عائلة «قتيل سيدي براني» ترفض التصالح وتتمسك بالقانون

خلاصة

رفضت عائلة حفيظ حويا، الشهير بفرحات المحفوظي، المقتول برصاص ضابط شرطة في مدينة سيدي براني بمحافظة مطروح، الثلاثاء الماضي، الاحتكام للعرف المعمول به في المحافظة لتسوية القضية وديًا بين أسرتي المحفوظي والضابط، وأبلغت «المحفوظي» مدير أمن مطروح إصرارها على الاحتكام للقضاء، حسبما قال شقيق القتيل، عادل حويا: «قولنا لمدير الأمن...

رفضت عائلة حفيظ حويا، الشهير بفرحات المحفوظي، المقتول برصاص ضابط شرطة في مدينة سيدي براني بمحافظة مطروح، الثلاثاء الماضي، الاحتكام للعرف المعمول به في المحافظة لتسوية القضية وديًا بين أسرتي المحفوظي والضابط، وأبلغت «المحفوظي» مدير أمن مطروح إصرارها على الاحتكام للقضاء، حسبما قال لـ«مدى مصر» شقيق القتيل، عادل حويا: «قولنا لمدير الأمن عايزين حق أخويا بالقانون».

 كانت نيابة السلوم قد بدأت، أمس، التحقيق في واقعة قتل المحفوظي وما تلاها من أحداث شغب واعتداء على قسم الشرطة وعدد من أفراد الشرطة بالمدينة، ما ترتب عليه مقتل أمين الشرطة، محمد صادق، وإصابة ثلاثة آخرين، واستمعت النيابة إلى أقوال الشهود في واقعة قتل المحفوظي، حسبما قال لـ«مدى مصر» أحد المحامين الذين حضروا التحقيقات التي استمرت سبع ساعات. 

في الوقت نفسه، قال مصدر أمني في محافظة مرسى مطروح لـ«مدى مصر» إن القوات المسلحة سلّمت الضابط المتهم بقتل المحفوظي إلى الشرطة لاحتجازه بمعرفتها. كانت القوات المسلحة قد تحفظت على الضابط في أحد مقراتها في المدينة عقب الواقعة.

وفي حين لم تصدر وزارة الداخلية أي بيانات رسمية عن الواقعة، ولم تُفصح عن هوية الضابط المُتهم بالقتل، أكد أهالي القرية أنه ليس من المحافظة وإنما مُنتدب من خارجها.

وفيما يتعلق بالأحداث التي تلت واقعة القتل، أمرت النيابة بحبس ثمانية من أهالي «سيدي براني»، ووجهت لهم اتهامات باقتحام قسم شرطة المدينة، والتخريب وأعمال الشغب، إضافة إلى إصابة ضابط ومجندين، وإتلاف سيارات أمن مركزي، فضلًا عن تهمة القتل العمد لأمين الشرطة، الذي توفي بعدما صدمه أحد الأهالي بسيارته خلال الاشتباكات. 

حويا من جانبه قال إن أسرته لم تشارك في أيٍ من الأحداث التي تلت قتل شقيقه، مضيفًا أن ضابط الشرطة أطلق على شقيقه ست طلقات أمام المحال التي يمتلكها، في وضح النهار وأمام المارة ما أثار غضب الجميع. 

ولفت حويا إلى أن مدير أمن مطروح، عقَد مع أسرته وعدد من شيوخ القبائل اجتماعًا، أمس، لتخييرهم بين حل القضية وديًا بالاحتكام للعرف أو بالطريق القانونية، مشيرًا إلى أن الأمن يتحدث عن أن واقعة قتل أمين الشرطة ستؤثر على المسار القانوني لقضية مقتل فرحات، في حين يبقى كلًا من شقيقه وأمين الشرطة ضحايا ويجب محاسبة مَن قتلهم.

الرأي نفسه عبّر عنه المتحدث باسم مجلس عُمد ومشايخ مطروح، منعم إسرافيل، الذي قال لـ «مدى مصر» إن جميع أهالي سيدي براني يطالبون بمحاكمة عادلة تثلج الصدور، لافتًا إلى أن الدرس المستفاد مما حدث، هو ضرورة إعادة النظر في السياسات الأمنية، والتوقف عن إطلاق النار أو الملاحقات الأمنية داخل الكتل السكانية للحفاظ على حياة المواطنين.

وأضاف إسرافيل: «تربطنا قيم وأخلاق وعادات وتقاليد وعلاقات جيدة مع رجال الجيش والشرطة، ولكن عندما يتصرف طرف بتهور ويرتكب أفعال يعاقب عليها القانون، نحتكم إلى القضاء ودولة القانون».

وشيّع أهالي مدينة سيدي براني غرب محافظة مطروح، أمس، جنازة فرحات المحفوظي (35 عامًا)، عقب يوم من مقتله على يد ضابط شرطة أطلق عليه عدة رصاصات لرفضه الامتثال لأوامره حين حاول توقيفه أمام محال يملكها، بحسب ثلاثة مصادر من أهالي المدينة تحدثوا لـ«مدى مصر» بشكل منفرد.

وتلى واقعة قتل المحفوظي احتجاج أهالي المدينة، ورشق بعضهم قسم الشرطة بالحجارة، وإشعال النيران في إطارات السيارات بالقرب منه، والاعتداء على عدد من أفراد الشرطة، فضلًا عن قطع الطريق المؤدي للمدينة، قبل أن ترُد الشرطة بالقبض على ثمانية من الأهالي، ما ساهم في تفاقم الوضع وزيادة غضب الأهالي، بحسب المصادر التي قالت إن «الجيش نزل لحماية المنشآت»، منذ مساء الثلاثاء الماضي ولا يزال متواجدًا في شوارع المدينة حتى اليوم.

الموضوع التالي "بي بي سي" تكشف تعرض الناجين من مركب اليونان لضغوط من خفر السواحل لاتهام المصريين المقبوض عليهم
الموضوع السابقالبيان الختامي لقمة دول جوار السودان