سكاي نيوز: ينبغي لإسرائيل أن تأخذ تهديد مصر بتعليق اتفاق السلام على محمل الجد

خلاصة

ربما يكون تهديد القاهرة بتعليق معاهدة السلام مجرد خدعة، لكن المنطقة ومعظم دول العالم سئمت من هذه الحرب، وفق ما يخلص تحليل نشرته شبكة سكاي نيوز.

ناقش الكاتب دومينيك واجورن في تحليل نشرته شبكة سكاي نيوز حقيقة التهديد المصري لدولة الاحتلال بتعليق معاهدة السلام إذا اجتاح جيشها مدينة رفح.
وتقول الشبكة الأمريكية إن أسوأ كارثة أمنية على الإطلاق في إسرائيل وقعت في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 7 أكتوبر. وربما يُشرف الآن على واحدة من أخطر الانتكاسات الدبلوماسية في تاريخ إسرائيل.


لقد صمدت اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية بعد عقود من الحروب والانتفاضات والثورة، لكن مصر تهدد الآن بتعليقها بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقد أذهلت الاتفاقية، التي وقعها البلدان في كامب ديفيد بولاية ميريلاند في سبتمبر 1978، العالم.
وقد عقد الزعيم المصري أنور السادات، الذي غزت قواته العسكرية إسرائيل مع قوات عربية أخرى قبل خمس سنوات فقط من المعاهدة، السلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشدد مناحيم بيغن.


نذير سوء
ويلفت الكاتب إلى أن الاتفاق كان دعامة للاستقرار في منطقة مضطربة ومتقلبة منذ ذلك الحين. ويمثل احتمال تقويضها بسبب القتال في غزة نذير سوء يلوح في الأفق.
وتختلف التقارير حول التفاصيل الكامنة وراء التهديد الذي يشكله الدكتاتور العسكري المصري عبد الفتاح السيسي، وفقًا للكاتب.
ويزعم البعض أن المصريين هددوا بتعليق معاهدة السلام إذا احتلت إسرائيل ممر فيلادلفيا، وهو الشريط الضيق من الأرض الذي يمتد على طول حدود غزة مع مصر، وإذا اخترق الفلسطينيون الحدود وتدفقوا إلى مصر.
وتزعم تقارير أخرى أن مصر ستنفذ تهديدها إذا شنت القوات الإسرائيلية هجومها على رفح، المنطقة المجاورة للحدود.


في مرمى النيران
ويشير الكاتب إلى أن القلق الدولي يتزايد بشأن الهجوم الوشيك على رفح. ومنذ 7 أكتوبر ، حثت إسرائيل الفلسطينيين في غزة على التحرك جنوبًا لإخلاء ساحة المعركة.
ومع توغل القوات الإسرائيلية في عمق قطاع غزة، جرى تهجير المدنيين مرارًا. وفي نظر الكثيرين، تعتبر رفح الملاذ الأخير لهم، ولكنها الآن في مرمى النيران الإسرائيلية.
بموجب قوانين الحرب، على القوات العسكرية تقديم الدعم الإنساني للمدنيين الأبرياء الذين تحتل أراضيهم، حتى ولو بشكل مؤقت.
وكانت هناك متابعة إنسانية محدودة من الإسرائيليين، الذين اعتمدوا بدلًا من ذلك على وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة للقيام بهذا العمل. وأفادت تلك الوكالات منذ بعض الوقت أنها كانت على وشك الانهيار.


وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن عملية رفح الإسرائيلية المزمعة ستهدد بـ كارثة ولا يمكن المضي قدمًا كما هو مخطط لها حاليًا.
ولا يبدو أن هذا يردع رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يقال إنه مصمم على المضي قدمًا حتى في ظل معارضة بعض قادته.
وسيكون هناك المزيد من الأضرار الجانبية الدبلوماسية من دولة عربية رئيسة أخرى. ففي نهاية الأسبوع، أصدرت المملكة العربية السعودية تحذيرًا شديد اللهجة لإسرائيل بعدم تمديد الهجوم. حتى 7 أكتوبر، كانت السعودية وإسرائيل تتجهان نحو تطبيع العلاقات. وحذرت إسرائيل من التداعيات إذا شنت غزوًا بريًا لرفح.


مجرد خدعة
ويقول الكاتب إن صدق التهديد المصري سوف يكون موضع تساؤل من المتشككين. ومصر تستفيد من اتفاق السلام أيضًا. وتضمن الاستقرار على حدودها الشمالية الشرقية والمنافع الاقتصادية. وقد يكون تهديد القاهرة مجرد خدعة.
لكن مشهد المعاناة الجماعية غير المسبوقة في غزة يقوض الدعم لنظام السيسي ويهدد بحدوث اضطرابات في مصر كما هو الحال في الدول العربية الأخرى. وهناك حد لما يمكن أن تتحمله الحكومة في القاهرة.


كما أن خطر انفجار الوضع على حدودها في حرب غزة وزج آلاف الفلسطينيين في سيناء يشكل خطرًا كبيرًا أيضًا للمصريين.
ويتعاطف المصريون مع أشقائهم العرب، لكنهم يعلمون أن وجود اللاجئين الفلسطينيين في سيناء يمكن أن يهدد استقرار البلاد. وهم يشتبهون في أن البعض في الحكومة الإسرائيلية يدفعون نزوحًا جماعيًا لسكان غزة إلى مصر.
وينبغي لإسرائيل وواشنطن أن تأخذا التهديد المصري على محمل الجد. لقد سئمت المنطقة ومعظم دول العالم من هذه الحرب. ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يجري في الوقت الضائع.

الموضوع التالي ميدل إيست بيزنس انتلجانس: تراجع نشاط مشروعات النفط والغاز في مصر
الموضوع السابقالمونيتور: رئيس وكالة المخابرات المركزية يتوجه إلى القاهرة وسط مخاوف من عملية رفح