يديعوت أحرونوت: جيش بحكم الأمر الواقع.. حرب غزة تثبت أن حماس ليست مجرد مجموعات مسلحة
كشف حرب غزة أن قوات حماس ليست مجرد مجموعات مسلحة بل جيش منظم. وقد وجدت القوات الإسرائيلية العاملة في غزة «تسلسلًا هرميًا عسكريًا واضحًا» لقوات حماس ويتضمن أدلة تدريبية ومدرسة تدريب للضباط وقائمة بالقادة المحتملين للمستقبل، وفق ما يخلص تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
استعرض تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت ما وصفته الصحيفة بجيش الأمر الواقع لحركة حماس والذي أثبتت الحرب أنه ليس مجرد عصابات مسلحة.
وتقول الصحيفة العبرية إن حرب إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة كشفت أن حماس تمتلك جيش بحكم الأمر الواقع، مشيرة إلى أن رئيس أركان الجيش السابق أبيب كوخافي وصف في إحدى خطاباته المبكرة بعد تقاعده كل من حماس وحزب الله بالجيوش.
منذ أن قاد شعبة غزة في عام 2006 عندما اختطفت حماس جندي الجيش الإسرائيلي آنذاك جلعاد شاليط من قاعدته الحدودية، وحتى دوره كرئيس لمديرية الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لاحظ كوخافي القوة العسكرية المتزايدة لحماس وحزب الله والعملية التي يخضعان لها لتحويلها إلى جيش مناسب.
وبدلًا من التعامل مع خلايا حرب العصابات المتناثرة، واجه الجيش الإسرائيلي فصائل وكتائب وفرق جيدة التنظيم والتدريب، مع تسلسل هرمي عسكري واضح.
التحول إلى جيش
وأضافت الصحيفة أن الحرب المستمرة في غزة كشفت أن كوخافي كان محقًا في تقييمه، لكنها سلطت الضوء أيضًا على الفجوات في الاستخبارات العسكرية حول هذه المنظمات، والتي استمرت في النمو. قبل أسبوعين فقط، أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك أنهما قتلا قائد لواء الشجاعية الجديد في حماس، عماد قريقة، الذي حل محل سلفه، وسام فرحات، الذي قُتل أيضًا على يد القوات قبل أسبوع واحد.
قبل أن يصبح قائد اللواء الجديد، كان قريقة مسؤولًا عن تدريب وحدات الصواريخ المضادة للدبابات التابعة لحماس في شعبة مدينة غزة. وهذا يقول الكثير عن التغيير الذي مرت به حماس في السنوات الـ 14 الماضية.
في منزله في بيت حانون، اكتشفت القوات قائمة بالعشرات من جنوده، لكل منهم أدوار محددة مُنحت لهم أثناء تدريبهم، من القناصة إلى الجنود النظاميين، وجنود الهندسة القتالية، وحتى مشغلي الصواريخ المضادة للدبابات.
وأضاف القائد توصياته التي سلط فيها الضوء على المجندين البارزين الذين أظهروا إمكانات وأوصى بتسجيلهم في دورات تدريبية للضباط، على غرار الدورات التي تجري في كتائب تدريب الجيش الإسرائيلي.
وجاء هذا الكشف بعد أن جرى الكشف بالفعل عن أن الوحدة الجوية التابعة لحماس أنتجت عشرات الطائرات المسيرة المصممة كنسخ طبق الأصل من الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي سقطت داخل القطاع في السنوات الأخيرة. وهذا، إلى جانب اكتشاف مدرسة ضباط حماس ومقرها بالقرب من جباليا، يظهر عملية واضحة لتحول المنظمة إلى جيش.
وفي القطاع، عثر جنود الجيش الإسرائيلي على كتب تعليمية لآلاف مشغلي الصواريخ المضادة للدبابات التابعين لحماس. وتوفر كتيبات التدريب هذه تعليمات حول نقاط محددة لاستهداف الدبابات وكيفية توجيه قاذفات صواريخ أر بي جيه. وقد تصرف الجيش الإسرائيلي مؤخرًا بناء على هذه المعلومات وبدأ في تنفيذ تدابير مضادة لحماية نقاط الضعف في المركبات المدرعة.
تناول دليل التدريب بالتفصيل إجراءات صيانة مختلف الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك المركبات المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي. وقدمت معلومات محددة عن الاختلافات بين أنواع الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والأسلحة التي نشرتها. وشمل الدليل تواتر الصيانة اللازمة لمعدات الجيش الإسرائيلي وشرح أكثر الأعطال شيوعًا في مختلف الأسلحة النارية.