بوليتيكو: شهية إسرائيل للأسلحة عالية التقنية تسلط الضوء على الفجوة في سياسة بايدن
جلبت الحرب بين إسرائيل وحماس طفرة في التكنولوجيا العسكرية المتطورة من الشركات الأمريكية – وكذلك صداعًا دبلوماسيًا للبيت الأبيض بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، وفق ما يخلص تقرير لمجلة بوليتيكو.
سلط تقرير نشرته مجلة بوليتيكو الضوء على نمو الطلب الإسرائيلي على التكنولوجيات الدفاعية المتطورة ومنها التي تعمل بالذكار الاصطناعي وما يعكسه ذلك من فجوة في سياسة بايدن بشأن الاستخدام العسكري لتقنية الذكاء الاصطناعي.
وقالت المجلة في تقرير كتبه موهار تشاترجي إن شركة طائرات مسيرة في وادي السيليكون تدعى سكاي ديو بدأت في تلقي رسائل البريد الإلكتروني من الجيش الإسرائيلي في غضون ساعات من هجوم حماس على إسرائيل الشهر الماضي.
وكانت الطلبات تتعلق بطائرات استطلاع مسيرة قصيرة المدى للشركة، وهي مركبات طائرة صغيرة يستخدمها الجيش الأمريكي للتغلب على العوائق وإجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل المعقدة مثل المباني.
ووافقت الشركة على الطلبات الإسرائيلية. وفي الأسابيع الثلاثة التي تلت الهجوم، أرسلت سكاي ديو أكثر من 100 طائرة مسيرة إلى قوات الجيش الإسرائيلية، مع توقع المزيد في المستقبل، وفقًا لمارك فالنتين، المدير التنفيذي للشركة المسؤول عن العقود الحكومية.
ويلفت التقرير إلى أن شركة سكاي ديو ليست شركة التكنولوجيا الأمريكية الوحيدة التي تتلقى الطلبات، مشيرًا إلى أن الحملة الشرسة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة تعمل على خلق طلب جديد على التكنولوجيات الدفاعية المتطورة - التي يجري توفيرها في كثير من الأحيان بشكل مباشر من جانب الشركات المصنعة الأحدث والأصغر حجمًا، خارج المفاوضات التقليدية بين الدول للحصول على الإمدادات العسكرية.
وتستخدم إسرائيل بالفعل طائرات مسيرة ذاتية القيادة من شركة شيلد للقتال الداخلي عن قرب، ويقال إنها طلبت 200 طائرة مسيرة من طراز سويتشبليد 600 من شركة أمريكية أخرى.
الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي
وتشير المجلة إلى أن هذه الزيادة في الاهتمام تعكس تلك الزيادة الناجمة عن الصراع الأكبر في أوكرانيا، والذي كان بمثابة أرض اختبار لتكنولوجيا الدفاع الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي - والتي طلبت الحكومة الأوكرانية معظمها مباشرة من شركات التكنولوجيا الأمريكية.
أثار علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي للتكنولوجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لاستهداف الفلسطينيين، مشيرين إلى تقارير تفيد بأن الجيش استخدم الذكاء الاصطناعي لضرب أكثر من 11 ألف هدف في غزة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
ولم تقدم وزارة الدفاع الإسرائيلية تفاصيل ردًا على أسئلة حول استخدامها للذكاء الاصطناعي.
وأشارت المجلة إلى أن إسرائيل تستكشف إمكانية استخدام طائرات مسيرة تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تُجرى تجربتها على الأراضي الأوكرانية وتنظر فيما إذا كانت تعمل في المناطق الحضرية المأهولة بالسكان.
تحدي جديد لبايدن
وتضيف المجلة أن هذه المنصات المتطورة تشكل أيضًا تحديًا جديدًا لإدارة بايدن. وفي 13 نوفمبر، بدأت الولايات المتحدة في تنفيذ سياسة خارجية جديدة تحكم الاستخدام العسكري المسؤول لمثل هذه التقنيات، لافتهة إلى أن هذه السياسة، التي كُشف عنها لأول مرة في لاهاي في فبراير الماضي وأقرتها 45 دولة أخرى، هي محاولة لإبقاء الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة ضمن القانون الدولي للحرب.
لكن إسرائيل وأوكرانيا لم توقعا على المعاهدة، مما يترك فجوة متزايدة في الجهود الناشئة للحفاظ على عمل الأسلحة عالية التقنية ضمن الخطوط المتفق عليها.
وردًا على سؤال حول امتثال إسرائيل للإعلان الذي قادته الولايات المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي العسكري، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات حول سبب عدم تأييد بعض الدول للوثيقة، أو الإشارة إلى أن الدول غير المؤيدة لا تتفق مع هذا الإعلان أو لن تلتزم بمبادئه.
وتنقل المجلة عن مارك كانسيان، أحد كبار المستشارين في برنامج الأمن الدولي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في مقابلة إنه «من الصعب للغاية» تنسيق الاتفاق الدولي بين الدول بشأن الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي لسببين: «الأول هو أن التكنولوجيا تتطور بسرعة كبيرة بحيث إن القيود الوصفية التي تضعها عليها اليوم قد لا تكون ذات صلة بعد خمس سنوات من الآن لأن التكنولوجيا ستكون مختلفة تمامًا. والشيء الآخر هو أن الكثير من هذه التكنولوجيا مدنية، ومن الصعب تقييد التطوير العسكري دون التأثير أيضًا على التطوير المدني».
في غزة، تُستخدم الطائرات المسيرة إلى حد كبير للمراقبة واستكشاف المواقع والبحث عن المسلحين دون المخاطرة بحياة الجنود، وفقًا لمطوري التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية والأمريكية والمراقبين.
وتكشف إسرائيل عن القليل من التفاصيل حول كيفية استخدامها لهذه التكنولوجيا، ويشعر البعض بالقلق من أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أنظمة توصيات غير موثوقة للذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف العمليات المميتة.