أكسيوس: نظرة على المحادثات الأمريكية مع السلطة الفلسطينية بشأن غزة ما بعد الحرب
قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة بايدن تقترح على السلطة الفلسطينية إعادة تنشيط أفراد قواتها الأمنية في غزة لإعداد قوة أمن وشرطة محلية للقطاع بعد انتهاء الحرب، وفق ما يخلص تقرير لموقع أكسيوس.
تناول تقرير نشره موقع أكسيوس المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة مع مسؤولي السلطة الفلسطينية بشأن الترتيبات في غزة بعد انتهاء الحرب.
ونقل الموقع الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة بايدن تقترح على السلطة الفلسطينية إعادة تنشيط أفراد قواتها الأمنية في غزة لإعداد قوة أمن وشرطة محلية للقطاع بعد الصراع.
لعب دور في إدارة غزة
وأشار الموقع إلى أن هذه الخطوة جزء من هدف الإدارة المعلن «لتنشيط» السلطة الفلسطينية غير الشعبية والضعيفة حتى تتمكن مرة أخرى من لعب دور في إدارة قطاع غزة في الأشهر المقبلة.
والتقى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يوم الجمعة في رام الله بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وناقش معه كيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تشارك في حكم غزة بعد انتهاء الحرب.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية: «لقد تحدث الطرفان عن قضايا غزة ما بعد الصراع والحكم وعن السلطة الفلسطينية المجددة والمنشطة والتي تتحمل المسؤولية والمساءلة عن كيفية إدارة مستقبل الشعب الفلسطيني».
وقال كيربي إن سوليفان وعباس ناقشا الخطوات اللازمة حتى تكون السلطة الفلسطينية «أكثر مصداقية وأكثر أصالة وأكثر عرضة للمساءلة».
وراء الكواليس
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إدارة بايدن تريد من عباس البالغ من العمر 87 عامًا إجراء إصلاحات واسعة النطاق، بما في ذلك ضخ «دماء جديدة» في قيادة السلطة الفلسطينية. عباس في السنة الثامنة عشرة من ولاية مدتها أربع سنوات واستمر في تأخير الانتخابات.
ولفت الموقع إلى أن الإدارة شجعت عباس ومساعديه على منح مناصب صنع القرار لأشخاص أصغر سنًا وذوي قدرة عالية ولديهم مصداقية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، ويحظون بالاحترام والثقة من المجتمع الدولي، وفق ما صرح به مصدر مطلع على القضية للموقع.
أمن السلطة
وقال مسؤولون أمريكيون إن إحدى القضايا التي نوقشت في الأسابيع الأخيرة بين مسؤولي إدارة بايدن ومساعدي عباس هي كيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تلعب دورًا في قوة أمن ما بعد حماس في غزة.
ويقول مسؤولو إدارة بايدن إن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي تدربها الولايات المتحدة، فعالة ومنعت الهجمات ضد إسرائيل.
ظلت الإدارة تناقش مع السلطة الفلسطينية إعادة تنشيط بعض أفراد قواتها الأمنية الذين يعيشون في غزة وكانوا في الخدمة الفعلية حتى استولت حماس على القطاع في يونيو 2007.
وقال مسؤول أمريكي كبير في إفادة صحفية مع الصحفيين قبل اجتماع سوليفان مع عباس «هناك عدد من سكان غزة كانوا جزءا من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الماضي وقد يكونون قادرين على العمل كنواة لقوة مستقبلية . لكنني أريد أن أؤكد أن هذه فكرة واحدة من بين أفكار كثيرة».
وقال مصدر مطلع على القضية إن السلطة الفلسطينية تواصلت في الأيام الأخيرة مع بعض أولئك الذين ما زالوا في سن مؤهلة للخدمة في غزة لمعرفة ما إذا كانوا مهتمين بالعودة إلى الخدمة.
ورفض المسؤولون الفلسطينيون التعليق.
موافقة إسرائيل
ومع ذلك، يعترف مسؤولو إدارة بايدن بأنه سيكون من الصعب المضي قدمًا في استئناف دور السلطة الفلسطينية في غزة دون موافقة إسرائيل.
تعارض الحكومة الإسرائيلية حاليًا أي عودة للسلطة الفلسطينية إلى غزة. وحوَّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القضية إلى حملة سياسية محلية مع زيادة احتمالية إجراء انتخابات مبكرة.
وقال نتنياهو يوم السبت «بصفتي رئيس وزراء اسرائيل لن اسمح للسلطة بالعودة إلى غزة». وأضاف أنه لا يريد «تعزيز الأوهام» بين أصدقاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، وشدد على أنه بعد القضاء على حماس، سيكون قطاع غزة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، «ولن يهددنا أي عنصر في القطاع أو يقوم بتثقيف أطفاله لتدميرنا».
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن سوليفان لم يطرح فكرة إعادة تنشيط قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في محادثاته في إسرائيل يوم الخميس الماضي.
يعترف المسؤولون الإسرائيليون بأن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تساهم في منع الهجمات في الضفة الغربية، لكنهم في الوقت نفسه يؤكدون أنهم فقدوا السيطرة في أجزاء من الضفة الغربية.