ميدل إيست أي: في ميونيخ، الجنوب العالمي شهد مرة أخرى نفاق الغرب الصارخ

خلاصة

على خلفية موقفهم من العدوان على غزة، تسلط تصريحات القادة الغربيين في العاصمة البافارية ضد الحرب الروسية في أوكرانيا الضوء على التناقض الأخلاقي المطلق في الغرب، وفق ما يخلص تقرير نشره موقع ميدل إيست أي.

نشر موقع ميدل إيست أي تقريرًا للكاتب جورجيو كافييرو يتناول النفاق الصارخ الذي يمارسه الغرب فيما يتعلق بمواقفهم الأخلاقية من الحرب في غزة وفي أوكرانيا.

ووفقًا للكاتب، وفي الفترة من 16 إلى 18 فبراير، اجتمع مسؤولون غربيون رفيعو المستوى في مؤتمر ميونيخ الأمني الستين في ألمانيا. ومع انطلاق الحدث بعد ساعة واحدة من وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في مستعمرة جزائية في القطب الشمالي وقبل ثمانية أيام من الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، كان عدوان موسكو موضوعًا رئيسًا.

وبينما يستعدون لعودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض ويهتمون بالمواجهة في الكونجرس الأمريكي بشأن المساعدات لأوكرانيا، فإن عديدًا من صناع السياسة الغربيين لديهم شكوك متزايدة حول مستقبل التزام واشنطن تجاه حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا.

وتزايدت المخاوف في 10 فبراير عندما شجع ترامب، أثناء حملته الانتخابية في ولاية كارولينا الجنوبية، موسكو علنًا على مهاجمة أعضاء الناتو الذين لا يدفعون نصيبهم من الأعباء الدفاعية.

الغرب يفقد مصداقيته في العالم العربي

ولفت الموقع البريطاني إلى أن الجمهور في العالم العربي والإسلامي لم يعد يأخذ الزعماء الغربيين على محمل الجد عندما يتحدثون عن «حقوق الإنسان» و«النظام القائم على القواعد».

ودعا زعماء غربيون آخرون، مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمستشارة الألمانية أولاف شولتز، ورئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، الغرب إلى مواصلة دعم كييف بشكل كامل.

وعلى خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، فإن مثل هذه التصريحات التي أدلى بها هاريس وشولز وغيرهما من الزعماء الغربيين هذا الشهر في العاصمة البافارية تسلط الضوء على التناقض الأخلاقي المطلق في الغرب.

ففي نظر الجماهير غير الغربية، فإن مثل هذا الخطاب من المسؤولين الأمريكيين والألمان حول الدفاع عن القيم الليبرالية يبدو خطابًا فارغًا، نظرا لدعمهم الثابت لجرائم إسرائيل في غزة، والتي قضت محكمة العدل الدولية الشهر الماضي بأنها يمكن أن ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. .

وقال الكاتب إن شعوب الجنوب العالمي أدركوا منذ فترة طويلة أن الغرب منافق فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان ولم يتسق أبدًا مع الدعوات لتطبيق القانون الدولي. ولكن لم يحدث من قبل أن كان مثل هذا النفاق صارخًا كما هو الحال وسط الفظائع الحالية المرتكبة في غزة.

وأضاف الكاتب أن مؤيدي إسرائيل في الغرب لديهم معايير مزدوجة تجاه أوكرانيا وفلسطين، وهو أمر «لا يمكن تجاهله»، وفق مات دوس، نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية، موضحًا أن «هذا الأمر كان أكثر جليًا للغاية. وهذا شيء كان العالم غير الغربي على دراية به لفترة طويلة، ولكن من النادر أن نراه واضحًا جدًا بهذا القدر».

سأل رئيس مجلس الأمن القومي، كريستوف هيوسجن، هاريس عن مدى جدوى حل الدولتين في إسرائيل وفلسطين. ورغم التجاهل التام لعقود من التطهير العرقي والفصل العنصري والعنف الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، رد نائب الرئيس بالقول إن حل الدولتين ممكن، «لكن يجب علينا بعد ذلك وضع المناقشة في سياقها، بدءًا من 7 أكتوبر».

في الواقع، بعد يومين فقط من اختتام اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، صوّت مجلس الأمن على مشروع قرار صاغته الجزائر يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، ويرفض التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي. وصوت 13 من أعضاء مجلس الأمن لصالح القرار، مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة خلال هذه الحرب لمنع المجلس من إصدار قرار يقضي بوقف إطلاق النار.

ومن الجدير بالذكر أن بعض الحكومات الغربية ليست مؤيدة للحرب الإسرائيلية على غزة. فقد اتخذت بلجيكا وإيرلندا وإسبانيا مواقف حازمة ضد الوحشية الإسرائيلية في القطاع المحاصر. وكان هناك عديدًا من المسؤولين الغربيين الذين تحدثوا في مؤتمر ميونيخ للأمن والذين رفضوا التهرب من معالجة نفاق الغرب فيما يتعلق بأوكرانيا وفلسطين.

ويؤكد الكاتب أن النفاق المخزي الذي يمارسه كثير من قادة الغرب يلحق ضررًا لا يمكن إصلاحه برأس المال الأخلاقي للغرب، إذ يرى العالم مع مرور كل يوم صورًا جديدة للموت والدمار في غزة.

الموضوع التالي الأمم المتحدة: خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة تتعارض مع آمالنا
الموضوع السابقالمونيتور: غزة المحاصرة تتضور جوعًا