بلومبرج: البريكس تُظهر أنها ليست أكثر من مجرد اختصار لا معنى له
في حين أن تطلعات مجموعة البريكس لبناء صوت عالمي بديل ملحوظة، بدت قمة هذا العام غير منظمة وقوضت الجهود المبذولة لتصوير المجموعة على أنها منافس جاد للمؤسسات والأجندات التي يقودها الغرب، وذلك وفق ما يخلص تحليل نشرته وكالة بلومبرج.
نشرت وكالة بلومبرج تحليلًا للكاتب بانكاج ميشرا شكك فيه من قدرة تكتل البريكس على أن يمثل تهديدًا حقيقيًا للنظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن قمة البريكس الخامسة عشرة التي عقدت في جنوب إفريقيا هذا الأسبوع جذبت الكثير من الاهتمام الدولي، إذ اعتبرها البعض بديلًا للنظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
ومع ذلك، بدت الأحداث في القمة شبه هزلية أو لا معنى لها أكثر من كونها موضوعية.
وبحسب ما أفادت التقارير، فقد رفض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مغادرة طائرته فور وصوله لأن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا لم يكن في المطار لاستقباله.
وكذلك كان الرئيس الصيني شي جين بينغ غائبًا على نحو غريب عن إلقاء خطاب مقرر في افتتاح الحدث، على الرغم من أن القادة الآخرين تحدثوا بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحدث عبر الفيديو.
ورفض الكاتب محاولات البعض تشبيه الكتلة الحالية وتأثيرها بحركة عدم الانحياز التي أسستها مصر والهند والصين في خمسينات القرن الماضي، موضحًا أن تشكيلة الحكام والمستبدين والديماغوجيين ومجرمي الحرب المجتمعين في جنوب إفريقيا هذا الأسبوع لا يملكون الهيبة ولا البصيرة التي كان يمتلكها المؤسسون لحركة عدم الانحياز. في الواقع، يبدو أنهم يتعلمون في العمل - كيف يرتجلون طريقهم عبر بيئة عالمية غير مستقرة على نحو متزايد.
ويرى الكاتب أن القمة بدا عمومًا أنها تسلط الضوء على نفعية سياسية ساخرة داخل مجموعة البريكس أكثر من رؤية متماسكة أو وحدة لمواجهة النفوذ الأمريكي، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن مدى أهمية الكتلة في واقع الأمر.
وفي حين أن تطلعات مجموعة البريكس لبناء صوت عالمي بديل ملحوظة، بدت قمة هذا العام غير منظمة وقوضت الجهود المبذولة لتصوير المجموعة على أنها منافس جاد للمؤسسات والأجندات التي يقودها الغرب.
ويختم الكاتب تحليله فيقول: ربما لن نضطر إلى الانتظار حتى القمة الأكبر لمجموعة البريكس، التي يستضيفها بوتين في روسيا العام المقبل، لملاحظة الفراغ الهائل في المعنى في قلب اختصار آخذ في الاتساع.