مضامين الفقرة الأولى: حماس

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، عدم وجود شخص سوي في البشرية أو الإنسانية يريد انتصار إسرائيل في الحرب على غزة، منوهًا بأن المتابعين عليهم ألا يتوقفوا عند المعارك الصغيرة والمحدودة لحركة حماس. وقال: «ربنا عرفوه بالعقل، لكن لا يصح أن يصل بنا إنكار الحقائق إننا نقف عند معارك صغيرة ومحدودة». وأضاف: أنه بالطبع هناك عمليات استنزاف للقوات إسرائيلية، لكن محصلة المشهد في المجمل كارثي وجحيمي؛ لا سيما أن هناك مجاعة واحتلال وأرض تضيع، ومع ذلك هناك من ينفخ في مشاعرك ونفسك، وتعيش داخل فقاعة وحالة إنكار الواقع.

وتحدث المذيع عن المشاهد التي نقلتها قنوات إخبارية عربية، لجلسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع أرامل وأمهات القتلى الإسرائيليين في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر، والقتلى من الجنود في المعارك داخل غزة، قائلًا: «الأرملة تقول لنتنياهو أنا عارفة إن حماس قتلتهم، لكن أنت المسئول عن حياتي وحياة زوجي المقتول بعدم كفاءتك والقدرة على حمايتنا»، مضيفًا: «يبقى مجنون لو أحد تحداني بحدوث مشهد مماثل في أي من الأوطان العربية».

ولفت إلى استحالة حدوث مواجهة مماثلة بين أم فلسطينية وأحد قادة حماس مثل إسماعيل هنية وخالد مشعل ويحيى السنوار، معقبًا: «والله تطير فيها رقاب لو أم فلسطينية تحدثت أمام السنوار، بعد شهر أو شهرين قالت له أنت وديت عيالنا في داهية، أقسم بالله لن تبقى رأسها على عنقها ليلة».

وأكد أن الدولة المصرية أدارت بامتياز ملف العدوان على غزة. وأضاف أن موقف الدولة المصرية تجاه غزة هو محل اجماع شعبي ووطني وجماهيري، قائلًا إن موقف مصر محل إجماع شعبي وعميق فيما عدا الإخوان والجماعات الفوضوية واليسار بحسه القديم.

وأوضح أن موقف مصر عميق بينما هناك مشروع إيراني غير مهتم بالقضية الفلسطينية، ولا المشروع العربي ولا يفرق معه تدمير غزة وفلسطين كلها، ويجلب عليه عدوان وحشي من خلال ذراعه حماس، مؤكدًا أن هذه القصة بالنسبة لحماس لا تفرق معه كثيرًا. وأشار إلى أن هناك إجماع جماهيري وهو وفق ما يراه من تشرب أحاسيس وآراء الشارع المصري، لافتًا إلى أن التاريخ يتحدث أن الاستقرار الحقيقي يكون بالرضا والتوافق والقبول وليس بالجبر والخوف والضغط.

مضامين الفقرة الثانية: إعلام حماس

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إنه في ظل استمرار المعارك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحماس، لا يجد جيش الاحتلال أي مانع في حديث جنوده عما يلاقونه من صدمات نفسية خلال الحرب في غزة، بينما لا يحدث ذلك من حركة حماس، حتى أنها لا تعلن عن أعداد القتلى. وأشار إلى أن هناك جندي إسرائيلي عاد من قطاع غزة أدلى باعترافات صادمة أمام جلسة في الكنيست، كاشفًا عن أنه يتبول على نفسه من الرعب ليلًا، بينما جندي آخر لم يستطع أن يتحمل الإيذاء النفسي من الحرب لدرجة أنه أطلق النار على زملائه.

ولفت المذيع إلى أن ما يفعله الإعلام العسكري في حماس، يشبه إعلام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حينما لم يكن يذيع أي بيانات تتحدث عن النكسة، ويكتفي بالإشارة إلى بيانات النصر على الأعداء، مستدلًا بقول البعض على الإعلام المصري بـ "إعلام أحمد سعيد"، في إشارة إلى الإذاعي الشهير أحمد سعيد الذي كان يلقي البيانات العسكرية.

مضامين الفقرة الثالثة: المفاوضات مع حماس

ذكر الإعلامي إبراهيم عيسى، أن المفاوض المصري الذي يحضر زيارات وفد حماس لمصر بارع وعبقري. وأضاف أن المفاوض المصري يتعامل مع شخصيات حمساوية متعددة الهوية، موضحًا أن حركة حماس جزء من المشروع الإيراني وهي في منظومة إيران. ورأى أن المفاوض المصري عبقري، ويدرك أنه يتعامل مع منظمة بكل هذه العقائد والأذرع وكل هذه الولاءات، مبينًا أن هذا دليل على براعة المفاوض المصري، قائلًا: «ومن المفترض أن تكون جلسات المفاوضات المصرية مع حماس، موضوع لكل كليات الدراسات الاستراتيجية المتخصصة».

وأكد أن حركة حماس تنفذ استراتيجية إيران في المنطقة، معقبًا: «حينما أرى زيارات وفد حماس لمصر أشفق على المسئول والمفاوض المصري، وهو يلتقي جماعة هي صاحبة عقيدة إخوانية، ودعم عسكري واستراتيجي إيراني وتمويل قطري»، موضحًا أن حركة حماس أطراف متعددين الهوية، مشيرًا إلى أن أي مشروع إخواني يتبع مشروع إيران مباشرة، وبالتالي ما تفعله حماس يخدم المخططات الإيرانية.

وذكر أن حماس لا تهتم بالقضية الفلسطينية، مستدلًا بأنها لا تريد إيقاف الحرب الإسرائيلية إلا بخروج كل الأسرى الفلسطيني، ولفت إلى أن أنه إذا جرى خروج الفلسطينيين الأسرى، فإنه في المقابل هناك أكثر من 21 ألف شهيد، مؤكدًا أن هذا استرخاص لروح المواطن الفلسطيني. وشدد على أن حماس حكم استبدادي.

مضامين الفقرة الرابعة: الحرس الثوري الإيراني

أشار الإعلامي إبراهيم عيسى، إلى أن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، قال في مؤتمر صحفي، إن هجوم حماس على إسرائيل كان أحد الانتقامات لمقتل قاسم سليماني، وإن هذه الانتقامات مستمرة. وأضاف أنه على الإسرائيليين أن يعلموا أن الحرس الثوري يعرف سبب قتل رضي موسوي وسيرد بطريقة مناسبة على ذلك. وذكر أن حركة حماس، نفت صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، فيما يخص عملية طوفان الأقصى، وذلك دون معرفة من أين ورد تصريح النفي أو من قائله. وأكد أن إيران لم تعلق على نفي حركة حماس.

مضامين الفقرة الخامسة: الأمن القومي المصري

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن الأمن القومي المصري في خطر شديد، وإذا لم نواجه أنفسنا بهذا الأمر فنحن في خطر آخر، موضحًا أننا أمام تحديات أخرى بالغة الخطورة، إذ إن الحدود ملتهبة فيما يتعلق بالحدود الشرقية مع غزة وأزمات في ليبيا، فضلًا عن الحرب الداخلية في السودان. وأضاف أن الحدود البحرية في البحر الأحمر أيضا في خطر بما يفعله الحوثيين في البحر الأحمر، مؤكدًا أن الحوثيين هم خطر حقيقي على البحر الأحمر بالتصور الانفرادي والمنفرد والقرصنة التي ينفذوها في مضيق باب المندب. وأوضح أن ما يفعله الحوثيين من القرصنة على السفن في مضيق باب المندب إلى قناة السويس انتهى الأمر أن شركات الملاحة تتوقف عن المرور في ملاحة البحر الأحمر، مؤكدًا أن جماعة الحوثي تتحرك بشكل منفرد وتصور انفرادي.

مضامين الفقرة السادسة: المهاجرين العرب بمصر

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن ملف المهاجرين العرب في مصر قضية مهمة للغاية ومحور نقاش ومشكلة لها علاقة بالأمن القومي المصري، ورأى أن هذه القضية ينبغي الحديث عنها، مبينا أن الغرض من النقاش والمحاورة فيها أننا نصل إلى أمور ثوابت وحلول ومخارج وقناعات وأفكار. وأضاف أن الدولة المصرية تقول إن هناك 9 ملايين مهاجر أو مقيمين وهذا رقم ضخم جدًا، مشيرًا إلى أن اللاجئين -المحسوبين لاجئين- حوالي 400 ألف فقط، مطالبًا بمناقشة هذه القضية دون تطاول، متابعًا أن أي نقاش عام في مصر يتحول إلى طريقة للسباب والتشاتم والعيش في فقاعة منصات التواصل الاجتماعي.

وتابع بأن هناك وجهة نظر تتحدث عن أن هناك تغيير في التركيبة السكانية للمجتمع المصري ولحق بها أن المهاجرين العرب في مصر باتوا ينشؤوا أماكن أشبه بالجيتوهات، وهي الأحياء المغلقة عليهم، مؤكدًا أن الجيتو خطر إنساني واجتماعي وأمني، ومنوهًا بأن الدولة المصرية عليها ألا تسمح بهذه الجيتوهات، قائلًا: «لا يصح أن يكون هناك أحياء لفئات من مواطنين عرب بعينهم». وذكر أن المهاجرين العرب بشكل عام في عدد وافر منهم يأتي من دول تعاني من صراعات أهلية وتدخل في جيتوهات، مؤكدًا أن هذا خطر أمني كبير، مشيرًا إلى أن هذه أحد المشكلات الموجودة في 2023 ومستمرة في عام 2024.

مضامين الفقرة السابعة: تديين الصراع الفلسطيني

أكد الدكتور سامح إسماعيل الباحث والمحاضر في العلوم السياسية، أن تحول النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي من وطني بين "أمة محتلة وجيش احتلال" إلى "صراع ديني" أضرَّ القضية الفلسطينية، موضحًا أن الموضوع بدأ باحتلال للأرض وتم تضخيم الموضوع وحولها إلى مشاهد دينية. وأضاف أنه جرى تحويل المشهد من نضالي إلى ديني أخروي في فلسطين، مؤكدًا أن منصات التواصل الاجتماعي خلقت موجة وصحوة جديدة من أفكار التيارات الإسلامية. وتابع بأنه الدولة حاربت جماعات التطرف، ولكن لم تُحارب أفكارها، وهناك تغذية باستمرار لعقلية هذه التيارات التي تعود للعصور الوسطى، مؤكدًا أن ما يتم الترويج له من منظور ديني هي قضايا منتهية تاريخية وفلسطين لا تتحرر سوى بعقلية نضالية، لافتًا إلى أن تديين هذا الصراع سيعيد الجماعات المتطرفة مجددًا إلى الساحة. وأشار إلى أن داعش كانت تتهم طالبان بأنها حركة خارجة عن الإسلام وعن صحيح الدين.

أبرز تصريحات إبراهيم عيسى:

من المفترض أن تكون جلسات المفاوضات المصرية مع حماس، موضوع لكل كليات الدراسات الاستراتيجية المتخصصة.

حينما أرى زيارات وفد حماس لمصر أشفق على المسئول والمفاوض المصري، وهو يلتقي جماعة هي صاحبة عقيدة إخوانية، ودعم عسكري واستراتيجي إيراني وتمويل قطري.