• من نحن
  • اتصل بنا
  • إتفاقية الإستخدام
خلاصة

ملخص الحلقة:

تناول أسامة جاويش خلال الحلقة التحولات المتسارعة في سوريا، معتبرًا أن رفع العقوبات والتحركات العسكرية الأمريكية والتوغل الإسرائيلي تعكس إعادة رسم لخريطة النفوذ الدولي، لا مجرد مواجهة لتنظيم الدولة، في إطار صراع تشارك فيه قوى كبرى لضمان المصالح الإسرائيلية. وناقش هذه الرؤية مع الكاتب عبد الرحمن يوسف، الذي أكد أن المشهد يتجاوز البعد العسكري إلى صراع نفوذ دولي واسع. كما تطرق جاويش إلى قضية جيفري إبستين، معتبرًا أن الإفراج الجزئي عن الوثائق محاولة مدروسة للتحكم في المشهد وحماية الدولة العميقة الأمريكية عبر توجيه اتهامات انتقائية، وهو ما اعتبره عبد الرحمن يوسف هندسة سياسية لصرف الانتباه عن جوهر القضية.

وانتقد جاويش تصريحات السيسي وكامل الوزير بشأن الفشل الإداري، معتبرًا أنها تحولت من اعتراف إلى غطاء لتصفية وبيع أصول الدولة، من الأراضي والسواحل إلى المطارات والصناعة والخدمات، بدلًا من المحاسبة أو الإصلاح الحقيقي. كما سلط الضوء على توظيف الإمارات لشخصيات من اليمين المتطرف الغربي للترويج لخطاب معادٍ للإسلام وداعم لإسرائيل. واختتم بالحديث عن خطاب تاكر كارلسون الذي كسر ثوابت داخل اليمين الأمريكي، مدافعًا عن المسلمين وناقدًا لإسرائيل ولوبي"إيباك"، في نقاش مع الدكتور خالد الترعاني، الذي رأى في ذلك مؤشرًا على تصدع السردية الأمريكية التقليدية وتحول متنامٍ في الرأي العام، خاصة بين الشباب.

مضامين الفقرة الأولى: سوريا بين رفع العقوبات وإعادة رسم النفوذ

استهل أسامة جاويش الحلقة بالحديث عن تطورات متسارعة في الملف السوري، معتبرًا أنها تعكس إعادة ترتيب إقليمي ودولي حول سوريا، وليس مجرد أحداث أمنية عابرة. وتوقف عند دلالات ظهور الرئيس السوري أحمد الشرع من جبل قاسيون، باعتباره رسالة سياسية عن مرحلة جديدة تقوم على رفع العقوبات والانفتاح المشروط على الغرب. كما أشار إلى العملية العسكرية الأمريكية الواسعة ضد تنظيم الدولة تحت اسم «عين الصقر»، والتي شملت عشرات الغارات الجوية، وجرى تبريرها بالرد على مقتل جنود أمريكيين، مع الإعلان عن تنسيقها مع الحكومة السورية ضمن تفاهمات مرتبطة برفع عقوبات «قيصر» وملاحقة التنظيم.

وفي السياق ذاته، تناول جاويش التوغل الإسرائيلي المتصاعد في ريف القنيطرة وفرض وقائع ميدانية جديدة، معتبرًا أن تل أبيب تتحرك بسياسة فرض الأمر الواقع لدفع دمشق نحو ترتيبات تخدم مصالحها الأمنية. وناقش هذه التطورات مع الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن يوسف، الذي أكد أن ما يجري يتجاوز محاربة تنظيم الدولة إلى صراع نفوذ دولي تشارك فيه الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، إلى جانب الصين وروسيا، بهدف ضمان أمن إسرائيل ومحاصرة خصومها إقليميًا ودوليًا. وخلص النقاش إلى أن سوريا باتت ساحة تقاطع لصراعات متعددة، تختلط فيها مكافحة الإرهاب بإعادة رسم خرائط النفوذ، وسط تباين بين الرؤيتين الأمريكية والإسرائيلية، ودور تركي متصاعد يراه البعض عامل استقرار وتعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا.

مضامين الفقرة الثانية: تصريحات السيسي : اعتراف بالفشل… أم مبرر لبيع الدولة؟ 

فكّك أسامة جاويش ما اعتبره اعترافًا رسميًا بالفشل الإداري، مستندًا إلى تصريحات متطابقة لعبد الفتاح السيسي وكامل الوزير، رأى فيها تعبيرًا عن عقلية واحدة تحكم المشهد، تستخدم الإقرار بالفشل لا كمدخل للمحاسبة أو الإصلاح، بل كذريعة لبيع الأصول وتسليم مقدرات الدولة للمستثمر الأجنبي. وأوضح أن خطورة هذه التصريحات تنبع من موقع مطلقيها، باعتبارهم واجهة المنظومة الحاكمة، ما يجعل أي استثمار أجنبي في قطاعات حيوية كالصحة والأراضي يتم من موقع ضعف، بعد اعتراف رسمي بعدم الكفاءة ومنح المستثمر اليد العليا في الإدارة والقرار.

وتناول جاويش مسار التفريط في الأراضي والسواحل، مشيرًا إلى طرح منطقة رأس بناس على البحر الأحمر أمام المستثمرين بحلول 2026، امتدادًا لصفقة رأس الحكمة مع «إيه دي كيو» الإماراتية، التي فتحت الباب لموجة استحواذات خليجية أعادت رسم خريطة الساحل الشمالي تحت لافتة التطوير. وأكد أن هذا المسار شمل أيضًا المطارات، مع إعلان طرحها للإدارة والتشغيل الخاص بدءًا من مطار الغردقة، واهتمام تحالفات أجنبية بإدارتها. واختتم بالتشديد على أن ما يجري ليس إصلاحًا اقتصاديًا، بل تفريطًا ممنهجًا في أصول الدولة، من الأرض والسواحل إلى الصناعة والطيران والصحة، تحت ذريعة متكررة: "نحن فاشلون في الإدارة".

مضامين الفقرة الثالثة: إبستين والدولة العميقة: فضيحة بلا كشف كامل

تناول أسامة جاويش ما وصفه بـ«اليوم الموعود» في الولايات المتحدة، عقب إعلان وزارة العدل الإفراج عن دفعة من ملفات قضية جيفري إبستين بموجب قانون وقّعه دونالد ترامب، معتبرًا أن ما نُشر شكّل صدمة واسعة بسبب محدوديته وطمس أجزاء كبيرة منه. وأوضح، نقلًا عن CBS News، أن الوثائق خلت من أدلة جنائية مباشرة، لكنها كشفت شبكة علاقات واسعة بين السياسة والمال والنفوذ، مع تركيز إعلامي لافت على بيل كلينتون مقابل غياب واضح لاسم ترامب، ما أثار تساؤلات حول انتقائية النشر وتوجيه الرأي العام.

وأشار جاويش إلى بروز أسماء بارزة في الوثائق والصور، من بينها ستيف بانون، ونعوم تشومسكي، وبيل غيتس، وسيرغي برين، وسلطان أحمد بن سليم، معتبرًا أن إبراز هذه الشخصيات جاء في إطار تشتيت المشهد دون الاقتراب من جوهر القضية أو تحديد مسؤوليات قانونية. وفي هذا السياق، استضاف الكاتب الصحفي عبد الرحمن يوسف، الذي أكد أن الإشكالية الحقيقية تكمن فيما لم يُنشر، خاصة ما يتعلق بدونالد ترامب، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض تعمّد توجيه الأنظار نحو الديمقراطيين وبيل كلينتون لإبعاد الشبهة عن الرئيس الحالي.

وأوضح عبد الرحمن يوسف أن ما جرى يمثل «هندسة متعمدة للمشهد»، تزامنت مع أحداث سياسية وأمنية كبرى لصرف الانتباه عن ملفات إبستين، لافتًا إلى أن تبريرات وزارة العدل بحماية الضحايا لا تنفي شبهة مخالفة القانون، خاصة مع انتقادات مشرعين من الحزب الجمهوري. واختتم بالتأكيد على أن قضية إبستين تحولت من فضيحة أخلاقية إلى أداة صراع داخل الدولة العميقة الأمريكية، محذرًا من أن أي انكشاف حقيقي قد يطال ترامب قد يقود إلى تحولات سياسية كبرى داخل الولايات المتحدة، ذات ارتدادات عالمية.

مضامين الفقرة الرابعة : توظيف اليمين المتطرف: الإمارات، إسرائيل، وتومي روبنسون

أوضح أسامة جاويش خلال الحلقة أن هناك نمطًا متكررًا ولافتًا في سلوك الجماعة الحاكمة في أبو ظبي، يقوم على دعم أي شخصية صاعدة في أي مكان في العالم، بغضّ النظر عن هويتها أو خلفيتها، طالما تتبنى الأجندة الإماراتية القائمة على العداء للإسلام والإسلاميين وجماعة الإخوان، والاصطفاف الكامل مع إسرائيل واليمين المتطرف عالميًا. وأكد أن هذه الشخصيات تُفتح لها أبواب دبي وأبو ظبي، وتُمنح المنصات والشرعية والحضور، دون أي اعتبار لخطابها العنصري أو التحريضي. واستشهد جاويش بنموذج اليميني المتطرف البريطاني تومي روبنسون، الذي نشر تغريدة عن اليمن دعم فيها ما يسمى «دولة الجنوب» والمجلس الانتقالي الجنوبي، متسائلًا كيف لشخص معروف بعدائه للإسلام والمسلمين أن يمتلك فجأة هذا الخطاب التفصيلي، معتبرًا أن الأمر لا يمكن أن يتم دون أن يكون قد جرى «شحنه» بسردية سياسية جاهزة: الإخوان هنا، الحوثي هناك، إيران بروكسي، وخطر يهدد الغرب إذا لم يتم التحرك.

وأشار جاويش إلى أن السؤال الحقيقي ليس فقط ماذا قال تومي روبنسون، بل من الذي استضافه وفتح له الأبواب، ليجيب بوضوح: الإمارات، معتبرًا أن توظيف شخصيات عنصرية يمينية متطرفة للحديث عن قضايا إقليمية حساسة هو جزء من خطة سياسية ذكية تستخدم «الرجل الأبيض الغربي» لتسويق أجندات التفكيك والانفصال. وأكد أنه لا يتهم روبنسون مباشرة بتلقي أموال، لكنه يطرح سؤالًا مشروعًا حول براءة هذا الخطاب، خاصة مع ردود باحثين ومؤثرين تحدثوا عن تعاون إماراتي–إسرائيلي في تقسيم اليمن، ووصف روبنسون بـ«تومي تل أبيب». واستعرض جاويش خلفيته الحقيقية، واسمه ستيفن ياكسلي لينون، مؤسس «الرابطة الدفاعية الإنجليزية» المعادية للإسلام، وصاحب سجل جنائي وخطاب كراهية صريح، وداعم علني لإسرائيل بعد زيارته للأراضي المحتلة بدعوة رسمية، ودفاعه عن حرب غزة واعتبارها حربًا على الإسلاميين. وشدد في الختام على أن الخطورة لا تكمن في روبنسون كشخص، بل في النوعية التي تفتح لها الإمارات أبوابها: شخصيات عنصرية، يمينية متطرفة، كارهة للإسلام، يتم دعمها وتلميعها واستخدامها سياسيًا ضمن نهج ممنهج.

مضامين الفقرة الخامسة: تاكر كارلسون يكسر المحظور: تصدّع الخطاب الأمريكي المؤيد لإسرائيل 

في الجزء الأخير من الحلقة، استعرض أسامة جاويش مضمون خطاب المذيع الأمريكي تاكر كارلسون خلال مشاركته في مؤتمر Turning Point USA، معتبرًا أنه كسر محرمات راسخة داخل الخطاب السياسي الأمريكي. وأشار إلى أن كارلسون دافع صراحة عن المسلمين الأمريكيين في قلب بيئة الإسلاموفوبيا، واعتبر كراهية المسلمين «تصرفًا مقرفًا»، كما جرّد الاحتلال الإسرائيلي من حصانته السياسية واعتبره عبئًا على المصالح الأمريكية. ووجّه هجومًا مباشرًا إلى القيادات الإنجيلية التي تبرر دعم إسرائيل دينيًا، مؤكدًا أن تبرير قتل الأطفال والمدنيين في غزة خيانة للقيم المسيحية، وأن الذرائع الدينية للعنف تتناقض مع جوهر المسيحية، رافضًا في الوقت نفسه توظيف تهمة معاداة السامية لتبرير الجرائم الجماعية.

وناقش جاويش هذه الدلالات مع الدكتور خالد الترعاني، الخبير في الشؤون الأمريكية، الذي أوضح أن أهمية الخطاب تنبع من صدوره عن شخصية مؤثرة داخل اليمين الأمريكي، لا عن اليسار التقليدي، بما يعكس تحولًا تاريخيًا في المزاج السياسي، خاصة بين الشباب واليمين المحافظ. وتوقف النقاش عند الانتشار الواسع للخطاب على منصات التواصل، مقابل محاولات اللوبيات المؤيدة لإسرائيل استعادة سرديتها عبر الضغوط والتهديدات السياسية، معتبرًا أن ذلك يكشف أزمة حقيقية في معسكر دعم الاحتلال وتآكلًا غير مسبوق في المصداقية والتأثير. واختُتم الجزء بتساؤلات حول مستقبل تاكر كارلسون بعد تحدّيه العلني لإسرائيل ولوبي «إيباك»، حيث رأى الترعاني أن هذا الخطاب يشكّل «بوليصة تأمين سياسية» ويعبّر عن وعي أمريكي متزايد بدور اللوبيات، بما ينذر بتحولات أعمق داخل المشهد السياسي الأمريكي.

إشارات الموضوع

المزيد من حلقات البرنامج

بيع الدولة المصرية، صراع النفوذ في سوريا، وتصدّع السردية الأمريكية

أقرء المزيد

صفقات العار: من توريث الكليات العسكرية إلى تسليح إسرائيل وبيع الغاز

أقرء المزيد

تفريط الأصول المصرية، الخلاف الأمريكي-الإسرائيلي، واستمرار المعاناة في غزة

أقرء المزيد

تفاقم الديون المصرية، الاغتيالات في غزة تحت التهدئة، وفضيحة إبستين التي تطارد ترامب

أقرء المزيد

السلطة في مصر، قيصر في سوريا، سباق الغاز، قمع ترامب، ومجلس السلام المؤجَّل

أقرء المزيد

تواصل ابادة الإمارات في السودان ونتنياهو في غزة... و ديون مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير

افتتح جاويش الحلقة بالحديث عن مجازر الفاشر في السودان وتنصل حمدتي من المسؤولية رغم دعم الإمارات الكامل لميليشياته، ثم استضاف عبر الانترنت الدكتور علي الأعور 999  للحديث عن الخروقات الإسرائيلية المستمرة في غزة وغياب دور الوسطاء العرب. و انتقل  جاويش...

أقرء المزيد