إن بي أر: لماذا لن تسمح مصر للفلسطينيين المستضعفين بعبور حدودها؟

خلاصة

عوامل عدة تكمن وراء رفض مصر القاطع السماح للنازحين الفلسطينيين بالعبور إلى مصر، ومن أبرزها المخاوف من تصفية القضية الفلسطينية وكذلك المخاوف الأمنية، وفق ما يخلص تقرير نشرته إذاعة إن بي أر.

لا تزال الصحافة الأجنبية تهتم بأسباب رفض مصر السماح للنازحين الفلسطينيين من سكان غزة بالدخول إلى أراضيها.

وفي هذا الصدد، لفت تقرير نشرته إذاعة إن بي أر إلى تكدس مئات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين في مدينة رفح الحدود مع مصر وسط تهديدات إسرائيلية بشن عملية برية في المدينة.

وتقول الإذاعة الأمريكية إن مصر لن تسمح للفلسطينيين بدخول مصر لأنها تخشى عدم السماح لهم بالعودة إلى غزة، مشيرة إلى أن الجزء المصري من الحدود في سيناء المصرية يمكن أن يوفر ملاذًا آمنًا مؤقتًا للفلسطينيين من غزة، حيث قُتل أكثر من 29 ألف شخص وجُرح ما يقرب من 70 ألفًا منذ بدء الحرب في أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

لكن مصر حذرت من تدفق اللاجئين، وقالت إن النزوح الجماعي للفلسطينيين من غزة إلى مصر يعد خطا أحمر، وتخشى أن إسرائيل قد لا تسمح أبدا لهم بالعودة.

ومصر، إحدى الدول القليلة التي تجري محادثات مع الجانبين في الحرب الحالية، هي وسيط رئيس بين إسرائيل وحماس، وتعمل على إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة. وقد أصبحت هذه الجهود أكثر إلحاحا في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بشن هجوم كبير على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي تقع على الحدود.

ونقلت ت الإذاعة عن مسؤولين مصريين أن المحادثات تركز على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يمكن تمديده. وتحدث المسؤولون المصريون شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة التفاصيل وسط مفاوضات حساسة ومستمرة.

وأشار الموقع إلى أن الأزمة الحالية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ المؤلم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومعظم سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة هم من نسل الفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح من منازلهم في أول حرب إسرائيلية فلسطينية كبرى في عامي 1948 و1949.

مخاوف من النزوح الدائم وامتداد الصراع

ويوضح التقرير أن احتمال حدوث نكبة أخرى يجعل الكثيرين اليوم مصممين على البقاء في غزة.

وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون مصريون إن نزوحًا من هذا القبيل سيقضي على الآمال في إقامة دولة فلسطينية مستقبلية، وهو أمر لا تريد القاهرة أن تكون جزءًا منه أو يُنظر إليها أن تُسهل حدوثه.

كذلك لا تريد مصر الانجرار إلى الحرب إذا تسلل المسلحون إلى الحدود المفتوحة، وهو ما قد يؤدي إلى هجمات إسرائيلية وهجمات مضادة مصرية.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت مبكر من الحرب إنه يعتقد أن إسرائيل تحاول دفع الفلسطينيين إلى بلاده من خلال منع دخول إمدادات الغذاء والدواء والوقود والمياه وغيرها من الأساسيات في المنطقة.

وتقول الحكومة الإسرائيلية إنها ليس لديها مثل هذه النية. لكن عددًا من الأعضاء الأكثر تطرفًا في الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوا إلى إجبار الفلسطينيين على الخروج. بل إن البعض تحدثوا عن إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، التي قامت إسرائيل بتفكيكها في عام 2005.

وتجعل تصريحات من هذا القبيل المصريين والفلسطينيين قلقين بشأن ما سيأتي بعد ذلك.

وفي الأسابيع الأخيرة، أشار الدبلوماسيون المصريون إلى بعض نظرائهم الغربيين بأن مصر قد تعلق معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1979 إذا أدى الهجوم الإسرائيلي في رفح إلى دفع الناس إلى سيناء.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري مؤخرًا على رفض بلاده القاطع لتهجير الفلسطينيين إلى مصر أو إلى أي مكان آخر وأن دفع النازحين لدخول مصر خط أحمر..

مخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل

وتطرق الموقع إلى المخاوف المصرية والدولية من شن إسرائيل عملية برية في رفح لما في ذلك من تداعيات وعواقب وخيمة على المدنيين.

وقد حذر الرئيس جو بايدن، وهو مؤيد قوي لإسرائيل طوال الحرب، نتنياهو من شن هجوم على رفح دون خطة واضحة لنقل أكثر من مليون مدني هناك أولًا.

وبينما تواصل مصر الضغط من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل، فإنها تستعد أيضاً لاحتمال قيام إسرائيل بالتوغل في رفح واحتمال تدفق الفلسطينيين. وأظهرت صور الأقمار الصناعية الأخيرة أن الجرافات مهدت مساحات كبيرة من الأراضي بالقرب من الحدود.

وقال مسؤولون مصريون إنه مصر تبني منطقة أمنية مسورة بالقرب من الحدود لاستيعاب ما يصل إلى 150 ألف شخص في حالة انتهاك الحدود المصرية أثناء الهجوم الإسرائيلي على رفح.

وقد قدمت مصر استثناءات محدودة للأشخاص الذين يحاولون الخروج من غزة طوال فترة الحرب. وقد سُمح لبعض جرحى الحرب، بموافقة إسرائيل، بالعبور إلى مصر لتلقي العلاج في الخارج. كما سُمح للفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر ثانية وأولئك الذين لهم صلات بالكيانات الغربية بمغادرة غزة، وكذلك أولئك الذين تمكنوا من جمع آلاف الدولارات للحصول على تأشيرات خاصة.

الموضوع التالي بلومبرج: السندات المصرية تقفز بفضل صفقة الإمارات والجنيه يرتفع في السوق السوداء
الموضوع السابقالمونيتور: كيف سيؤثر استحواذ مصر على طلبات اللجوء المقدمة من المفوضية على اللاجئين المستضعفين