فورين بوليسي: لماذا زار الرئيس البرازيلي أفريقيا؟
بعد زيارة الرئيس البرازيلي إلى مصر في إطار جولة إفريقية، ترى البرازيل أن التعاون فيما بين بلدان الجنوب هو المفتاح للتغلب على التحديات العالمية، وفق ما يخلص تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي.
أستعرضت الكاتبة كاثرين أوزبورن في تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي ما وراء زيارة الرئيس البرازليلي إلى أفريقيا والتي بدأها بزيارة مصر.
وتقول الكاتبة في مستهل تقريرها إن الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا سافر إلى مصر وإثيوبيا في جولة إفريقية تستهدف تمكين الجنوب العالمي.
أجندة البرازيل العالمية تتبلور
في الأسبوع الماضي، وبينما كان عديد من المسؤولين الغربيين يناقشون الأمور الجيوسياسية في مؤتمر ميونيخ الأمني، اختار الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا زيارة شرق أفريقيا.
ووصل لولا إلى مصر في 14 فبراير، حيث ناقش الحرب في غزة، ووقع عديدًا من مذكرات التفاهم، وحضر جلسة للجامعة العربية. ثم واصل طريقه إلى القمة السنوية لزعماء الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا بإثيوبيا، والتي انعقدت في الفترة من 17 إلى 18 فبراير. وقد وصفها لولا بأنها «واحدة من أهم الرحلات التي قمت بها».
وقالت المجلة إن موقف لولا من الحرب بين إسرائيل وحماس قد وضعه على خلاف مع واشنطن. يوم الأحد الماضي، خلال مؤتمر صحفي في أديس أبابا، قارن الرئيس البرازيلي تكتيكات الحرب الإسرائيلية بتصرفات الزعيم النازي أدولف هتلر خلال المحرقة. وأثارت هذه التصريحات انتقادات شديدة من وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، الذي وصف لولا بأنه «شخص غير مرغوب فيه» في بلاده. ثم استدعت البرازيل سفيرها في تل أبيب للتشاور.
وفي خضم الخلافات مع البعض في الغرب، اختار لولا تركيز عضلاته في السياسة الخارجية على حشد الجنوب العالمي. وقال لولا في خطابه أمام الاتحاد الأفريقي إن «الجنوب العالمي أصبح جزءًا أساسيًا من الحل للأزمات الرئيسة التي يعاني منها الكوكب»، مثل عدم المساواة، وتغير المناخ، والحرب.
وأضاف أن حلول هذه الأزمات لابد أن تكون سياسية واقتصادية على حد سواء، على حد تعبير لولا. وذكر خطابه إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وكذلك العمل على ضمان عدم تقييد الدول النامية بالنماذج الاقتصادية النيوليبرالية من جانب منظمات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وأضاف: «لن يكون هناك استقرار أو ديمقراطية مع الجوع والبطالة».
وقالت البرازيل إن أولوياتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين تشمل مكافحة الجوع في العالم، وإصلاح المنظمات المتعددة الأطراف بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وإعطاء معاملة أكثر عدالة للديون السيادية للمقترضين المتعثرين. ويعتمد تحقيق هذه الأهداف على بناء تحالفات قوية. وقالت عالمة السياسة البرازيلية ريناتا ألبوكيركي ريبيرو: «غالبًا ما تساند الدول الإفريقية الأجندات التي تطرحها البرازيل على المستوى العالمي».
وتدرس البرازيل خططاً لإعادة هيكلة وإعفاء جزء من قروضها البالغة 280 مليون دولار للحكومات الأفريقية، بما في ذلك حكومات غانا وموزمبيق والسنغال. ويهدف لولا إلى الضغط على الدائنين الأثرياء ليفعلوا الشيء نفسه. والدولتان اللتان زارهما لولا ــ مصر وإثيوبيا ــ أصبحتا أيضًا عضوتين جديدتين في مجموعة البريكس. ويتخذ بنك التنمية التابع لمجموعة البريكس خطوات صغيرة لبناء بدائل لهيمنة الدولار.
وتلفت المجلة إلى أن طموحات البرازيل الجيوسياسية تمر عبر أفريقيا، ولكن الأمر سوف يتطلب بذل جهود متضافرة لتحقيق النتائج. ولا تزال المراكز الدبلوماسية البرازيلية في القارة تعاني من قلة عدد الموظفين مقارنة بمثيلاتها في أماكن أخرى، مثل أوروبا. وأدت موجة الانقلابات في منطقة الساحل إلى إجهاد الدبلوماسية والتواصل التجاري. وقال ألبوكيركي ريبيرو: «لقد قدمت البرازيل الكثير من الوعود للدول الأفريقية في الماضي - وبينما نجح بعضها، لم ينجح البعض الآخر».