ياسر الهواري يكشف لـ "المنصة": لماذا فشلت المعارضة في التوحد؟ ويضع شروط رجوع المعارضين

خلاصة

استضافت صفاء عصام الهواري للحديث عن الإصلاح السياسي في مصر، حيث ناقش عودة المعارضين من الخارج، وتقييم تجربة الحوار الوطني، ودور الأحزاب في المرحلة المقبلة. أكد الهواري أن عودته عام 2021 كانت تجربة ناجحة تعتمد على الثقة والحوار المباشر، مع ضرورة وضوح شروط العودة. وأشار إلى أن الحوار الوطني خطوة...

مضامين الفقرة الأولى: بين الإصلاح والعودة.. ياسر الهواري يفتح ملفات السياسة في مصر

افتُحت حلقة برنامج أسئلة صعبة بتناول مجموعة من القضايا الحساسة المرتبطة بالمشهد السياسي المصري، حيث طرحت صفاء عصام  تساؤلات حول أوضاع النشطاء العائدين من الخارج، ومستقبل الإصلاح السياسي في مصر، ومدى وجود بوادر حقيقية لانفراجة في الأفق. كما تناولت الحلقة شكل البرلمان المقبل وإمكانية إجراء تعديلات دستورية خلال المرحلة القادمة.

وفي مقدمة الحلقة، استضاف البرنامج السيد ياسر الهواري، أحد الوجوه البارزة لثورة الخامس والعشرين من يناير، والأمين العام لحزب التقدم، الذي غادر مصر عام 2013 ثم عاد قبل انطلاق الحوار الوطني، حاملاً خطابًا إصلاحيًا يدعو إلى المشاركة والتغيير من الداخل. وأشار التقديم إلى أن الهواري يستعد حاليًا لتأسيس حزب سياسي جديد يعكس رؤيته للإصلاح والتطوير السياسي في مصر.

 

مضامين الفقرة الثانية: الهواري: عودة النشطاء لا تقل أهمية عن الإفراج عن المحبوسين السياسيين

تناولت الفقرة التالية من الحلقة ملف عودة النشطاء المصريين من الخارج، من خلال تجربة الضيف ياسر الهواري، الذي أصبح بعد عودته إلى مصر نموذجًا محفّزًا ومصدر ثقة لعدد من النشطاء الراغبين في اتخاذ الخطوة نفسها.

أوضح الهواري أن سفره الأول بعد عام 2013 لم يكن بهدف الإقامة الدائمة خارج البلاد، بل كان يتنقل بين مصر والخارج بحكم عمله في مجال المقاولات، خاصة مع تنفيذ مشروعات منشآت كأس العالم في قطر. إلا أن فترة غيابه الطويلة امتدت من عام 2016 حتى سبتمبر 2021.

وأشار الهواري إلى أن ملف عودة النشطاء من الخارج لا يقل أهمية عن ملف الإفراج عن المحبوسين السياسيين، موضحًا أنه عاش بنفسه تجربة التردد والخوف من العودة، حفاظًا على سلامته الشخصية. وأضاف أن عودته مثلت نموذجًا ناجحًا، ساعد في كسر الصورة السائدة بالخارج التي تربط العودة بالسجن أو الملاحقة الأمنية.

وفي حديثه عن أسباب المخاوف السياسية التي سادت ما بين عامي 2016 و2021، أكد الهواري أن تلك المرحلة اتسمت بحالة من التوتر والانقسام الحاد بين معسكر السياسيين – الذين يفضّل تسميتهم بهذا المصطلح بدلاً من "النشطاء" لتجنب التوصيف السلبي – وبين السلطة والأجهزة الأمنية. كما أشار إلى أن تفكك معسكر 30 يونيو زاد من حدة هذه المخاوف، خصوصًا بعد القبض على عدد من السياسيين البارزين مثل حسام مؤنس، عمر الشنيطي، وزياد العليمي، ما جعل فكرة العودة بالنسبة للكثيرين محفوفة بالمخاطر.

 

مضامين الفقرة الثالثة: ياسر الهواري يكشف كواليس عودته إلى مصر ويضع شروط رجوع المعارضين

كشف ياسر الهواري خلال الحلقة كواليس عودته إلى مصر بعد سنوات من الغياب، موضحًا أنه في عام 2021 شعر أنه لا ينبغي أن يظل خائفًا أو ممنوعًا من دخول وطنه. وبعد محاولات تواصل غير مباشرة عبر شخصيات سياسية، قرر أن يتخذ خطوة جريئة بالتواصل المباشر مع شخصية معينة (رفض ذكر اسمها). وكانت المفاجأة في الرد الذي وصفه بـ"الراقي والمحترم"، حيث قيل له: "أنت رجل محترم، وخلافنا معك خلاف في الرأي وليس على الوطن، أنت تنوّر بلدك، والبلد تسعنا جميعًا". وفي اليوم التالي، عاد الهواري بالفعل إلى مصر.

وأوضح الهواري أن دوره في تسهيل عودة آخرين بعده جاء نتيجة الثقة المتبادلة، إذ بدأ عدد من النشطاء في التواصل معه مباشرة لمعرفة إمكانية العودة دون أي التزامات إعلامية أو سياسية، مؤكدًا أن هذه الثقة كانت العامل الحاسم في تحقيق عودة آمنة ومتزنة لعدد من الشخصيات.

وفي حديثه عن أهمية الحوار بين السلطة والمعارضة، شّد الهواري على ضرورة وجود حوار حقيقي ومباشر يجمع الطرفين على طاولة واحدة، مؤكدًا أن ذلك ليس أمرًا معيبًا، بل هو ضرورة وطنية. وقال إنه يفضل الجلوس مع حكومته داخل بلده على أن يتحاور مع حكومات خارجية، مشيرًا إلى أنه صرّح بهذا الموقف أثناء وجوده في الخارج، ولم تكن عودته مكافأة عليه، إذ انتظر بعدها سبعة أشهر قبل أن يعود.

كما وضع الهواري مجموعة من الضوابط للمعارضين الراغبين في العودة، أبرزها:

عدم التورط في أي تحريض صريح على العنف أو التخريب، مؤكدًا أن الغضب على مواقع التواصل لا يُعد تحريضًا ما لم يتجاوز حد التعبير.

عدم الانتماء التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين أو لأي تنظيم له أذرع مسلحة، معتبرًا أن ذلك يمثل عائقًا أمنيًا.

وفي حال كان الشخص عضوًا سابقًا وترك التنظيم، نصح الهواري بتقديم ملفه للجهات المختصة للنظر فيه، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية قادرة على التمييز بين من يسعى بصدق للعودة ومن لا يزال متورطًا في نشاط عدائي.

وختم الهواري بالإشارة إلى أن العديد من طلبات العودة تمّت الموافقة عليها، وأن هناك أسماء جديدة من المنتظر أن تعود إلى مصر قريبًا، في إشارة إلى اتساع مساحة القبول السياسي التدريجي للعائدين.

 

مضامين الفقرة الرابعة: الحوار الوطني ضرورة.. لكنه تراجع بعد أكتوبر

في حديثه عن الحوار الوطني والمساحة السياسية، أكد ياسر الهواري أن الحوار الوطني كان خطوة ضرورية للغاية في تلك المرحلة، حتى وإن وصفه البعض بأنه مجرد "جلسات فضفضة"، لأنه – بحسب تعبيره – نجح في كسر حالة القطيعة بين مختلف الأطراف، وأعاد الجميع إلى طاولة النقاش في أجواء من الاحترام والحوار المتحضر.

لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن المساحة السياسية التي فتحها الحوار الوطني شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، خصوصًا بعد أحداث السابع من أكتوبر وما تبعها من تظاهرات، ما أدى إلى انكماش حالة الانفتاح التي شهدتها الساحة في بدايات الحوار.

ودعا الهواري إلى استئناف الحوار الوطني بجدية أكبر، معتبرًا أن البلاد في حاجة ماسة إليه لتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات الإقليمية والخارجية. كما تساءل عن أسباب عدم تنفيذ التوصيات التي خرج بها الحوار، مشددًا على ضرورة تفعيلها، ومحملًا مسؤولية ذلك إلى الدولة بمؤسساتها المختلفة، بما في ذلك الحكومة والبرلمان ومؤسسة الرئاسة والأجهزة الأمنية.

وفي سياق متصل، تحدث الهواري عن تأسيس حزب التقدم، موضحًا أن قراره بتأسيس الحزب جاء رغم حالة التراجع السياسي الراهنة، والتي وصفها بأنها "تراجع وليس انسدادًا كاملًا". وأوضح أن الهدف من تأسيس الحزب هو خلق مساحة سياسية مسؤولة تستطيع مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بالسياسة لا بالأمن فقط، مؤكدًا أن الأزمات الاقتصادية التي يعيشها المواطنون، من ارتفاع التضخم وتآكل الدخول، تتطلب حلولًا سياسية وتواصلًا مباشرًا من الحكومة مع المواطنين لتفسير قراراتها وتوضيح خطواتها.

 

مضامين الفقرة الخامسة: الهواري ينتقد أداء البرلمان ويدعو لتجديد الحياة الحزبية

انتقد ياسر الهواري، الأمين العام لحزب التقدم، أداء البرلمان الحالي لعام 2020، مؤكدًا غياب دوره الرقابي الحقيقي على الحكومة، وعدم وجود طلبات إحاطة أو استجوابات للوزراء، وهو ما اعتبره سببًا في فقدان المواطنين الثقة في المؤسسة التشريعية، ودافعًا نحو التفكير في التغيير الجذري بدلًا من الإصلاح التدريجي.

وأوضح الهواري أن الحزب السياسي الجاد يجب أن يمتلك برنامجًا واقعيًا يقدم حلولًا لمشكلات المجتمع، وألا يقتصر على الانتقاد، بل يطرح بدائل واضحة، مشددًا على أهمية العمل المؤسسي وبناء الكوادر، بعيدًا عن هيمنة الفرد الواحد على القيادة.

وتحدث الهواري عن العقبات التي تواجه تأسيس الأحزاب الجديدة، مؤكدًا أن الأزمة ليست في القوانين بقدر ما هي في ضعف الكوادر السياسية وغياب التمويل الكافي. واعتبر أن شرط جمع التوكيلات من محافظات متعددة يمثل عبئًا على الراغبين في العمل السياسي الجاد، مطالبًا لجنة شؤون الأحزاب بإلغاء تراخيص الأحزاب غير النشطة بدلًا من وضع عراقيل أمام الأحزاب الجديدة.

وفيما يتعلق بتأسيس "حزب التقدم"، أوضح الهواري أنه لم ينضم إلى أحزاب قائمة مثل المصري الديمقراطي الاجتماعي أو الدستور، رغم احترامه لهما، لأن الحزب الجديد يجمع مجموعة متجانسة فكريًا وتنظيميًا، قادرة على العمل الجماعي في إطار واضح.

أما بشأن الترشح في القائمة الوطنية، فأكد الهواري أنه لم يتخذ قرارًا بعد لعدم فتح باب الترشح رسميًا، لكنه شدد على أنه منفتح على جميع أشكال المشاركة السياسية، مؤكدًا أنه لا يؤمن بفكرة الانسحاب من الساحة، وداعم بقوة لنظام القائمة النسبية الذي نوقش في الحوار الوطني.

 

مضامين الفقرة السادسة: ياسر الهواري: قررت خوض اللعبة السياسية بقواعدها الحالية احترامًا للديمقراطية

خلال اللقاء، أوضح الهواري أنه قرر خوض العمل السياسي وفق القواعد الحالية للّعبة السياسية، حتى وإن كان يعترض على بعضها، مؤكدًا أن الديمقراطية الحقيقية تقوم على احترام ما يتم التوافق عليه في النهاية. وأشار إلى أنه لا يمانع في الترشح ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر إذا أُتيحت الفرصة، موضحًا أن الأهم هو ما سيقدمه من سياسات وأفكار، وليس طريقة دخوله البرلمان. وبيّن أن هذه القائمة تمثل تحالفًا انتخابيًا مؤقتًا، وليست تحالفًا سياسيًا دائمًا، كما هو معروف منذ انتخابات 2020.

وتطرق الهواري خلال حواره إلى انتقاد قوى المعارضة بسبب عجزها عن التوحد في مواجهة القضايا الوطنية الكبرى، معتبرًا أن الانقسامات الداخلية وصراعات الزعامة أضعفتها سياسيًا. وأوضح أن المعارضة كان بإمكانها تقديم نموذج بديل من خلال قائمة انتخابية موحدة، على الأقل في أحد القطاعات الأربعة للقائمة المطلقة، لكنها انشغلت بخلافاتها الداخلية.

كما تحدث عن ما وصفه بـ«مرض الزعيم الأوحد» داخل صفوف المعارضة، مؤكدًا أن هذا الداء ليس مقصورًا على الأنظمة، بل ينتشر داخل المعارضة نفسها، حيث يسعى بعض الأفراد إلى تقديم أنفسهم كرموز وحيدة للنقاء السياسي، ويستبعدون الآخرين. ووصف الهواري هذا السلوك بأنه غير صحي، بل وضار بأي تجربة ديمقراطية، مشبّهًا إياه بمفهوم «النقاء المطلق» الذي ارتبط ببعض النماذج التاريخية المتطرفة.

وخلال الحوار، دعا الهواري جيل الوسط  جيل ثورة يناير الذي يقترب من الأربعينيات  إلى تولي زمام القيادة السياسية، معتبرًا أنه الجيل الأكثر قدرة على تجاوز أمراض الماضي وبناء حوار حقيقي بين مختلف الاتجاهات. وأكد أن تأسيس حزب التقدم جاء ليجسّد هذه الفكرة، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لأن يبني هذا الجيل تجاربه الخاصة في العمل العام.

وأشاد الهواري بالجيل الأقدم من الرموز السياسية مثل حمدين صباحي، وفريد زهران، وعبد الغفار شكر، وعبد الجليل مصطفى، مؤكدًا أنه يدين لهم بالفضل في تعلمه السياسي، لكنه يرى أن المرحلة الحالية تتطلب تداول الأدوار والقيادة بين الأجيال، تمهيدًا لتحقيق تداول حقيقي للسلطة. واستشهد بتجربة النائب عبد المنعم إمام كنموذج ناجح لقيادات الجيل الجديد في البرلمان.

وفي ختام الفقرة، طرحت صفاء عصام تساؤلًا حول ما إذا كان البرلمان القادم — الذي قد يشارك فيه الهواري  سيواجه اختبارًا جديدًا يتعلق بإمكانية تعديل الدستور، في ظل التغيرات السياسية المقبلة.

 

مضامين الفقرة السابعة: الهواري: المعارضة ليست نقيض الوطن بل شريك في بنائه

وفي خلال الحوار، رفض الهواري مصطلح «أحزاب الموالاة»، موضحًا أنه لا يرى معنى لوجود حزب يكتفي بتأييد الحكومة دون أن يشارك فعليًا في صنع القرار أو يمتلك برنامجًا سياسيًا مستقلًا. وأكد أن السياسة لا تعرف سوى نوعين من الأحزاب: حزب حاكم يدير السلطة وينفذ السياسات، وحزب معارض يطرح البدائل.

وأشار إلى أن الحل يكمن في عودة منصب الوزير السياسي، مطالبًا بأن تضم الحكومة وزراء من الأحزاب، وليس فقط من التكنوقراط، حتى تستعيد السياسة دورها في صناعة القرار.

وفي سياق متصل، تطرق الهواري خلال حواره في «أسئلة صعبة» إلى فكرة النقد الإيجابي، مؤكدًا أن المعارضة ليست مطالَبة بمعارضة كل ما تفعله الحكومة، كما لا يجب أن تكون الموالاة تأييدًا مطلقًا. وأوضح أن مصر تحتاج اليوم إلى بيئة سياسية قادرة على إفراز قيادات جديدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، مشددًا على أن الدولة مطالبة بـ«صناعة هذه البيئة» وتهيئة المناخ العام.

كما دعا إلى إعادة تعريف مفهوم تداول السلطة، موضحًا أن الفكرة لا يجب أن تختزل في منصب الرئاسة فقط، بل تبدأ من الحكومة، كأن يُسمح لحزب الأغلبية البرلمانية بتشكيلها كما كان معمولًا به قبل ثورة يوليو.

وفي الوقت نفسه، أشاد بالرئيس الحالي على دوره في الحفاظ على استقرار الدولة بعد 30 يونيو، معتبرًا أن مصر كانت تواجه خطر الانقسام، لكنه شدد على أن البلاد تضم 110 ملايين مواطن، ومن الطبيعي أن يكون بينهم من يصلحون لتولي القيادة مستقبلًا، متى تهيأ المناخ السياسي لذلك.

وخلال حديثه في «أسئلة صعبة»، وجه الهواري دعوة صريحة إلى وقف شيطنة المختلفين إعلاميًا وسياسيًا، منتقدًا الخطاب الذي يصور كل من يعارض الحكومة على أنه "متآمر" أو "عدو للدولة"، ومشيرًا إلى أمثلة من التحول في صورة بعض الشخصيات العامة مثل باسم يوسف.

كما طالب المعارضة نفسها بالتوقف عن شيطنة المختلفين داخل صفوفها، واتهام بعضهم البعض بالموالاة أو التبعية لمجرد اختلاف وجهات النظر.

واختتم الهواري حديثه مؤكدًا أن الكلمة المفتاحية للمستقبل هي "الانفتاح" — في الأحزاب، والبرلمان، والإعلام  مشددًا على أن هذا الانفتاح هو الطريق الوحيد لبناء حياة سياسية حقيقية والوصول إلى تداول فعلي للسلطة في مصر.

الموضوع التالي السيسي يجري اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
الموضوع السابقاشتباكات بالأيدي بين أنصار المرشحين لمجلس النواب بالغربية