الجارديان: «ألن أعود أبدًا».. الإسرائيليون نزحوا من منازلهم بعد هجوم حماس
يتحدث بعض من 126 ألف شخص يعيشون الآن في الفنادق عن صدمتهم وكيف يشعرون أنه ليس لديهم مكان يعودون إليه، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الجارديان.
استعرض تقرير أعدَّته أمينة سنماز لصحيفة الجارديان حالة الخوف والصدمة التي يشعر بها سكان المستوطنات في جنوب إسرائيل منذ هجوم حماس.
تلفت الصحيفة إلى أن يالي شمريز أُجلي مع أسرته من مستوطنة كفر عزة بعد هجوم حماس. وهم الآن من بين 126 ألف إسرائيلي نازح يعيشون في فنادق في جميع أنحاء البلاد في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.
كابوس
ونقلت الصحيفة عن جوناثان شمريز قوله «إنه أمر مروع. إنه كابوس. ما زلنا لا نفهم تمامًا ما حدث».
وقال: «لقد مات أعز أصدقائي، واختطف أخي، وعندما تمشي في الكيبوتس، لا مكان للعودة إليه».
وقام مسؤولة حكومية محلية، هو ديكلا كاتزوني أزيراد، من المجلس الإقليمي لإشكول، بتنسيق مهمة إخلاء وإيجاد أماكن إقامة لسكان كفار عزة و 31 كيبوتسا ومستوطنة بالقرب من حدود غزة. ووصفها بأنها عملية «غير مسبوقة ومعقدة للغاية» تكلف 5.2 مليون شيكل (1.1 مليون جنيه إسترليني) في الأسبوع الواحد.
كان لدى المجلس برنامج موجود مسبقًا لإخلاء 11 كيبوتسًا حتى 4 كيلومترات (2.5 ميل) من حدود غزة، ولكن سرعان ما أصبح من الواضح أنه يجب توسيعه ليشمل جميع الكيبوتسات الـ 32 في المنطقة.
وقالت أزيراد «أدركنا حجم المأساة. فاجأ الهجوم الجميع. لم يكن لدي خطة للجميع. لم أستطع توفير الفنادق للجميع، وقام المجلس في النهاية بإجلاء 13000 من سكانه البالغ عددهم 16000 نسمة».
يقيم النازحون الإسرائيليون الآن في 280 دار ضيافة وفندقًا في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك منتجع إيلات المطل على البحر الأحمر، وفقًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
ووصفت أزيراد مشاهد الفوضى بأن الجيش الإسرائيلي الذي أُسِر من غرف آمنة أذهل العائلات التي كانت يائسة للمغادرة «حتى لو كانت حافية وعارية».
لن أعود أبدًا
وتطرقت الصحيفة إلى فقدان وتدمير بيوت المستوطنين في المنطقة وكيف لم يعد لديهم مكان يعودون إليه بعد الآن إلى أن تنتهي الحرب تمامًا.
وقالت إحدى والدات النازحين: «ليس لدينا منزل نعود إليه. إنه ليس منزلي فقط. إنها المستوطنة كلها. لذلك ربما سيستغرق الأمر عامين حتى نتمكن من العودة إلى مجتمعنا، إلى منزلنا. وحتى ذلك الحين، نحن مثل اللاجئين في أرضنا، مع حقيبتين وقميصين فقط».
وقالت إنها تحلم بالعودة إلى كفار عزة، لكنها قالت: «سنفعل ذلك طالما أعلم أنه لن يكون هناك إطلاق نار من قطاع غزة نحونا».
عاد شمريز إلى المستوطنة مؤخرًا. وقال: «كان الأمر صعبًا للغاية. أنت تدرك أنه ليس لديك مكان تعود إليه. عشت هناك لمدة 30 عامًا، معظم حياتي. لذلك إذا لم أتمكن من الذهاب إلى منزلي، فأنا لا أهتم حقًا بالمكان الذي أعيش فيه لأنه لن أشعر بأني في وطني ولن أعود أبدًا إلى كفار عزة».
كانت موظفة الخدمة المدنية تأمل في أن تعود الناس في النهاية إلى منازلهم. لكنها أقرت بأن إعادة بناء المجتمعات وكسب ثقة الجمهور سيتكلف المليارات.
وتقول: «الخرسانة هي الجزء السهل. لقد بدأت الدولة بالفعل في رسم خرائط للمنازل وإغلاق المنازل حتى لا يؤذيها الشتاء، ونحن نتحدث بالفعل عن ميزانيات لإعادة بناء المنازل. لكنني أتحدث عن الشعور بالأمان المفقود. اريد ان انام في سريري بدون ابنتي بجانبي لانني خائفة».