المونيتور: حرب غزة تختبر العلاقات بين إسرائيل والأردن ومعاهدة السلام
استدعت الأردن سفيرها لدى إسرائيل، لكنها لا تفكر في الوقت الحالي في قطع العلاقات الدبلوماسية، كما يقول خبراء إسرائيليون، وفق ما يخلص تقرير لموقع المونيتور.
نشر موقع المونيتور تقريرًا أعدَّته رينا باسست حول تداعيات الحرب في غزة على العلاقات الأردنية الإسرائيلية.
تقول الكاتبة إنه وكلما طال أمد الحرب بين إسرائيل وحماس، زادت البيانات والإدانات والإيماءات الدبلوماسية التي يرسلها الأردن. وأثارت الانتقادات المتزايدة قلق الدبلوماسيين الإسرائيليين من تداعيات الصراع على علاقات البلاد مع المملكة الهاشمية التي ترتبط معها بمعاهدة سلام منذ ما يقرب من 30 عامًا.
وأضافت الكاتبة أن مخاوف الأردن بشأن حدوث انهيار داخلي بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليست جديدة. لسنوات، حذرت عمان من أن الوضع الراهن لا يمكن الدفاع عنه وأن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضعفت منظمة التحرير الفلسطينية المنافسة لحماس وحل الدولتين.
على مدى عقود، ظل الأردن يدعو إلى حل الدولتين عن طريق التفاوض. وتكمن مصلحتها في أن المكون الديموغرافي الكبير الذي يشكل ما يقرب من 40% من السكان هم من أصل فلسطيني، ويتقاسمون حدودًا طويلة مع الضفة الغربية وإسرائيل، فضلًا عن قيام الأردن بدور الوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعلى رأسها المسجد الأقصى.
وعلى الرغم من معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994، توترت العلاقات الثنائية في العقد الماضي، ويرجع ذلك بالأساس إلى التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية. لقد دفعت الحرب الحالية مع حماس التوترات إلى حافة الهاوية.
حذر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة من احتمال تهجير السكان الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية، معتبرًا أن أي خطوة من هذا القبيل ستكون بمثابة خط أحمر وإعلان حرب.
وأشار إلى أن جميع الخيارات مطروحة أمام الأردن في تعاملنا مع العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته.
لقد كانت الملكة رانيا، ملكة الأردن، صريحة للغاية في انتقاد إسرائيل ومطالبة الغرب بالتصدي للحرب عندما قالت إن الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن، يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل من رد فعل العالم على هذه الكارثة التي تتكشف. وقالت شهدنا ازدواجية صارخة للمعايير في العالم في عدم إدانة عمليات القتل في غزة.
والأسبوع الماضي، حذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أن أي محاولة لطرد الفلسطينيين في محاولة من إسرائيل لتغيير الجغرافيا والديموغرافيا سنواجهها.
أزمة في العلاقات
ونقل الموقع عن يوآف ألون، الأستاذ في جامعة تل أبيب والمتخصص في العلاقات الإسرائيلية الأردنية، أن العلاقة كانت دائمًا معقدة وتتخللها أزمات عديدة، مضيفًا أننا الآن بالتأكيد في إحداها.
وأضاف أن الملك عبد الله، ورئيس وزرائه، وجميع الطبقة السياسية الأردنية منخرطون في الجهود الرامية إلى وقف الضربات الإسرائيلية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. كما أنهم على خلاف مع الموقف الأمريكي، ويلقون باللوم على إدارة بايدن في تقديم ما يسمونه الحصانة الدبلوماسية لإسرائيل، أو الدعم الكامل.
ولفت الموقع إلى أن السبب الرئيس وراء حدة التصريحات الأردنية هي التقارير المسربة عن خطط إسرائيلية لتهجير سكان غزة إلى مصر.
قالت ميريسا خورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، للمونيتور إن الأزمة بين إسرائيل والأردن تختمر منذ عدة أشهر، مع تزايد التوترات بسبب محاولات أعضاء يمينيين متطرفين في حكومة نتنياهو إحياء فكرة الوطن البديل.
وأضاف أن هذه المحاولات تهدد سيادة الأردن واستقلاله وسلامة أراضيه. وقالت خورما إنها مسألة أمن قومي لعمان، وأمن حدودها وضرورة الهدوء والاستقرار في الأردن وفي الضفة الغربية أيضًا.
وبينما أوضحت خورما أن عدم الاستقرار الإقليمي الأوسع في العراق وسوريا يشكل مصدر قلق كبير للأردن، فإن القضية الفلسطينية تقع في جوهر نهج عمان.
الاحتواء محتمل
وقال دبلوماسيون إسرائيليون للمونيتور إنه على الرغم من خطورة الأزمة بين إسرائيل والأردن، إلا أنهم لا يعتقدون أن المملكة تنوي قطع علاقاتها مع الدولة اليهودية.
ويتفق ألون وخورما مع هذا التقييم، لكنهما أشارا إلى أن تفاقم الوضع في غزة يزيد من الضغوط على عمان لاتخاذ مزيد من الاجراءات.
ونوَّه الموقع إلى أن العلاقات الشخصية بين الملك عبد الله ونتنياهو سيئة. فالملك ببساطة لا يثق بنتنياهو. ومع ذلك، تظل العلاقات بناءة بشكل أكبر بين الجيشين وأجهزة الاستخبارات المعنية.
ويقول ألون: «إنهم (مسؤولو الأمن) يتعاونون بالفعل». وأضاف «يمكننا أن نرى ذلك من خلال إنزال المساعدات الإنسانية الأردنية إلى قطاع غزة بالتنسيق بين الجيشين».