ذا هيل: على بايدن أن يحمي حلفائنا الخليجيين
بينما تهدف عمليات الانتشار العسكرية الأمريكية الأخيرة إلى طمأنة حلفائها في دول الخليج، يرى مقال نشره موقع ذا هيل أن إدارة بايدن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لإعادة بناء الثقة وتوفير ضمانات أمنية ملموسة، وإلا ستستمر دول الخليج في التحوط من رهاناتها من خلال تنويع التحالفات. وقد تكون عمليات...
طالبت الكاتبتان إميلي ميليكين وماري بيث لونج الرئيس الأمريكي جو بايدن بحماية حلفاء أمريكا في الخليج، وذلك في مقال نشره موقع ذا هيل.
تشير الكاتبتان في مستهل مقالهما أن إدارة بايدن أعلنت في الأسابيع الأخيرة عن سلسلة من عمليات الانتشار العسكري الجديدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الآلاف من مشاة البحرية والقوات الإضافية، وطائرات أف 35 وأف 16، ومدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس توماس هدنر. وتهدف عمليات الانتشار، التي أعقبت محاولات إيران الأخيرة للسيطرة على السفن، إلى «حماية التدفق الحر للتجارة الدولية ودعم النظام الدولي القائم على القواعد»، وفقًا للقائد الجنرال مايكل كوريلا من القيادة المركزية الأمريكية.
وعلى الرغم من أن الانتشار يأتي رسميًا ردًا على أنشطة إيران العدوانية المتزايدة في مياه الخليج، فمن المرجح أن تأمل إدارة بايدن في أن تفي أيضًا بضرورة استراتيجية أخرى: طمأنة حلفاء الخليج.
شكوك ومحاولة للطمأنة
وأشارت الكاتبتان إلى أن شركاء الولايات المتحدة في الخليج كانوا يشكون لسنوات من «إعادة الانخراط الاستراتيجي» لواشنطن في المنطقة وإعادة تركيز أمريكا على منافسة القوى العظمى. ولطالما كان الالتزام الأمريكي بأمن دول الخليج دعامة في علاقتهم بواشنطون، وقرارات مثل سحب أنظمة الدفاع الصاروخي من المملكة العربية السعودية - وسط الهجمات المستمرة من الحوثيين المدعومين من إيران - أثارت تساؤلات حول التزام واشنطن تجاه حلفائها وأصدقائها.
على الرغم من أن الانتشار يأتي رسميًا ردًا على أنشطة إيران العدوانية المتزايدة في مياه الخليج، فمن المرجح أن تأمل إدارة بايدن في أن تفي أيضًا بضرورة استراتيجية أخرى: طمأنة حلفاء الخليج.
لسنوات، كان شركاء الولايات المتحدة في الخليج يشكون من «إعادة المشاركة الاستراتيجية» لواشنطن في المنطقة وإعادة تركيز أمريكا على منافسة القوى العظمى. لطالما كان الالتزام الأمريكي بأمن دول الخليج دعامة في علاقتهم بنا، وقرارات مثل سحب أنظمة الدفاع الصاروخي من المملكة العربية السعودية - وسط الهجمات المستمرة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران - أثارت تساؤلات حول التزام واشنطن تجاه حلفائها وأصدقائها.
وفي حين أن عمليات الانتشار قد تكون مصدر ارتياح للبعض في الشرق الأوسط، يتساءل الكثيرون: هل هو انتشار قليل ومتأخر للغاية؟
وأوضح المقال أن شركاء الولايات المتحدة مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة أخذوا زمام الحفاظ على أمنهم بأيديهم من خلال تخفيف التوترات مع إيران والسعي إلى توسيع تحالفاتهم. والأمثلة الأكثر وضوحًا على ذلك هي اتفاقية توسطت فيها الصين لاستعادة العلاقات بين السعودية وإيران، تليها إعادة طهران فتح سفارتها في الرياض بعد سبع سنوات من القطيعة. أما بالنسبة للإمارات، فقد استضافت إيران وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين، وأعادت الدولتان سفيريهما بعد أكثر من ست سنوات من العلاقات الدبلوماسية المضطربة.
ولكن كانت هناك تحركات أخرى، وإن كانت أقل وضوحًا، أيضًا. فاجأت الإمارات الكثيرين عندما أعلنت انسحابها من تحالف بحري بقيادة الولايات المتحدة ركز على مواجهة النشاط البحري الإيراني وسط التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران في مياه الخليج. ولم توسع كل من السعودية والإمارات المصادر الأجنبية لمعداتهما العسكرية فحسب، بل ركزت الدعم المالي وغيره على تطوير قاعدتهما الصناعية الدفاعية للتكنولوجيا والقدرة العسكرية في محاولة لتقليل اعتمادهما على الولايات المتحدة.
أدى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وعدم استجابة واشنطون الكافية على هجوم الحوثيين على الإمارات، والدعوات للحد من انخراط واشنطون في الشرق الأوسط، إلى تقويض التطمينات الأمريكية لحلفاء الخليج.
وأشارت الكاتبتان إلى أن دول الخليج تؤكد بشكل متزايد على استقلاليتها الاستراتيجية، بما في ذلك العلاقات العسكرية المحتملة مع الصين والانخراط مع روسيا والصين اقتصاديًا.
وتختتم الكاتبتان بالقول إن إدارة بايدن تحتاج إلى إدراك أنه من أجل تحقيق هدفها المتمثل في تقليل الانخراط في الشرق الأوسط، يجب عليها أولًا تعزيز الدعم بين أصحاب الثقل في المنطقة. ومن أجل القيام بذلك، يجب على أمريكا أن تفعل أكثر من مجرد حماية الممرات المائية الدولية الحيوية وتوسيع نطاق الحماية الهادفة إلى أبو ظبي والرياض.