معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط: انقطاع الطاقة في مصر.. أزمة متنامية وسط الحرب

خلاصة

لقد أثرت الحرب على غزة على توازن الطاقة في مصر حيث جرى تمديد انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، وفق ما يخلص تقرير نشره معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط.

كتب الباحث مارك أيوب تقريرًا نشره معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر وسط تداعيات الحرب المستمرة.
وقال الكاتب إن صيف عام 2023 كان بمثابة اختبار قاسٍ للواقع للمصريين. وبعد ما يقرب من عقد من إمدادات الكهرباء الموثوقة، وبفضل الاستثمارات الكبيرة – والمكلفة – في شبكة الطاقة في البلاد، قامت الحكومة بفرض انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي لخفض التكاليف.
وأكد المسؤولون للسكان أن هذه الإجراءات مؤقتة نتيجة لموجات الحر الشديدة. ففي نهاية المطاف، كان إنهاء أزمة الكهرباء أحد أشهر إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم جاءت الحرب في غزة.


وكشف توقف تدفق الغاز من إسرائيل خلال الأسابيع الأولى من الحرب عن مدى ضعف أمن الطاقة في مصر وأثر على حياة المواطنين اليومية بشكل أكبر. وجاء ذلك في وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري من حالة من الفوضى، إذ تعطي السلطات الأولوية لسداد أكثر من 25 مليار دولار من مدفوعات خدمة الديون في عام 2024، بينما تتصارع مع أزمة العملة الصعبة.
ومما زاد الطين بلة أن هجمات الحوثيين على باب المندب منذ نوفمبر 2023 أدت إلى انخفاض عائدات قناة السويس المصرية بنسبة 40%. وكل هذا يثير عدم المساواة في الطاقة بين سكان مصر.


يسلط التقرير الضوء على تأثير الحرب في غزة على توازن الطاقة في مصر والتغيرات الاجتماعية والسلوكية التي نتجت عنها مع اتساع نطاق انقطاع التيار الكهربائي. كما يقترح بعض خيارات تنويع مصادر الطاقة للبلاد على المدى المتوسط إلى الطويل.
وطبقت مصر بالفعل ترشيد الكهرباء خلال صيف عام 2023 بسبب انخفاض الإنتاج من حقل غاز ظهر وارتفاع درجات الحرارة. وتسببت حرب غزة في خفض واردات الغاز من إسرائيل، مما أجبر مصر على مضاعفة انقطاعات التيار الكهربائي اليومية.


وتعتمد مصر اعتمادًا كبيرًا على واردات الغاز الطبيعي الإسرائيلي، لكن هذه الواردات أصبحت غير مستقرة خلال الحرب على غزة عندما أوقفت إسرائيل إنتاج الغاز. واضطرت مصر إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال بدلًا من ذلك لتغطية النقص.
وقد أدى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة إلى تعطيل الحياة اليومية في مصر، مما أثر بشكل غير متناسب على المناطق الريفية وغير المركزية. وواجهت المستشفيات والشركات والعائلات مشكلات كبيرة.


وعلى المدى الطويل، تستكشف مصر خيارات مثل تسريع عمليات التنقيب عن الغاز المحلي وتعزيز إنتاج الطاقة المتجددة لتنويع مصادر الطاقة لديها بما يتجاوز الاعتماد على إسرائيل. ومع ذلك، هناك حاجة إلى الاستقرار الاقتصادي والسياسي لتحقيق هذه الخطط.

الموضوع التالي رويترز: أردوغان يقول إن غزة ستتصدر جدول الأعمال في المحادثات مع السيسي
الموضوع السابقتايمز أوف إسرائيل: مصر تقول إن معاهدة السلام مع إسرائيل مستمرة رغم التوتر بشأن هجوم رفح