نيويورك تايمز: محمد دحلان يكشف خططًا عربية لمستقبل غزة

خلاصة

في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، قدم محمد دحلان، الذي يقدم المشورة لدولة الإمارات العربية المتحدة، رؤى عامة حول ما تخطط له الحكومات العربية سرًا لقطاع غزة المدمر بعد انتهاء الحرب.

أجرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلة مع محمد دحلان، مستشار لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ومقرب أيضًا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استعرض فيها تأييده لرؤية عربية بشأن غزة.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، ومع احتدام الحرب في غزة، ومع ارتفاع معدلات الوفيات بين المدنيين، لم يعبر سوى عدد قليل من الزعماء العرب علنًا عن رؤيتهم لمستقبل القطاع المدمر، خوفًا من اتهامهم بتأييد تصرفات إسرائيل.

لكن أحد المنفيين الفلسطينيين ذوي النفوذ، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، قدم رؤية عامة حول أنواع خطط ما بعد الحرب التي يناقشها القادة العرب سرًا.


خطوط عريضة

وقالت الصحيفة إن محمد دحلان، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حدد الخطوط العريضة لخطة تقوم بموجبها إسرائيل وحماس بتسليم السلطة إلى زعيم فلسطيني جديد ومستقل يمكنه إعادة بناء غزة تحت حماية قوة حفظ سلام عربية.

وقال دحلان، الذي يتمتع أيضًا بعلاقات وثيقة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه في حين تواجه هذه الخطط تحديات كبيرة، فإن زعماء مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منفتحون على دعم العمليات التي تشكل جزءًا من الجهود التي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية. 
واجتمع مسؤولون من ست حكومات عربية في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي لمناقشة مستقبل غزة والحاجة إلى وقف إطلاق النار، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.

وبموجب الخطة التي حددها دحلان والتي رددتها الدول العربية سرًا، سيتولى زعيم فلسطيني جديد المسؤولية عن غزة وأجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل والتي تديرها حاليا السلطة الفلسطينية. وقال دحلان إن هذا الزعيم سيحل محل محمود عباس، رئيس السلطة البالغ من العمر 88 عامًا، والذي سيحتفظ بدور شرفي.

وقال دحلان، الذي كان على خلاف مع عباس منذ فترة طويلة: «لا عباس، ولا حماس.. ولكن أشخاصًا جدد مسؤولون في السلطة الفلسطينية».
وسيحتفظ محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر 88 عامًا، بدور شرفي فقط بموجب الخطة التي حددها دحلان.

لسنوات، كان دحلان معزولًا عن المشهد السياسي الفلسطيني، وتعرض لانتقادات من عديد من المسؤولين الفلسطينيين.

وقد كان مستشار الأمن القومي لعباس عندما استولت حماس على غزة في عام 2007، وكان يتمتع بسمعة وحشية جعلته لا يحظى بشعبية لدى عديد من الفلسطينيين. وتدهورت علاقته بعباس وسط تصورات بأنه يحاول خلافته، وأدين غيابيا بالفساد، بتهم ينفيها، في عام 2016.

علاقات وثيقة مع الإمارات

وفي الإمارات العربية المتحدة، بنى دحلان علاقات وثيقة مع أفراد العائلة المالكة، وأعاد في البداية التواصل مع الشيخ هزاع بن زايد، نظيره السابق في المؤسسة الأمنية الإماراتية. كما أنه كان على تواصل مع شقيق الشيخ هزاع، الشيخ محمد بن زايد، الذي أصبح رئيسًا في عام 2022. وأصبح دحلان منذ ذلك الحين أحد مستشاريه الرئيسين.

وقال معين رباني، خبير السياسة الفلسطينية، عن دحلان: «إنه رجل الرئيس الإماراتي في السياسة الفلسطينية».

ولا يزال هناك منتقدون لدحلان يقولون إنه استخدم أساليب غليظة في غزة، وإنه كان لديه ميل للترويج لنفسه. لكنه يمثل قوة كبيرة في السياسة الفلسطينية بحسب محللين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مساعدته في توجيه الأموال الإماراتية إلى غزة.

وهو يشرف على حزب سياسي كان يُنظر إليه على أنه صانع ملوك محتمل خلال الحملة الانتخابية لعام 2021 في الضفة الغربية وقطاع غزة، قبل إلغاء الانتخابات. وهو ينسق بانتظام مع زعماء المعارضة الفلسطينية الآخرين في شبكة فضفاضة تسعى إلى الإطاحة بعباس.

وقال جهاد حرب، المحلل المقيم في رام الله بالضفة الغربية: «إنه سياسي فلسطيني بارز يتمتع بشبكة واسعة من الدعم في غزة. إن الملايين التي حولتها الإمارات إلى غزة من خلاله لم تؤدي إلا إلى تعزيز مكانته هناك».

كما بنى دحلان علاقات وثيقة مع كبار مسؤولي حماس في السنوات الأخيرة، وفقًا لغيث العمري، محلل الشؤون الفلسطينية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

قوات عربية لحفظ السلام

وفي المقابلة، قال دحلان، 62 عامًا، إن الإدارة الفلسطينية الجديدة يمكنها أن تدعو الدول العربية الصديقة لإرسال قوات للمساعدة في حفظ النظام في غزة. وقال إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ستكونان مستعدتين للمساعدة – وتمويل إعادة الإعمار – إذا وافقت إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية.

وقال دحلان: «إذا كان هناك حل الدولتين، فالإجابة هي نعم كبيرة».

وأضاف أن «الدول العربية الرئيسة حريصة جدًا على تسوية هذا الصراع. ليست الحرب، بل الصراع بأكمله».

ورفضت السعودية ومصر التعليق على الخطة التي وصفها دحلان. ولم يتناول بيان دولة الإمارات العربية المتحدة الخطة على نحو مباشر، لكن البيان قال إن «مساهمتنا في أي جهد لإعادة الإعمار في غزة ستكون مشروطة بالالتزامات تجاه تحقيق حل الدولتين».

بعد اطلاعه على الخطة التي وصفها دحلان، قال عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، إنها «تتوافق مع ما نعرفه عما نسميه «اليوم التالي» للحرب»، في إشارة إلى ما كان يسمعه حول المناقشات بين القادة العرب.

عقبات كبيرة

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة تواجه عقبات كبيرة. وقد رفضت السلطة الفلسطينية وعباس إجراء تغييرات على المنظمة، التي لا تزال غارقة في الفساد ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها سلطوية.

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاحتفاظ بالسيطرة «الأمنية الكاملة» على غزة والضفة الغربية، رافضًا قيام دولة فلسطينية ذات سيادة. وتضغط القاعدة السياسية لنتنياهو أيضًا من أجل إعادة توطين المدنيين الإسرائيليين داخل غزة بمجرد انتهاء الحرب.

وسيتطلب أي اقتراح أيضًا موافقة حماس، التي لا تزال تسيطر على جزء من جنوب غزة.

النفوذ والثروة والقوة

وفي المنفى، وبحسب ما تضيف الصحيفة، اكتسب دحلان القوة والثروة والنفوذ من خلال صداقته الوثيقة مع الرئيس الإماراتي، الذي يمثله كمبعوث في جميع أنحاء المنطقة.

وبدت علامات حياته المريحة في أبو ظبي واضحة خلال المقابلة التي جرت داخل قصر مملوك للعائلة المالكة الإماراتية. وخارج مكتبه كانت توجد سيارة بنتلي. وكان في غرفة جلوسه ما لا يقل عن 12 أريكة كبيرة.

وعلى الرغم من أن بعض الإسرائيليين نظروا إلى دحلان على أنه شريك محتمل، إلا أنه أظهر القليل من التعاطف مع المخاوف الإسرائيلية في المقابلة. ورفض فكرة محاولته إقناع الإسرائيليين بالحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية. وقال: «ليست وظيفتي إقناع الإسرائيليين. فليذهبوا إلى الجحيم».

وقال دحلان إنه يعمل على إقناع حماس بالتنازل عن السلطة لقيادة فلسطينية جديدة، ملمحًا إلى إمكانية إقناع الحركة بالتخلي عن السيطرة كجزء من حزمة أوسع تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية.

وعلى مدى عقد من الزمن، كان دحلان يعتبر على نطاق واسع خليفة محتملًا لعباس. لكنه قال في المقابلة إنه غير مهتم بتولي دور قيادي رسمي.

ومن غير المرجح أن يكون دحلان في عجلة من أمره لمغادرة الإمارات العربية المتحدة. من أجل قيادة عملية إعادة الإعمار المعقدة في ظل نظام سياسي حاقد تجاهه، كما قال العمري. ومع ذلك، فقد أمضى قدرًا كبيرًا من الوقت والمال في رعاية الشبكات في الضفة الغربية وغزة، مما يشير إلى أن لديه تطلعات سياسية طويلة المدى، كما قال العمري.

وقال: «إنه ليس شخصًا خرج من فلسطين».

ومثل غيره من كبار السياسيين الفلسطينيين، أحجم دحلان عن إدانة الهجوم الذي قادته حماس، والذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص. لكنه انتقد قادة حماس لادعائهم أن سكان غزة مستعدون لدفع ثمن تصرفات الحركة.

وقال: «الاعتماد على الأشخاص الذين يعانون ليس قيادة. الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش».

الموضوع التالي إسرائيل ناشيونال نيوز: نتنياهو يقرر عدم إعادة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات.
الموضوع السابقبلومبرج: "بي بي" البريطانية و "أدنوك" الإماراتية يؤسسان مشروعًا مشتركًا للغاز في مصر