نيويورك تايمز: قتل الرهائن بالنيران الصديقة قد يجبر إسرائيل على إعادة النظر في استراتيجيتها في غزة
أثار حادث إطلاق النار وقتل ثلاث رهائن إسرائيليين قلقًا بالغًا في إسرائيل وأضاف إلحاحًا جديدًا إلى الجدل الدائر حول الاستراتيجية التي ينبغي لإسرائيل أن تحقق بها أهدافها في غزة. وفي تحول لافت، دعت كل من بريطانيا وألمانيا لوقف مستدام لإطلاق النار، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا يستعرض تداعيات قتل 3 رهائن إسرائيليين بنيران الجيش الإسرائيلي على استراتيجية جيش الاحتلال في غزة.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على ثلاثة رجال غير مسلحين وقتلهم في غزة، وتبين أنهم رهائن إسرائيليون، قد يعطي زخمًا للمطالبين بوقف جديد لإطلاق النار للسماح بإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
كما استغل منتقدو الكيفية التي تتابع بها إسرائيل حربها في غزة هذا الحدث، الذي قتل فيه الجنود الإسرائيليون ثلاثة رجال شبه عراة كانوا يلوحون بعلم أبيض، كمثال على فشل جيشها في الوفاء بوعوده بحماية المدنيين.
إعادة النظر في استراتيجية الجيش
ولفتت الصحيفة إلى أن الحادث أثار قلقًا بالغًا في إسرائيل وأضاف إلحاحًاا جديدًا إلى الجدل الدائر حول الكيفية التي ينبغي للدولة أن تحقق بها أهدافها في غزة.
ونقلت الصحيفة عن روبي تشين، وهو مواطن أمريكي إسرائيلي يُعتقد أن ابنه إيتاي محتجز في غزة، قوله إنه يؤيد إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المتهمين بقتل إسرائيليين إذا كان ذلك يعني إطلاق سراح ابنه.
وقد وصف الفلسطينيون ومنتقدو الطريقة التي تقاتل بها إسرائيل في غزة عمليات القتل، التي كُشفت فقط لأن ضحاياها كانوا إسرائيليين، بأنها مثال صغير على تجاهل الجيش الإسرائيلي للمدنيين في غزة.
وقالت ساري باشي، مديرة البرامج في هيومن رايتس ووتش: «بموجب قوانين الحرب، الأصل أن جميع الأشخاص مدنيون. ويجب أن تكون هناك أدلة قوية تشير إلى أنهم ليسوا كذلك قبل قتلهم».
وأضافت أنه لا يبدو أنه الجيش الإسرائيلي اتبع هذه القواعد في هذه القضية، نظرًا لأن الرجال كانوا شبه عراة ويلوحون بعلم أبيض.
تحول لافت
وفي تحول لافت، دعت كل من ألمانيا وبريطانيا- وهما داعمان رئيسان لإسرائيل – إلى وقف إطلاق نار دائم في الحرب في غزة.
وبينما يسافر وزير الدفاع لويد ج. أوستن إلى الشرق الأوسط يوم الأحد للضغط على إسرائيل لتقليص حملتها العسكرية ضد حماس في غزة، حث اثنان من أهم حلفاء إسرائيل على الشيء نفسه – بينما يدعوان في الوقت ذاته لوقف «مستدام» لإطلاق النار.
وفي مقال رأي مشترك نُشر في صحيفة صنداي تايمز اللندنية، أظهر وزيرا خارجية بريطانيا وألمانيا تغييرًا مهمًا في اللهجة عن دعمهما الشامل السابق لإسرائيل. ويردد ذلك صدى تحول واضح في اللهجة عن واشنطن، التي قالت إن على إسرائيل أن تفعل المزيد لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في غزة.
جادل ديفيد كاميرون من بريطانيا وأنالينا بيربوك من ألمانيا، كما فعل الرئيس بايدن، بأن الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار لن تفيد إلا حماس. ورددوا صدى تصريحات إدارة بايدن في قولهم إن «عددًا كبيرًا للغاية من المدنيين قتلوا» في غزة على يد الجيش الإسرائيلي.
لكنهم أعربوا عن دعمهم لوقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يتجاوز التوقف المؤقت للقتال. وكتبوا أن الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار هي «رد فعل مفهوم على مثل هذه المعاناة الشديدة، ونحن نشاطر الرأي القائل بأن هذا الصراع لا يمكن أن يطول ويستمر. ولهذا السبب أيدنا التوقفات الإنسانية الأخيرة».
وأضافا: «لا يمكن أن يكون هدفنا ببساطة نهاية للقتال اليوم. ولكن يجب أن يكون السلام دائمًا لأيام وسنوات واجيال. لذلك نحن نؤيد وقف إطلاق النار، ولكن فقط إذا كان مستدامًا».
ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى الآن الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار وعارض الدعوات الأمريكية لحكم غزة من جانب سلطة فلسطينية «منشطة» كمرحلة نحو حل الدولتين.