فوكس نيوز: لماذا لا توفر مصر وغيرها من دول الجوار الفلسطيني ملجأ للنازحين العالقين في حرب غزة؟
تقول الدول العربية والمنظمات الدولية إن السماح للفلسطينيين بالهروب من الجوع والحرب يشبه التطهير العرقي، وفق ما يخلص تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز.
استعرض تقرير لشبكة فوكس نيوز الأسباب التي تدفع دول الجوار الفلسطيني لرفض قبول النازحين من سكان غزة رغم استمرار الحرب في قطاع غزة.
وتلفت الشبكة في مطلع تقريرها إلى أنه وبعد اجتماع وزير الخارجية أنتوني بلينكن يوم الخميس مع نظيره المصري في القاهرة، أشار بيان صحفي إلى أن «الوزير كرر رفض الولايات المتحدة لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة».
وفي حين لم يعد التهجير القسري مطروحًا على الطاولة يتساءل بعض المحللين لماذا لا تمنح دول المنطقة، على أقل تقدير، ملجأ مؤقتا للفلسطينيين في غزة.
ما وراء الرفض
تقول الشبكة إن صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والمدنيين اليائسين الذين يبحثون عن الغذاء والماء في قطاع غزة الذي مزقته الحرب غمرت قنوات وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة، واتهمت تقارير دامغة صادرة عن منظمات الإغاثة إسرائيل بعرقلة تسليم المساعدات الحيوية. ومع ذلك، فإن رد فعل المجتمع الدولي هو إجبار هؤلاء الأشخاص على الاستمرار في العيش في وضع إنساني يزداد سوءًا.
وأشارت الشبكة إلى أن طلبات التفسير التي قدمتها فوكس نيوز حول هذه السياسة من كل من الدول الإقليمية، التي قدمت في الماضي ملجأ للمدنيين الفارين من الحروب في سوريا والعراق والسودان، ومن المنظمات الدولية التي حشدت لمساعدة اللاجئين من الأراضي الأخرى التي مزقتها الحرب، قوبلت إما بالصمت أو ببيان أحادي البعد يؤكد على أنه لا ينبغي إجبار سكان غزة على مغادرة القطاع الساحلي.
ولم تتناول أي من الردود الأشخاص في غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى إبعاد أنفسهم أو عائلاتهم عن الأذى، حتى ولو بشكل مؤقت، حتى يُعلن وقف إطلاق النار. كما أنها لم تتناول حقيقة أن الكثير من المساكن والبنية التحتية المدنية في غزة قد دمرت بعد خمسة أشهر من القتال وقد تستغرق إعادة الإعمار سنوات.
وقالت داليا زيادة، مديرة مركز ميم لدراسات الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط: «إننا نشاهد الآن مشهدا كوميديا سوداء حيث تناشد إسرائيل المدنيين الفلسطينيين إخلاء المناطق التي يختبئ فيها المسلحون، حتى تتمكن القوات الإسرائيلية من استهدافهم، في حين تحث الدول العربية وحتى بعض القوى الغربية والمنظمات الدولية الشعب الفلسطيني على البقاء في منطقة حرب خطيرة».
وأضافت: «هذه الدول العربية والمنظمات الدولية ستلوم إسرائيل لاحقا على تنفيذ هجمات غير متناسبة في مناطق مكتظة بالسكان حيث يختبئ مسلحو حماس عمدًا بين المدنيين الفلسطينيين».
وقالت زيادة، وهي مواطنة مصرية اضطرت للفرار من موطنها القاهرة بعد إدانتها لهجوم حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر ، إنه منذ إنشاء إسرائيل في عام 1948، واصل القادة العرب الدعاية التي مفادها أن قبول اللاجئين الفلسطينيين «يقوض القضية الفلسطينية و ستسمح لإسرائيل بالسيطرة على كامل الأراضي المتنازع عليها».
وأضافت: «في الآونة الأخيرة، تغير الخطاب قليلًا لتبرير رفض استقبال اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في دول مثل مصر والأردن، وهما الجارتان المباشرتان للأزمة الحالية»، مشيرة إلى أنه بدلًا من السماح للفارين من العنف بالذهاب إلى هناك زعمت مصر أن فتح أبوابها أمام اللاجئين الفلسطينيين، ولو مؤقتًا، سيشكل تهديدًا للأمن القومي للبلاد.
وبدلًا من ذلك، عززت مصر، التي تشترك في حدود مباشرة ومعبر بري مع قطاع غزة، دفاعاتها بجنود إضافيين وعززت الجدار على طول الحدود بين مصر وغزة.
رسوم للمغادرة
وأضافت الشبكة أن تقارير ظهرت مؤخرًا تفيد بأن شركة سفر مصرية تفرض مبالغ باهظة على الفلسطينيين الذين يرغبون في مغادرة القطاع. وقد أوضح تقرير معمق نشره في وقت سابق من هذا الشهر قناة سكاي نيوز البريطانية بالتفصيل كيفية تحصيل ما يصل إلى 5000 دولار لكل شخص بالغ و2500 دولار للطفل من وكالة سفر مصرية، هلا للسفريات، لترتيب المرور عبر المعبر الحدودي والوصول إلى الأمان في شبه جزيرة سيناء. قبل بدء الحرب، كان من الممكن ترتيب السفر عبر الوكالة مقابل 350 دولارًا فقط للشخص الواحد.
وذكر التقرير أن مصر سمحت رسميًا للأجانب والجرحى فقط بمغادرة غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر. ومع ذلك، أشارت إلى أن عدد الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم طبيًا والرعايا الأجانب المغادرين كان أقل بكثير من أولئك الذين دفعوا أموالًا مقابل المغادرة. وقال التقرير إنه على الرغم من أن خدمة شركة هلا لم تكن مدرجة كخدمة حكومية رسمية، إلا أن جميع عمليات الدخول إلى مصر تراقبها سلطة الحدود.
وقال مصطفى البرغوثي، رئيس كتلة المبادرة الوطنية الفلسطينية وعضو البرلمان الفلسطيني في الضفة الغربية، إن فرض رسوم على الفلسطينيين لمغادرة غزة أمر خاطئ، لكنه أشار إلى عدد الأشخاص الذين يريدون الخروج بالفعل من القطاع «محدود للغاية».
وأضاف أن «الشعب الفلسطيني لا يريد أن يكون لاجئا مرة أخرى. لقد أصبح البعض لاجئين بالفعل في الماضي ولا يريدون أن يُجبروا على الخروج مرة أخرى».
وقال البرغوثي: «لن يقبل أحد بطرد الناس من غزة، هذه خطة “إسرائيل” – تطهير غزة – وهو أمر لا يمكن أن نقبله. والسؤال هو لماذا لا تسمح “إسرائيل” بدخول المساعدات الكافية إلى غزة، ولماذا هناك الآلاف والآلاف من الشاحنات تنتظر الدخول؟ والسؤال هو لماذا تقصف “إسرائيل” المناطق المدنية ولماذا دمرت “إسرائيل” مستشفياتنا وجامعاتنا؟»
وقال أيضًا إن “إسرائيل” تمنع على نحو فعال الأفراد المصابين من مغادرة غزة، مما يشير إلى أنه من بين حوالي 16,000 شخص يحتاجون إلى المغادرة لتلقي العلاج الطبي، لم يُسمح إلا لأربعة أشخاص بالمغادرة.