فاينانشيال تايمز: الصراع في غزة يهز اقتصادات الشرق الأوسط
تُهدِّد الحرب في غزة الاقتصادات الهشة والمعتمدة على السياحة في دول المنطقة مثل مصر والأردن ولبنان وتثير مخاوف من انتشار تداعياتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز.
نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز تقريرًا يستعرض تداعيات الحرب الإسرائيلية في غزة على اقتصادات دول الشرق الأوسط.
وتقول الصحيفة البريطانية إن الحرب في غزة تهدد الاقتصادات الهشة والمعتمدة على السياحة في مصر والأردن ولبنان وتثير مخاوف من انتشار التأثير في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
في الأردن، حيث تمثل السياحة 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، قال أحد منظمي الرحلات السياحية إن الحرب أدت إلى سلسلة من الإلغاءات: «اختفت شهور وشهور من الحجوزات»، على حد قوله.
في مصر، حيث لجأت الحكومة بالفعل إلى صندوق النقد الدولي لتخفيف أزمتها الاقتصادية، أُلغيت عديد من الحجوزات السياحية في سيناء، المتاخمة لغزة.
ضربة للسياحة
ونقلت الصحيفة عن فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي الإقليمي في بنك جولدمان ساكس، قوله «نشهد بالفعل تقارير عن إلغاء حجوزات في دول مجاورة مثل مصر. ونعتقد أن ذلك قد يكلف مصر مليارات من عائدات السياحة المفقودة هذه السنة المالية وحدها. مصر ليس لديها احتياطيات النقد الأجنبي لاستيعاب هذا النوع من الضربة».
قالت نورة الكعبي، وزيرة الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، يوم الجمعة، إن الدولة الخليجية تعمل «بلا هوادة» من أجل وقف كامل لإطلاق النار وحذرت من أن الغضب الإقليمي يقترب من «نقطة الغليان».
وقالت في مؤتمر في أبو ظبي «خطر الانتشار الإقليمي والمزيد من التصعيد حقيقي».
وأشارت الصحيفة إلى أن العدد الهائل من القتلى المدنيين جراء الهجوم الإسرائيلي على غزة بدد الآمال في تحقيق عائد اقتصادي من حقبة جديدة من العلاقات الأفضل بين الدولة اليهودية وجيرانها العرب.
عدم اليقين
وقال سوسة «هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن التأثير المحتمل للحرب على اقتصاد المنطقة». وأضاف أن «خطر المزيد من التصعيد يهدد بتعميق وتوسيع التداعيات الاقتصادية».
وتلفت الصحيفة إلى أن الأزمة انتشرت بالفعل، مع قصف عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على بلدة إيلات الإسرائيلية المطلة على البحر الأحمر من قبل ميليشيا الحوثي اليمنية، التي تدعمها إيران.
كانت جيران إسرائيل المعتمدون على السياحة، مصر والأردن ولبنان، تكافح حتى قبل الصراع.
وقالت كريستالينا جورجيفا، العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي، في مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي: «عدم اليقين قاتل لتدفقات السياح».
وقال وليد نصار، وزير السياحة، لشبكة سي إن إن عربية إن لبنان، الذي يمر بالفعل بأزمة عميقة، يعتمد على السياحة في حوالي 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ويواجه الآن مزيدًا من التدهور الاقتصادي.
من ناحية أخرى، وفيما يتعلق بالدول الخليجية، يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تعزيز عائدات الدول التي تضررت بسبب تخفيضات إنتاج أوبك.
وقال جيمس ريف كبير الاقتصاديين في جدوى للاستثمار في الرياض «لكن من المرجح أن يقابل ذلك انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر والدخل السياحي. وبالنظر إلى أن الأولوية هي التنويع الاقتصادي، فهذه هي الخسارة الأكبر».
وقد ذكرت تلك الأحداث المؤلمة المصرفيين بمركزية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في سياسات الشرق الأوسط.
على الرغم من الحرب، توافد كبار الممولين على مؤتمر منتدى الاستثمار الأسبوع الماضي، ما يسمى بـ «دافوس في الصحراء»، في محاولة للاستفادة من صناديق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية للاستثمار في الأصول العالمية أو للنظر في الفرص المحلية، مثل تصنيع السيارات الكهربائية.
لكن عديد من الحضور في المنتدى كانوا يتابعون ما يحدث على هواتفهم المحمولة، والذي يخشى المسؤولون من أن تلك الأحداث قد يُبطئ خططهم التنموية الفخمة.
وفي دبي، يقول أصحاب الفنادق إن حرب غزة مسؤولة عن بعض الإلغاءات من المجموعات السياحية الإسرائيلية والأمريكية، لكن القليل منهم يتوقع أن يتجنب الآخرون المدينة بسبب حرب بعيدة على شواطئ البحر المتوسط. لكن اندلاع حريق أوسع قد يؤدي إلى انكماش تقييمات العقارات المرتفعة وإضعاف فترة الخريف المزدحمة.
قال أحد المستشارين: «صغار التجار قلقون بالفعل بشأن ضعف المبيعات، خاصة في مجال الرفاهية. تُلغى بعض أحداث الإطلاق الكبيرة للمنتجات الجديدة - كلهم خائفون مما سيأتي بعد ذلك».
ومن المقرر أن يحضر الملك تشارلز افتتاح قمة المناخ كوب 28 للأمم المتحدة في دبي، إلى جانب قادة العالم الآخرين، اعتبارًا من 30 نوفمبر. ورفعت حكومة المملكة المتحدة هذا الأسبوع خطر وقوع هجمات إرهابية في الإمارات العربية المتحدة إلى «مرجح جدًا» من «محتمل».