إسرائيل توداي: الرئيس المصري يقول: «يجب أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح»

خلاصة

يشير تصريح الرئيس المصري بإنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى أن السيسي يريد أيضًا التخلص نهائيًا من مشكلة العنف الفلسطيني، وهو مستعد لتقديم تنازلات رفضتها الحكومات العربية حتى الآن، وفق ما يخلص تقرير نشرته صحيفة إسرائيل توداي.

اهتمت صحيفة إسرائيل توداي في تقريرًا للكاتب أفيل شنايدر بتصريحات الرئيس السيسي حول الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ودلالاتها.

ويقول الكاتب إن الكثير يعتمد الآن على ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سوف يفي بوعده ويقود الحرب حتى تدمير حماس. ولهذا السبب يجري تذكير نتنياهو مرارًا، كما حدث بالأمس، عندما أوضح له أعضاء حزب الليكود الحاكم أنه إذا أوقف الحرب، فإن الائتلاف الحاكم سوف ينهار على الفور. 

وقبل أيام قليلة، صباح يوم الجمعة، وقبل ساعات فقط من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الأوائل من قطاع غزة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شيئًا يعتبر اليوم جديدًا. وعرض المبادئ الأساسية لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية، مشيرًا إلى الشروط التي وضعتها إسرائيل منذ فترة طويلة لمثل هذا الحل.

تصور لإنهاء الصراع

وأوضح الرئيس المصري في خطابه كيف يتصور إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتحت أي ظروف يمكن أن تنشأ دولة فلسطينية في المستقبل. وأوضح السيسي أن «الحل الوحيد لهذا الصراع هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967»، مؤكدًا: «نحن مستعدون لتجريد الدولة من السلاح. ويمكن لقوات حلف شمال الأطلسي وقوات الأمم المتحدة وقوات الدول العربية والقوات الأمريكية ضمان ذلك. أي شيء يريدونه».

بمعنى آخر: من وجهة نظر السيسي، فإن أي شيء يمكن أن يساهم في إقامة الدولة الفلسطينية هو موضع ترحيب. وهو الأمر الذي رفضته منظمة التحرير الفلسطينية والفلسطينيون باستمرار خلال مفاوضات أوسلو بشأن الدولة الفلسطينية المستقبلية. وكان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وخلفاؤه، وما زالوا، ضد وجود قوات الأمن الأجنبية لضمان أمن إسرائيل وجارتها الجديدة.

رفض التهجير

ويلفت الكاتب إلى أن هذا التصريح جاء بعد أن اتخذ الرئيس المصري موقفًا واضحًا وصارمًا بشأن دخول اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر. وشدد السيسي مرارًا أمام الكاميرا على أن اللاجئين الفلسطينيين غير مرحب بهم في سيناء.

الأردن هي فلسطين؟

وأشار الكاتب إلى أن السيسي حذر من أن «تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر سيعقبه تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن». وكذلك حذر الملك عبد الله الثاني أيضا من احتمال نزوح الفلسطينيين إلى بلاده. وللتذكير: 75% من سكان الأردن البالغ عددهم 11 مليون نسمة هم من الفلسطينيين.

في الأيام الأخيرة، انزعج جميع القادة الفلسطينيين من كلمات الفائز في الانتخابات الهولندية خيرت فيلدرز، الذي غرد قائلًا: «الأردن هي فلسطين». لماذا؟ وحتى ملوك الأردن، جد ووالد الملك الحالي عبد الله الثاني، اعترفوا بذلك علنًا: «الأردن هي فلسطين. وفلسطين هي الأردن». وهذا هو المرسوم الملكي ورأي الملوك السابقين في الأردن.

وقال الملك الأردني عبد الله الأول في عام 1948: «فلسطين والأردن واحد... ». وقال ابنه الملك حسين، عاهل الأردن، بعد 33 عامًا في عام 1981: «الحقيقة هي أن الأردن هي فلسطين وفلسطين هي الأردن».

ووفق تعبير الكاتب، فقد أوضح كل من الملك الأردني والفرعون المصري لإسرائيل والعالم أنهما لا يريدان الفلسطينيين. وكلاهما لديه أسباب وجيهة لذلك. واليوم، أصبح الفلسطينيون وغيرهم من اللاجئين العرب أكثر قبولًا في الدول الأوروبية مقارنة بجيرانهم العرب.

وأكد السيسي في الخطاب نفسه: «نرفض طرد الفلسطينيين من أرضهم. وما يحدث الآن في غزة هو محاولة لدفع الفلسطينيين جنوبًا إلى مصر». ومن المحتمل تمامًا أنه إذا استمرت الحرب في جنوب غزة بعد وقف إطلاق النار، فسوف يعبر حشد من الناس الحدود المصرية عند رفح، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزوح جماعي كبير لعشرات الآلاف، إن لم يكن أكثر. وقال الرئيس المصري أيضا: «إذا كانت فكرة التهجير موجودة، فلماذا لا يجري توطين الفلسطينيين في النقب؟ لا نريد أن تصبح سيناء قاعدة لهجمات إرهابية ضد إسرائيل».

ويرى الكاتب أن السيسي، ومن دون أن يقول الكثير، يعترف فعليًا بأن الفلسطينيين عنيفون وإرهابيون. وأخيرًا حذر السيسي ر إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة قد تؤدي إلى عواقب لا يمكن السيطرة عليها ولن تؤدي إلا إلى جعل الصراع في الشرق الأوسط أكثر خطورة. وهذا صحيح، ولكن ليس أمام إسرائيل خيار سوى تدمير حماس مرة واحدة وإلى الأبد. وهذا بالطبع خطر في حد ذاته، لكن الخطر على وجود إسرائيل وأمنها مع حماس في غزة أكبر.

وشكك الكاتب في إمكانية قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، لأنه ولتحقيق ذلك يتعين على إسرائيل أولًا أن تقبل فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة. وعندها فقط يمكننا مناقشة الشكل الذي ينبغي أن يبدو عليه هذا الأمر وما إذا كان نزع السلاح ممكنًا.

الموافقة على شروط إسرائيل القديمة

ويضيف الكاتب أن إسرائيل مشغولة هذه الأيام بحرب صعبة، والتفاوض على إطلاق سراح الرهائن، مما يجعل الوضع برمته أكثر صعوبة. لكن الملفت أن السيسي ذكر هذه النقطة ووافق على شروط إسرائيل القديمة.

ومع ذلك، ما إذا كان هذا منطقيًا استراتيجيًا وسياسيًا اليوم هو سؤال آخر. لكنها تشير إلى أن السيسي يريد أيضًا التخلص نهائيًا من مشكلة العنف الفلسطيني، وهو مستعد لتقديم تنازلات رفضتها الحكومات العربية حتى الآن.

الموضوع التالي نيويورك تايمز: لماذا ينبغي أن يؤخذ ضعف بايدن بين الناخبين الشباب على محمل الجد؟
الموضوع السابقجيوبوليتكال مونيتور: الصراع في غزة.. الآفاق المستقبلية لوقف إطلاق النار الهش