مذيع مصري قدّم العديد من البرامج السياسية والإخبارية والحوارية في العديد من القنوات مثل برنامج "نادي العاصمة" على التليفزيون المصري، و"جملة فعلية" على قناة دريم و"أول الأسبوع" على قناة دريم ، بجانب "بالورقة والقلم" على... .
تناول الإعلامي نشأت الديهي الجدل السياسي والإعلامي الذي تفجر في بريطانيا عقب استقبال الناشط علاء عبد الفتاح، معتبرًا أن الترحيب الرسمي به تحوّل إلى عبء سياسي على الحكومة البريطانية كما سلط الضوء على زيارة الفريق كامل الوزير إلى جيبوتي باعتبارها تحركًا استراتيجيًا يعكس توجه مصر لتعزيز حضورها التنموي والأمني في القرن الأفريقي، وحذّر الديهي من تداعيات الاعتراف الإسرائيلي بإقليم "أرض الصومال"، وربط ذلك بما وصفه بالخطر الوجودي الذي يهدد الدولة الوطنية العربية،
كما ناقشت الحلقة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان من زوايا سياسية واجتماعية ونفسية، حيث أكد عدد من الخبراء أن نجاحها مرهون بتحويلها إلى ممارسة واقعية وسلوك مجتمعي يعزز التنمية، والوعي، والصحة النفسية، ويحمي الدولة من حروب الوعي وتسييس ملف حقوق الإنسان، باعتبار أن الإنسان الواعي والمتوازن هو خط الدفاع الأول عن الوطن.
مضامين الفقرة الأولى: ترحيب حكومي يتحول إلى عبء سياسي.. عاصفة سياسية وإعلامية في بريطانيا بعد استقبال علاء عبد الفتاح
تناول الإعلامي نشأت الديهي وصول الناشط علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا واعتبره صدمة سياسية أثارت جدلًا واسعًا، مؤكدًا أن ترحيب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر به حوّل القضية من محاولة لتحقيق مكسب سياسي إلى عبء على الحكومة البريطانية. وأشار إلى تغريدة ستارمر التي رحّب فيها بعلاء، والتي فجّرت هجومًا إعلاميًا وحزبيًا عليه بعد إعادة تداول منشورات قديمة منسوبة للناشط، تضمنت إساءات للمجتمع البريطاني، ودعوات للعنف ضد الشرطة في مصر وبريطانيا، وأوصافًا مهينة للمجتمع البريطاني.
ولفت الديهي إلى أن صحفًا بريطانية كبرى، بينها التليجراف وديلي ميل والتايمز، وصفت علاء عبد الفتاح بـ«المتطرف» و«الإرهابي»، وانتقدت رئيس الوزراء لاستقباله شخصًا مرتبطًا بالتحريض على العنف، ما حوّل الملف إلى أزمة سياسية داخل بريطانيا. وأضاف أن حزب المحافظين دعا إلى ترحيله بعد فحص منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا رفض مصر عودته ومطالبًا ببقائه في بريطانيا، كما هاجم الحكومة البريطانية معتبرًا تعاملها مع ملف حقوق الإنسان بسطحية. واختتم الديهي حديثه بالإشارة إلى أن المقاطع الأرشيفية لبرنامجه، التي وثّقت تحذيراته السابقة من أفكار علاء عبد الفتاح، استخدمتها الصحافة البريطانية كمرجع بعد أن كانت محل تشكيك من منظمات حقوقية، معتبرًا أن الجدل الحالي يعكس «استفاقة بريطانية» وإعادة تقييم لشخصية كانت تُقدَّم سابقًا كرمز حقوقي، بينما يرى هو أنها مرتبطة بخطاب تحريضي وأجندات تخريبية.
خلال الحلقة تناول الديهي زيارة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، إلى جيبوتي باعتبارها تحركًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في إطار حماية الأمن القومي المصري وتعزيز النفوذ التنموي لمصر في منطقة القرن الأفريقي. وأشار إلى الحفاوة الكبيرة التي حظي بها الوزير خلال الزيارة، مؤكدًا أنه نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن التحرك جاء امتدادًا مباشرًا لنتائج زيارة الرئيس التاريخية إلى جيبوتي في أبريل 2025، بما يعكس استمرارية الرؤية المصرية تجاه تعزيز الشراكة مع دول المنطقة.
وأوضح الديهي أن الزيارة تضمنت افتتاح محطة طاقة شمسية نفذتها مصر في جيبوتي، معتبرًا أنها تمثل ركيزة تنموية تتجاوز مجرد توفير الكهرباء إلى دعم البنية التحتية وتحسين جودة الحياة، كما شملت جولة بمقر سلطة الموانئ والمناطق الحرة وتوقيع اتفاقيات تعاون لوجستي ومينائي بين جهات مصرية، من بينها الشركة القابضة للنقل البحري والبري وشركة السويدي، ونظرائها في جيبوتي، بما يمنح مصر دورًا فاعلًا في تطوير ميناء دوراليه الاستراتيجي. وربط الديهي هذه التحركات بالسياق الإقليمي الأوسع في ظل التنافس المتصاعد في القرن الأفريقي ومحاولات قوى إقليمية ودولية التمدد في المنطقة، مؤكدًا أن مصر تتحرك بوعي ويقظة عبر مسارات دبلوماسية وتنموية وأمنية متوازية، وأن القاهرة ترد على التحديات الإقليمية بمشروعات تنمية وشراكات حقيقية، باعتبارها دولة داعية للسلام وتسعى لتأمين مصالحها الاستراتيجية عبر التعاون لا الصدام.
مضامين الفقرة الثالثة: موجة رفض عربية وصومالية للاعتراف الإسرائيلي بإقليم "أرض الصومال"
حذّر الإعلامي نشأت الديهي من الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «أرض الصومال» كدولة مستقلة، معتبرًا أنه يضيف تعقيدًا جديدًا إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي ويشكّل تحديًا مباشرًا للأمن الإقليمي، وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الصومال والدول المجاورة إذا لم يُتعامل معه بحذر. ونقل الديهي تصريحات إلياس شيخ عمر، مندوب الصومال لدى جامعة الدول العربية، الذي شدد على رفض بلاده القاطع لأي تدخل يمس سيادتها أو يؤدي إلى تقسيم أراضيها، مؤكدًا أن هذه التحركات تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة. كما أبرز البرنامج الإجماع العربي على دعم سيادة الصومال ووحدة أراضيه، وموقف الجامعة العربية الداعم للأمن القومي الصومالي والعربي، ليخلص الديهي إلى أن التطورات الراهنة تستدعي تكثيف الجهود العربية لمواجهة أي محاولات للتقسيم أو الاعترافات الأحادية التي تهدد استقرار المنطقة.
الخطر الوجودي على الدولة العربية ومعركة الوعي في مواجهة مشاريع التفتيت
وفي محور آخر، ناقش نشأت الديهي مع الدكتور محمد العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العُمانية، ما وصفاه بالخطر الوجودي الذي يهدد الدولة العربية، مؤكدين أن بعض الدول سقطت بالفعل، بينما تواجه أخرى خطر التحول إلى لا دولة أو دولة فاشلة. وأوضح العريمي أن ما يجري ليس صدفة بل نتيجة مشاريع تستهدف تفتيت المنطقة عبر صراعات داخلية طويلة الأمد، تبدأ بتآكل الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وغياب مفهوم الدولة الوطنية الجامعة، وصعود الولاءات الضيقة القبلية والطائفية والحزبية، وصولًا إلى إحلال المليشيات محل الجيوش الوطنية. وحذّر من استغلال القوى الدولية والإقليمية لهذه الانقسامات لتمرير أجنداتها، مؤكدًا أن المعركة الحقيقية هي معركة وعي، وأن الإعلام العربي يجب أن يتحول إلى أداة لدعم التماسك الوطني. وربط العريمي بين أزمات مثل محاولات الانفصال في الصومال ودعوات الفيدرالية في سوريا باعتبارها حلقات في مشروع إعادة رسم خريطة المنطقة، منتقدًا الازدواجية الدولية في قضايا تقرير المصير، ومشيرًا إلى ما وصفه بـ«سايكس بيكو جديدة» استنادًا إلى خارطة عرضها نتنياهو في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن الوعي الشعبي هو خط الدفاع الأول وأن الحفاظ على الدولة الوطنية هو الضمان لصون الهوية والكرامة ومستقبل الأجيال.
مضامين الفقرة الرابعة: الأزمة الأمنية في طرطوس واللاذقية تهدد وحدة الدولة السورية
نوه الإعلامي نشأت الديهي خلال الحلقة عن قلقه البالغ إزاء التطورات المتسارعة في سوريا، لا سيما في مدينتي طرطوس واللاذقية، واصفًا ما يجري بأنه كارثة تهدد مستقبل البلاد ووحدة أراضيها وسلامة الدولة، في ظل تصعيد أمني خطير بمناطق الساحل السوري صاحَبته أعمال عنف وسقوط قتلى وجرحى، محذرًا من أن المشهد ينذر بمزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار. كما حذر من تصاعد الدعوات المطالِبة بالفيدرالية وحق تقرير المصير من بعض المكونات العلوية والدرزية، معتبرًا إياها مدخلًا خطيرًا لتفكيك الدولة السورية، وشدد على مخاطر سيناريوهات الانفصال أو الارتباط بأطراف خارجية، مؤكدًا أنها قد تقود إلى تقسيم سوريا، وداعيًا إلى الحفاظ على وحدة البلاد باعتبارها ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة العربية بأكملها.
مضامين الفقرة الخامسة: حقوق الإنسان خط دفاع وطني.. استراتيجية شاملة لتعزيز التنمية والوعي وحماية المجتمع
أكدت الدكتورة شيماء علي عبد العزيز أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان (2021–2026) تمثل نقلة من الطرح النظري إلى التطبيق العملي، مع أولوية الحق في التنمية، مشددة على عدم تجزئة الحقوق وأهمية دور البحث العلمي في دعم القرار، إلى جانب نشر ثقافة حقوق الإنسان وتدريب الكوادر الحكومية وتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني والإعلام. كما أوضحت الدكتورة أمل شمس أن حقوق الإنسان ثقافة وسلوك يومي يبدأ من الأسرة والمدرسة، مؤكدة أن الحق في التعليم يشمل جودة المحتوى، مع التركيز على الفئات الأولى بالرعاية، وتبسيط الاستراتيجية وربطها بالواقع المجتمعي.
في السياق ذاته، حذر الدكتور عبد الواحد النبوي من تطور أجيال الحروب، خاصة حروب الجيلين الرابع والخامس التي تستهدف وعي المجتمعات من الداخل وتوظف شعارات حقوق الإنسان للضغط السياسي، مؤكدًا أن الثقافة والوعي يمثلان خط الدفاع الأول. بينما شدد الدكتور أحمد خيري حافظ على أن احترام حقوق الإنسان يعزز الصحة النفسية والانتماء المجتمعي، داعيًا إلى دمج البعد النفسي في تطبيق الاستراتيجية وقياس نجاحها بمؤشرات الرضا والسعادة.