رسائل "طهران" من الإعلان عن امتلاك قدرات صاروخية متطورة
نظم الحرس الثوري الإيراني، خلال الشهر الجاري، حفلًا لإطلاق أول صاروخ فرط صوتي محلي الصنع باسم "فتاح" بمدى 1400كلم وسرعة تتراوح من 13 إلى 15 ماخ، وذلك بعد شهر من إعلان منظمة الصناعات الجوية بوزارة الدفاع تدشين صاروخ خرمشهر4 "خيبر" بمدى 2000كلم ووزن رأس حربي يبلغ 1500كلم.
تكثف طهران من وتيرة إعلانها عن امتلاك قدرات صاروخية متطورة، تشمل مدىً واسعًا وحمولات متفجرة كبيرة ومنصات إطلاق متنوعة برية وبحرية، فضلًا عن دقة محسنة وقواعد للتخزين في أعماق الجبال للحماية ووقت أقصر للإطلاق، إذ تظل الصواريخ العاملة بالوقود الصلب جاهزة للإطلاق طوال 10 سنوات من وقت إمدادها بالوقود. وهو ما يضاف إلى نحو 20 نوعًا تملكها من الأنظمة الصاروخية بحسب تقديرات القيادة المركزية الأمريكية لعام 2022. وذلك في مواجهة تصاعد التهديدات "الإسرائيلية" باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
لكنّ الحدث الأبرز هو إعلان طهران تدشين أول صاروخ فرط صوتي محلي الصنع بسرعة تصل إلى 13 ماخ، ما يتيح لطهران إصابة أهداف داخل فلسطين المحتلة خلال أقل من 400 ثانية، وهو ما يمثل تحديًّا لأنظمة الدفاع الجوي "الإسرائيلية" الحالية، والتي يصعب عليها إسقاط الصواريخ الفرط صوتية التي تتميز بالسرعة العالية والقدرة على المناورة. وفي حال حدوث قتال مع تل أبيب يمكن لصواريخ "فتّاح" أن تستهدف أنظمة الدفاع الصاروخي "الإسرائيلية" ومراكز القيادة والسيطرة خلال موجة الهجوم الأولى، ما يسهل لأنواع الصواريخ الإيرانية الأخرى مثل "خرمشهر4" إصابة أهداف أخرى حساسة، مثل المطارات والقواعد العسكرية والمخازن اللوجستية.
على جانب آخر، يساهم تجهيز سفن الحرس الثوري بصواريخ كروز بمدى 2000كلم في تنويع منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، ما يصعب على القوات المعادية تتبعها وتدميرها، كما يوسع نطاق عمليات الحرس الثوري ويسهل تنفيذ هجمات من مناطق بعيدة يسهل التنصل من المسؤولية عنها.
كذلك، فإن تطوير إيران لقدراتها في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة يتيح لها المزج بين عدة أسلحة هجومية، لشن حرب تعتمد على قوة النيران بشكل يستنزف أنظمة الدفاع الصاروخي لدى الخصم، ويلحق به دمارًا واسعًا دون الحاجة لخوض حرب برية. ويزيد هذا الوضع من المخاوف الأمنية ليس فقط لدى حكومة الاحتلال، لكن لبعض دول الخليج المجاورة لإيران كذلك، ما يدفع واشنطن للعمل باتجاه بناء نظام دفاع صاروخي إقليمي يشمل "إسرائيل" ودول عربية، وهو مسعى لم ينجح حتى الآن.