ذلك الحين لعملية تجديد؛ دهان المباني وتركيب كاميرات أمنية لتحديد مساحة لم تعد عامة.

لم يكن لديهم خوف

وفقًا لنشطاء في القاهرة، اقتصرت مظاهر التضامن العامة مع الفلسطينيين، حتى وقت قريب، على المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من الاعتقال الذي أججته حملات القمع ضد أنصار المعارضة.

لكن يوم الأربعاء 11 أكتوبر، تجمع احتجاج صغير خارج نقابة الصحفيين.

وبعد يومين، تدفق المصلون إلى الجامع الأزهر للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

وقالت عائشة ناشطة مصرية وناشطة ثورية سابقة «حاصرتنا قوات الأمن في كل اتجاه وأغلقت الأبواب». وأضافت: «أخرجوا الناس على دفعات، وتعرض أي شخص اعترض للضرب».

في الأسبوع التالي، استمرت الاحتجاجات في التصاعد، وتضخمت الأعداد. في 18 أكتوبر، نُظم احتجاج آخر خارج نقابة الصحفيين، وحضره المئات. 

وقالت عائشة إنها صُدمت من عدد الأشخاص. وأوضحت: «لم أر شيئًا كهذا منذ الثورة».

وأشار إلى العدد الكبير من الناس هناك... وقالت: «لم يكن لديهم خوف».

دعوات التفويض

بعد تحذير السيسي من أن «ملايين» المصريين سيحتجون على التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، منح البرلمان المصري الرئيس والجيش «تفويضًا» «للدفاع عن سلامة الأراضي المصرية في مواجهة المؤامرات الإسرائيلية»، وفقًا للموقع.

ودعت وسائل الإعلام المملوكة للدولة إلى احتجاجات تضامنية مع فلسطين في ساحات محددة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك معبر رفح، وهو الطريق الوحيد للخروج من القطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل والذي استهدفته الغارات الجوية مرارًا.

ورأت ماهينور المصري أن الدعوات رددت على نحو مخيف تلك التي سبقت مذبحة رابعة في يوليو 2013، عندما حث السيسي المصريين على التوجه إلى الساحات العامة لمنحه تفويضًا لمواجهة العنف والإرهاب.

وقالت ماهينور: «الناس يريدون دعم الفلسطينيين بشكل منفصل عن الحكومة لأن الكثيرين يشككون في نواياها».

عيش .. حرية  

ولفتت الكاتبة إلى أن أسبوع الاحتجاجات تُوج بتظاهرة متجددة انطلقت من الجامع الأزهر يوم الجمعة 20 أكتوبر. ثم اقتحم المتظاهرون الشوارع وساروا نحو ميدان التحرير، حيث اخترقوا الحواجز الأمنية.

كانت عائشة من بينهم. قالت: «كانت هذه فرصة نادرة لي. لم أتمكن حتى من لمس الميدان لمدة 10 سنوات».

وذكرت ماهينور أن الميدان كان «ممتلئًا» ومدويًا بهتافات تردد مطالب الثورة - «عيش. حرية. عدالة اجتماعية» - إلى جانب دعوات للتضامن الفلسطيني.

وقالت «تعمق في ذهني أن فلسطين ستكون دائما الحل وقضية كل القضايا».

كانت القضية الفلسطينية في عين ماهينور حافزًا لعملية النشاط الطويلة التي بلغت ذروتها في انتفاضات 2011.

وقالت: «أنا جزء من جيل فتحت الانتفاضة الثانية عينيه. نحن مدينون بتسييسنا للفلسطينيين».

وأوضحت: «كلمة التحرير تعني التحرر، وهذا ما نريده لفلسطين».

في عام 2011، احتل الآلاف الميدان لمدة 18 يومًا. لكن يوم الجمعة 20 أكتوبر 2023، استمروا لمدة 30 دقيقة قبل أن تبدأ الشرطة في تفريق الحشد بعنف.

وبحسب المنفذ الإخباري المصري مدى مصر، فقد اعتقلت السلطات 114 شخصًا لمشاركتهم في الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

وتنوه الكاتبة إلى أن مصر، ورغم تموضعها منذ فترة طويلة كوسيط بين حماس وإسرائيل، كثفت في أعقاب الانقلاب العسكري عام 2013 مباشرة العلاقات مع إسرائيل وشددت حصار غزة من خلال الإغلاق المتكرر لمعبر رفح.

سلطت وسائل الإعلام الحكومية الضوء على الأصول المشتركة لحماس وجماعة الإخوان المسلمين المصرية، زاعمة أن الجماعة مسؤولة عن الهجمات ضد الجنود في سيناء.

بعد إغلاق مطول في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المعبر، أعيد فتح حدود رفح لفترة وجيزة للسماح بتدفق كمية صغيرة من المساعدات إلى غزة.

الموضوع التالي نيويورك تايمز: «ملعب الشيطان» الذي ينتظر الإسرائليين في غزة
الموضوع السابقصالة التحرير يناقش اجتياح غزة وعدم وصول المساعدات وتهجير الفلسطينيين لسيناء وانخفاض الجنيه بسبب الحرب