الجارديان: في مصر، الاحتجاج هو المخاطرة بالسجن. لكن يجب أن نتحدث باسم جيراننا الفلسطينيين
آلام من هم على الجانب الآخر من حدود رفح محسوسة بشدة؛ ويدرك الشعب المصري أن حقوق الفلسطينيين لا تنفصل مطلقًا عن حقوقه، وفق ما تخلص الكاتبة أهداف سويف في مقال نشرته صحيفة الجارديان.
نشرت صحيفة الجارديان مقالًا للكاتبة أهداف سويف تتحدث فيه عن تضامن النشطاء المصريين مع غزة ورفضهم الجرائم الإسرائيلية في القطاع رغم الحظر المصري للاحتجاجات.
وتقول الكاتبة إن مائة متظاهر قد لا يبدون شيئًا ذا قيمة مقارنة بمئات الآلاف الذين يتظاهرون في مدن في جميع أنحاء العالم. لكن في مصر، حظر النظام الاحتجاجات في نوفمبر ، ويقبع الآن 57 شخصًا شاركوا في الاحتجاجات بعد 7 أكتوبر في السجون على ذمة التحقيق.
كان الجميع على سلم نقابة الصحفيين يتظاهرون من أجل غزة وفي الوقت نفسه يطالبون بالحق في الاحتجاج، وهتافاتهم تضخم ما تسمعه باستمرار في المنازل والشوارع.
تضامن واسع
وتلفت الكاتبة إلى أن مشاعر التضامن مع الفلسطينيين في البلاد قوية، مشيرة إلى تفاعل مستخدمي مواقع التواصل مع المقاطع والمشاهد القادمة من القطاع وكذلك تتدفق المساعدات الإنسانية لغزة رغم ظروف المصريين الاقتصادية الصعبة وغيرها من المظاهر.
لكن كل هذا التضامن المدني لا يمكن إلا أن يعالج الجانب الإنساني للمعاناة الفلسطينية. ولا يمكن معالجة الظروف السياسية التي تؤدي إلى ذلك إلا من خلال الدول والمنظمات الدولية.
وتنوّه الكاتبة إلى شعور النشطاء منذ 16 عامًا بالذنب بسبب ما تصفه بتواطؤ مصر. ومنذ 16 عامًا، تدير مصر المعبر الحدودي في رفح بما يتماشى مع السياسة الإسرائيلية. وأشارات إلى انتقاد المتظاهرين على سلم النقابة لموقف الحكومة المصرية من إغلاق معبر رفح.
وتطرقت الكاتبة إلى الدور الذي لعبته الانتفاضة الثانية في إلهام الناشطين المصريين الذي كانوا يتوقون إلى الحرية والديمقراطية وبدأول في النزول إلى الشوارع إلى أن توجوا نضالهم بثورات الربيع العربي 2011.، والتي كان يرى مؤيدوها ان قضايا شعوبهم الوطنية لا تنفصل أبدًا عن القضية الفلسطينية.
الآن، وحسب ما تضيف الكاتبة، ومع هزيمة الثورة وأكثر من 60 ألف سجين سياسي يقبعون في السجون المصرية، تأتي هنا ثورة فلسطينية أخرى لإلهام جيل جديد وإزعاج من هم في السلطة.
في الواقع، ولأول مرة على الأرجح منذ 12 عامًا، يبدو أن شعب مصر وحكومتها متفقان: لا تشريد للفلسطينيين، وضرورة إيصال مساعدات كافية إلى غزة وإنهاء القصف الإسرائيلي. لكن أبعد من ذلك، يريد الناس رفع الحصار بالكامل، وأن تكون رفح حدودًا «ناعمة» بين الأصدقاء.
وانتقدت الكاتب موقف العالم الغربي الذي أطلق العنان لدولة الاحتلال لارتكاب جرائمها دون مساءلة أو عقاب، وباتت شعوب العالم تدرك الآن ما تفعله إسرائيل وخطط التهجير القسري للفلسطينيين وتجاهل الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين وكل ذلك وبدعم وتواطؤ من دول الشمال. وباتت شعوب العالم تدرك الآن أن الحقوق الفلسطينية لا تنفصل عن حقوق العالم بأسره.