أوراسيا ريفيو: أكثر من مليون فلسطيني على وشك أن يُجبروا على النزوح إلى مصر تحت تهديد السلاح
يمثل هجوم إسرائيل على غزة جزءًا من «خطة داليت»، وهي خطة طويلة الأجل لنقل وطرد الفلسطينيين قسرًا والاستيلاء على الأراضي المتبقية، مع احتمال أن تبلغ الأحداث الجارية ذروتها بدفع أكثر من مليون فلسطيني إلى مصر ضد إرادتهم. ويُعد هذا استمرار حديث للخطط الصهيونية التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن.
استعرضت مجلة أوراسيا ريفيو في تقرير للكاتب مايك ويتني الإجبار الوشيك لنحو مليون فلسطيني من سكان غزة على النزوح إلى مصر وسط استعداد جيش الاحتلال لاجتياح رفح.
ويقول الكاتب إن الغارات الجوية الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على المناطق المدنية في رفح تمثل بداية المرحلة الأخيرة من مشروع التطهير العرقي الإسرائيلي الضخم.
وقصفت إسرائيل يوم الاثنين عددا من المواقع التي كان يتجمع فيها اللاجئون الفلسطينيون في الخيام بعد فرارهم من الهجوم الإسرائيلي في الشمال. وظهرت مقاطع فيديو للدمار على عدد من مواقع تويتر، أظهرت أرضاً قاحلة عميقة وسط المخيمات المؤقتة. وليس من المستغرب أن النساء والأطفال يشكلون الجزء الأكبر من الضحايا مع عدم وجود أي دليل على وجود حماس في أي مكان. وبحسب شاهد عيان في الموقع، فإن أشلاء الجثث والمذابح كانت متناثرة في جميع أنحاء المنطقة.
شنت إسرائيل قصفًا جويًا مكثفًا على مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، ليلة الأحد وحتى صباح الاثنين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. ومع شروق الشمس، أصيب العالم بالرعب من صور أجساد الأطفال المشوهة، في عرض مخيف لما سيأتي في الأسابيع المقبلة.
ويتطرق الكاتب إلى تاريخ المفهوم الصهيوني لنقل أو إزالة الفلسطينيين خارج غزة والضفة الغربية، والذي يعود تاريخه إلى المفكرين الصهاينة الأوائل في أواخر القرن التاسع عشر/أوائل القرن العشرين.
ويستشهد الكاتب باقتباسات تظهر أن هذا النهج كان يُنظر إليه على أنه ضروري لتأسيس وطن يهودي والحفاظ على أغلبية ديموغرافية يهودية.
ويلفت الكاتب إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الحالية في غزة تنفذ «خطة داليت»، خطة عام 1948 لطرد الفلسطينيين أثناء تأسيس إسرائيل.
وتقول تلك الخطة إن إسرائيل تستخدم القصف والدمار لترويع سكان غزة للفرار بشكل جماعي إلى مصر، واستكمال العمل الذي بدأ في عام 1948.
ويؤكد الكاتب أن ما يحدث في الوقت الحالي في غزة هي نسخة حديثة من الخطة الأصلية. ولهذا السبب يقوم الجيش الإسرائيلي بقصف مدن الخيام المليئة بالمدنيين العزل الذين لا يشكلون أي تهديد لأمن إسرائيل. ولا يتعلق الأمر بمحاربة حماس، بل بإرهاب السكان ودفعهم إلى الفرار من المدينة. وهذا هو الهدف. وتعلم إسرائيل أنها إذا قصفت اللاجئين، فسوف يقتحمون الحدود، ويخترقون الجدار، ويتدفقون إلى مصر بأعداد كبيرة. وهذه هي الخطة.
ويبدو أن الخطة تمضي في طريقها. في الواقع، قد يكون نتنياهو على بعد أيام فقط من إنهاء العمل الذي بدأه بن غوريون. وقد بدأ بالفعل في زيادة الغارات الجوية على رفح، في حين يمكن شن هجوم بري شامل في أي وقت. ومع اشتداد الأزمة الإنسانية، سينمو اليأس والخوف في نهاية المطاف، مما يؤدي إلى تدافع هائل على الحدود المصرية.
وبمجرد أن يغادر الفلسطينيون غزة، فإنهم سوف يقعون تحت وصاية ممثلي المجتمع الدولي الذين سينقلونهم إلى دول في جميع أنحاء العالم. وهذه هي الطريقة التي يعتزم نتنياهو الاستيلاء بها على الأرض التي سيدمجها في إسرائيل الكبرى، من خلال طرد المدنيين العزل من منازلهم إلى الصحراء.
يُظهر تهجير الفلسطينيين أنه -وراء الخطب الأخلاقية حول حقوق الإنسان وسيادة القانون- فإن الولايات المتحدة وإسرائيل قادرتان على ارتكاب أبشع أنواع الوحشية التي يمكن تخيلها. ومن المثير للصدمة حقًا أن تتمكن الدولتان من تنفيذ خطة قذرة مثل هذه في وضح النهار بينما يقف بقية العالم مكتوف الأيدي.
ينبغي علينا جميعا أن نشعر بالخجل من أنفسنا، بحسب ما يختم الكاتب.