المونيتور: رئيس وكالة المخابرات المركزية يتوجه إلى القاهرة وسط مخاوف من عملية رفح
سيناقش مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز صفقة الأسرى الجديدة مع الوسطاء المصريين والقطريين في القاهرة، بينما تستعد إسرائيل لغزو رفح على الرغم من التحذيرات الدولية والإقليمية، وفق ما يخلص تقرير لموقع المونيتور.
اهتم تقرير نشره موقع المونيتور بزيارة مدير المخابرات المركزية ويليام بيرنز إلى القاهرة لمتابعة المفاوضات بشأن صفقة محتملة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقال الموقع الأمريكي إن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز توجه إلى القاهرة هذا الأسبوع لإجراء مزيد من المحادثات حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي من شأنه أن يضمن إطلاق سراح الرهائن داخل القطاع، بالتزامن مع الهجوم البري الإسرائيلي الوشيك على رفح.
وقال موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في تقرير يوم الأحد إن بيرنز سيصل إلى العاصمة المصرية يوم الثلاثاء حيث سيجري محادثات مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وسيحضر الاجتماعات أيضا وفد إسرائيلي يضم رئيس الموساد ديفيد بارنيع ومدير الشاباك رونين بار والجنرال نيتسان ألون، الذي يقود جهود الجيش الإسرائيلي للعثور على الرهائن.
في غضون ذلك، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدوحة يوم الاثنين بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا، فقد ناقش الزعيمان آخر الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
خطط وقف إطلاق النار
في الأسبوع الماضي، قدمت حماس اقتراحًا بشأن خطة وقف إطلاق النار التي طُرحت في باريس الشهر الماضي من وسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر. وتضمنت الخطة إطار عمل لاتفاق من ثلاث مراحل يتضمن وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع والإفراج عن عدد من السجناء الفلسطينيين مقابل قيام حماس بإطلاق سراح 35-40 أسير إسرائيلي.
وبينما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالب حماس ووصفها بـالوهمية، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه لا يزال هناك مجال للمفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وأشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي أنقذ فجر اليوم الاثنين أسيرين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة
عملية رفح تلوح في الأفق
ولفت الموقع إلى أن زيارة بيرنز للقاهرة تتزامن مع الهجوم البري الإسرائيلي المزمع في رفح بالقرب من الحدود مع مصر، حيث يعيش نحو 1.5 مليون شخص في المحافظة حاليًا وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وقد نزح حوالي 1.7 مليون شخص – أو أكثر من 75% من إجمالي سكان غزة – داخل القطاع منذ أن أطلقت إسرائيل حملتها الجوية والبرية ضد قطاع غزة. كما أدى القصف المتواصل إلى مقتل أكثر من 28 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يقرب من 68 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
وعلى الرغم من أن نتنياهو وعد بتوفير ممر آمن لمئات الآلاف المقيمين حاليًا في رفح - حيث يعيش عديد منهم في خيام مؤقتة وملاجئ مكتظة - إلا أن الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان حذرت من التهجير الجماعي للفلسطينيين.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين (أونروا)، في منشور على منصة إكس يوم السبت: «ليس لدى الناس أي فكرة على الإطلاق عن مكان آخر يذهبون إليه. إن أي عملية عسكرية واسعة النطاق بين هؤلاء السكان لا يمكن أن تؤدي إلا إلى طبقة إضافية من المأساة التي لا نهاية لها والتي تتكشف في #غزة».
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامارد، إن «الفلسطينيين في غزة معرضون بشدة لخطر الإبادة الجماعية». وفي منشور لها على موقع إكس الأسبوع الماضي، دعت المجتمع الدولي إلى منع هذه «الإبادة الجماعية».
إدانة دولية
وتطرق التقرير إلى موجة الإدانة الدولية التي أثارتها الخطة الإسرائيلية.
أعربت المملكة المتحدة عن قلقها العميق إزاء الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح. وكتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأحد «الأولوية يجب أن تكون وقفا فوريًا للقتال لإدخال المساعدات وإخراج الرهائن ثم التقدم نحو وقف مستدام ودائم لإطلاق النار».
وانضمت ألمانيا أيضًا إلى الجوقة المنددة، إذ حذرت وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك يوم الاثنين من أن مثل هذا الهجوم سيكون «كارثة إنسانية في طور التكوين. لا يمكن للناس في غزة أن يتبخروا في الهواء».
وأثار منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مخاوف من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح «سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر».
وكتب في منشور يوم الاثنين على موقع إكس: «استئناف المفاوضات لتحرير الرهائن وتعليق الأعمال العدائية هو السبيل الوحيد لتجنب إراقة الدماء».
وبالمثل، أعربت الأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن قلقها إزاء خطة إسرائيل لغزو رفح، وقالت في بيانات منفصلة إن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يزيد من العبء على الشعب الفلسطيني.
مصر تستعد لهجوم محتمل
وأضاف الموقع أن مصر أكدت رفضها لأي هجوم إسرائيلي على رفح، محذرة من العواقب الوخيمة في رفح في ظل الوضع الإنساني المتدهور بالفعل هناك.
ووصفت الخارجية المصرية، في بيان صدر الأحد، «استهداف رفح، واستمرار إسرائيل في انتهاج سياسة إعاقة وصول المساعدات الإنسانية، كمساهمة فعلية في تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيتهم».
ودعت الوزارة القوى الإقليمية والدولية إلى الضغط على إسرائيل لمنع التصعيد في رفح والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
منذ بداية الأعمال العدائية في غزة، رفضت مصر مرارًا أي محاولات إسرائيلية لنقل فلسطينيي غزة إلى شبه جزيرة سيناء.
وذكرت تقارير إعلامية يوم السبت أن مصر أعادت مؤخرًا نشر العشرات من الدبابات ومركبات المشاة القتالية بالقرب من معبر رفح الحدودي.
وقالت وول ستريت جورنال نقلًا عن مسؤولين مصريين إن وفدًا مصريًا التقى بمسؤولين إسرائيليين في تل أبيب يوم الجمعة لبحث الوضع في رفح. وبحسب المصادر فإن المسؤولين الإسرائيليين يحاولون التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن نوع ما من التنسيق فيما يتعلق بالاجتياح البري في رفح، وهو ما رفضته مصر.
وتأتي التطورات الأخيرة في الوقت الذي أفادت فيه تقارير أن القاهرة هددت بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل إذا مضت قدمًا في هجومها البري على غزة، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس يوم الاثنين نقلًا عن مسؤولين مصريين ودبلوماسي غربي.
كانت مصر أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1979. لكن المشاعر المعادية لإسرائيل لا تزال متفشية في المجتمع المصري.