فاينانشيال تايمز: العلاقات بين إسرائيل والأمم المتحدة تنزلق إلى مستوى منخفض جديد مع احتدام الحرب في غزة
تسببت الضربات الإسرائيلية الدامية على العشرات من مباني الأمم المتحدة في غزة في تصعيد التوترات بين الهيئة الأممية وإسرائيل وتراجعها إلى مستوى منخفض جديد، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز.
اهتمت صحيفة فاينانشيال تايمز بالتراجع في العلاقات بين إسرائيل والأمم المتحدة مع احتدام الحرب في غزة وارتفاع الخسائر في أرواح المدنيين.
وقالت الصحيفة البريطانية إن آلاف الأشخاص تكدسوا في مدرسة تديرها الأمم المتحدة في شمال غزة بعد نزوحهم من منازلهم في مواجهة القصف الإسرائيلي المكثف. ولكن بدلًا من العثور على الأمان تحت العلم الأزرق، واجهت العائلات مذبحة.
كان القصف الإسرائيلي على مدرسة الفاخورة في جباليا هو الثاني على المنشأة خلال أسبوعين: قُتل 12 شخصًا يحتمون بالمدرسة في القصف الأول، وفقًا للأمم المتحدة، و 24 على الأقل في القصف الثاني.
وتوضح الصحيفة أن عمليات الأمم المتحدة جزء لا يتجزأ من الحياة في غزة المعتمدة على المساعدات. وتأسست وكالة تابعة للأمم المتحدة، الأونروا، في عام 1949 لدعم اللاجئين الفلسطينيين بعد عام من تأسيس إسرائيل.
لكن العلاقات مع إسرائيل لم تكن سلسة. فقد كانت إسرائيل والأمم المتحدة على خلاف منذ عقود حول احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، ولطالما اتهمت إسرائيل الأمم المتحدة بالتحيز ضدها.
وقد وصلت تلك العلاقات إلى مستوى منخفض جديد هذا العام. في وقت هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، كان لدى وكالات الأمم المتحدة 13000 موظف في غزة. وهم يقدمون الآن المساعدة والمأوى لـ 1.8 مليون من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقصفت إسرائيل منشآت الأمم المتحدة في الوقت نفسه مع تصاعد حاد في التوترات، إذ قُتل أكثر من 142 موظفًا في الأمم المتحدة منذ بدء الحرب، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة - وهي أكبر خسارة في تاريخ المنظمة.
وأضافت الصحيفة أن هناك مصدر آخر للتوتر يتمثل في تكرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، وفي غياب القدرة على إدخال المساعدات الكافية للقطاع.
وقال غوتيريش هذا الأسبوع إن «الطريقة التي تشن بها إسرائيل هذا الهجوم تخلق عقبات هائلة أمام توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة».
ودعت إسرائيل إلى استقالة غوتيريش، بينما ندد وزير الخارجية إيلي كوهين بدعوته لوقف إطلاق النار ووصفها بأنها «دعم لمنظمة حماس الإرهابية وتأييد لقتل كبار السن واختطاف الأطفال واغتصاب النساء».
وقالت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن رد إسرائيل كان «تكتيكات لصرف الانتباه والتركيز على الرسول حتى لا يكون هناك وقت حقيقي للنظر في الرسالة».
وتؤثر العلاقات السيئة على عمليات الأمم المتحدة على الأرض؛ إذ رفضت إسرائيل تمديد تأشيرة لمنسقة الشؤون الإنسانية المعينة للأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز. وقال دبلوماسيون ومسؤولون إغاثة إنها وافقت فقط على ثلث أكثر من 60 طلب تأشيرة تمديد معلقة من الأمم المتحدة.