يديعوت أحرونوت: دراسة تتوصل إلى أن معظم الإسرائيليين يعانون من اضطرابات نفسية بسبب حرب غزة
أفادت دراسة أعدَّتها جامعة حيفا أن 60% من الإسرائيليين الذين لم يتأثروا مباشرة بحرب حماس يعانون من اضطرابُ الكَرب الحاد وحتى اضطراب ما بعد الصدمة، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت.
سلط تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الضوء على دراسة إسرائيلية تكشف معاناة معظم الإسرائيليين اضطرابات نفسية بسبب الحرب مع حماس.
وتقول الصحيفة العبرية إن ثلاثة وسبعين يومًا مرت على هجوم حماس واندلاع الحرب في غزة، ولا تزال المشاهد والقصص تطارد الجميع في إسرائيل.
وقد أدى نطاق المأساة وعدد الضحايا إلى زيادة كبيرة في حالات الضيق والكرب واضطرابات الصحة النفسية، التي يعاني منها الضحايا وأسرهم، ولكنها لا تؤثر عليهم فقط؛ إذ تشير دراسة جديدة من جامعة حيفا إلى أن عددًا كبيرًا من الإسرائيليين قد تأثروا نفسيًا بالحرب حتى لو لم يتضرروا منها مباشرة.
ووفقًا لنتائج الدراسة، أصيب حوالي 60% من الإسرائيليين الذين ليسوا في أول دائرتين من المتضررين مباشرة من الحرب باضطراب الكَرب الحاد، الأمر الذي يشكل خطرًا لتطور اضطراب ما بعد الصدمة.
هؤلاء أفراد ليسوا من سكان المستوطنات القريبة من حدود غزة أو البلدات الأخرى المتضررة ماديًا من الحرب، أو الذين تضررت ممتلكاتهم. كما أن هؤلاء الذين شملتهم الدراسة ليس لديهم أقارب تعرضوا للأذى أو القتل أو الاختطاف منذ بدء الحرب.
توضح الدكتورة سفيتلانا بازيليانسكي، المؤلفة الرئيسة للدراسة، أن «النسبة المرتفعة لأولئك الذين يعانون من الاضطرابات النفسية نتيجة الحرب الحالية أعلى من أي أحداث وحروب أخرى وقعت في تاريخ إسرائيل».
وأوضح الباحثون أن اضطرابُ الكَرب الحاد هو اضطراب عاطفي ونفسي ناتج عن التعرض المباشر للأحداث الصادمة، مثل مشاهدة حدث ما، أو الإصابة الجسدية، أو تضرر ممتلكات المرء. ويمكن أن ينتج أيضًا عن التعرض غير المباشر لحدث صادم.
يظهر الاضطراب في غضون ثلاثة أيام إلى شهر بعد الحدث، مما يسبب القلق والخوف والاكتئاب والاستحضار المتكرر للأحداث المؤلمة، مثل ذكريات الماضي أو الكوابيس، ومحاولات تجنب التفكير في الحدث أو الوصول إلى المكان الذي حدث فيه الحدث من أجل تقليل الضيق العاطفي.
هناك أيضًا استجابات فسيولوجية، مثل زيادة معدل ضربات القلب والزيادة الكبيرة في هرمونات التوتر. ويوضح الباحثون أن «كل هذه العوامل تؤدي إلى صعوبات كبيرة في الروتين اليومي».