الجارديان: النازحون المحاصرون يقولون إن رفح محطتهم الأخيرة

خلاصة

يواجه اللاجئون المتكدسون في مدينة رفح الحدودية – والذين يصرون على أن رفح هي محطتهم الأخيرة وأنهم لن ينزحوا إلى أي مكان خارج غزة- خيارًا صعبًا: إما البقاء استعدادًا للهجوم المتوقع، أو النزوح عائدين شمالًا عبر منطقة حرب، وفق ما يخلص تقرير نشرته صحيفة الجارديان.

سلط تقرير نشرته صحيفة الجارديان الضوء على وضع النازحين الفلسطينيين في رفح مع تلويح دولة الاحتلال بتوسيع عمليتهم البرية إلى المدينة الحدودية.

تستعرض الصحيفة البريطانية أوضاع النازحين في مدينة رفح في جنوب غزة، حيث نزح ما يقرب من نصف مليون فلسطيني هربًا من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى.

وقالت الصحيفة إن رفح مكتظة الآن للغاية، مع امتداد مخيمات اللاجئين إلى المقابر وعلى طول الحدود المصرية. وتحذر جماعات الإغاثة من أن هجومًا إسرائيليًا واسع النطاق قد يتسبب في خسائر مدنية كبيرة.

ويواجه السكان خيارًا مؤلمًا - البقاء في رفح والمخاطرة بالتعرض للقصف الإسرائيلي، أو النزوح شمالًا عبر مناطق الصراع النشطة.

وتقترب إسرائيل من رفح بضربات وترى المدينة كمخبأ لقادة حماس. وألمح المسؤولون الإسرائيليون إلى أن رفح قد تكون الهدف التالي.

وتحذر الأمم المتحدة من أن القصف العشوائي لرفح المكتظة قد يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

يقول السكان إنهم سينتظرون أوامر الإخلاء الإسرائيلية لكن ليس لديهم ثقة كبيرة في القدرة على مغادرة رفح بأمان بالنظر إلى الوضع في جميع أنحاء غزة.

السيطرة على ممر فيلادلفيا

وتضيف الصحيفة أن الهجوم على رفح قد يهدف أيضًا إلى تأمين السيطرة على الحدود مع مصر، والتي تعتبرها إسرائيل مهمة.

وسيكون للهجوم الإسرائيلي على رفح أيضاً غرض آخر، وفقاً للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها المسؤولون الذين أشاروا إلى أن إسرائيل تريد السيطرة على ما يسمى ممر فيلادلفيا، وهو شريط ضيق على طول الحدود مع مصر.

وتلفت الصحيفة إلى أن إسرائيل ترى أن السيطرة على الممر الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا أمر أساسي لمنع حماس من تهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى غزة من مصر. كما سيسمح لإسرائيل بالسيطرة على كافة المداخل إلى غزة.

وترفض مصر بشدة هذا الطموح، مشيرة إلى أن الأمر حُدد بوصفه منطقة منزوعة السلاح بموجب شروط اتفاق فيلادلفيا لعام 2005 بينها وبين إسرائيل، والذي جرى الاتفاق عليه بعد انسحاب إسرائيل من غزة. وقد حل ذلك محل ترتيب يسمح لإسرائيل بتسيير دوريات على الممر بعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.

وقد أدى كل هذا إلى تزايد المخاوف بشأن عواقب الهجوم الإسرائيلي على رفح. وشددت الأمم المتحدة على احتمال وقوع خسائر كبيرة في أرواح المدنيين.

وشدد ينس لاركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، على أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن القصف العشوائي للمناطق المكتظة بالسكان «قد يشكل جرائم حرب». وقال في مؤتمر صحفي في جنيف: «لكي نكون واضحين، فإن الأعمال العدائية المكثفة في رفح في هذا الوضع يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين، ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا للحيلولة دون وقوع ذلك».

وقال أشرف (40 عامًا)، وهو فلسطيني نازح في رفح: «سننتظر الأمر من إسرائيل لتخبرنا إلى أين نذهب. محطتنا الأخيرة هي رفح. ولن نذهب إلى أي مكان آخر خارج قطاع غزة. إما أن نعود إلى منازلنا، أو نموت هنا».

الموضوع التالي ميدل إيست بيزنس انتليجانس: المزيد من الألم لمزيد من الأمل لمصر
الموضوع السابقجويش نيوز: مستشفى هداسا الإسرائيلي يعالج ابنة مسؤول مصري