دويتشه فيله: الغرب يتفاعل مع خطط توسيع البريكس

خلاصة

ترغب دول البريكس - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا - في إضافة ستة أعضاء جدد إلى مجموعتها في 1 يناير 2024. وفي غضون ذلك يَتَصرَّف الغرب بهدوء، وفق ما يخلص تقرير لدويتشه فيله.

نشر موقع دويتشه فيله الألماني تقريرًا للكاتب أوليفر بيبر يسلط الضوء على رد الفعل الغربي على خطط مجموعة البريكس لتوسيع الكتلة والتي بدأتها بدعوة 6 دول للعضوية الكاملة من بينهم مصر.

ويلفت الكاتب في مستهل تقريره إلى أن الولايات المتحدة ربما لا ترى حقًا أن خطط البريكس تشكل تهديدًا خطيرًا، أو ربما يكون التقليل من أهمية ضم إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإثيوبيا والأرجنتين مجرد استراتيجية سياسية. على أي حال، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن كتلة البريكس ليست منافسًا جيوسياسيًا للولايات المتحدة لأن مصالحهم مختلفة جدًا.

وأوضح الكاتب أن البيت الأبيض يحاول عدم هإثارة المشاكل. ولم يندد أحد بالمبادرة ووصفها بأنها هجوم مفتوح على السيادة الأمريكية العالمية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إنه من أجل الحفاظ على السلام والأمن العالميين، فإن الولايات المتحدة «ستواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا في المنتديات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف... وتؤكد الولايات المتحدة اعتقادها بأن الدول قد تختار الشركاء و التجمعات التي سيرتبطون بها».

وبدلًا من ذلك، تسعى واشنطون للتركيز على القمة الثامنة عشرة لدول مجموعة العشرين، التي ستعقد في نيودلهي في غضون أسبوعين. وستُمثّل دول البريكس الخمس هناك وكذلك الأعضاء الجدد المحتملين، الأرجنتين والسعودية - ولكن ليس الإمارات أو مصر أو إثيوبيا. والأهم من ذلك أن عدو الولايات المتحدة اللدود، إيران، لن تكون حاضرة. وذكر البيت الأبيض أن الدول الغربية تسعى لتحقيق «نتائج قوية» في اجتماع نيودلهي من شأنها أن تظهر دور مجموعة العشرين باعتبارها «المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي».

«تحالف اقتصادي»

لا تزال عديد من الدول الغربية حذرة بشأن إمكانية أن تصبح مجموعة البريكس مركزًا جديدًا للقوة. فقط عدد قليل من وسائل الإعلام غامر بكشف المستور، معربة عما قد تفكر فيه عديد من الحكومات خلف الأبواب المغلقة.

وعلقت صحيفة أفتنبوستن النرويجية على أن مجموعة البريكس «أصبحت ناديًا عالميًا للقادة الاستبداديين والرجعيين، وعلى رأسهم الصين وروسيا». وقالت الصحيفة إن شعوب هذه الدول تستحق الأفضل.

وكتبت صحيفة إن آر سي الهولندية: «حقيقة أنه في النهاية، جرت دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فقط للانضمام هي نكسة للصين». وشددت جنوب إفريقيا على أنه «من الخطأ تمامًا» اعتبار مجموعة البريكس منصة معادية للغرب. وخلصت الصحيفة إلى أن «المجموعة ليست بديلًا بعد لمجموعة السبع، كما ترغب الصين».

برلين هادئة

وفيما يتعلق بألمانيا، قال الكاتب إن الخط الذي تتخذه وزيرة الخارجية أنالينا بايربوك في العلن هو أنه ليس من المهم حقًا أن تبحث الدول في مكان آخر عن تحالفات في عالم 2023 المعولم. وقالت «في مثل هذه الأوقات، تدرك كل دولة في العالم أهمية التعاون والشراكة. ويجب على كل دولة أن تسأل نفسها باستمرار: ما هي الشراكة التي تناسب قيمها ومصالحها على أفضل وجه ؟ أيهما أكثر فائدة لها على المدى الطويل ؟» 

ومن الواضح أن استراتيجية ألمانيا هي أن تبقى هادئة والتأكيد على أن الباب في برلين مفتوح دائمًا لجميع أعضاء البريكس الجدد. وأشارت بايربوك إلى أن ألمانيا لديها بالفعل قنوات اتصال معهم جميعًا، باستثناء إيران.

وتحدثت وزير الخارجية الألماني بقوة لصالح التعاون مع الأعضاء الجدد في هذه المجموعة من الاقتصادات الناشئة المهمة. وقالت إنها لا تشارك الرأي الذي ينتشر في وسائل الإعلام الألمانية بأن اجتماعات دول البريكس تمثل مشكلة، مشيرة إلى أن الأوروبيين، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجموعة العشرين تتمتع أيضًا بحرية اختيار شركائهم.

الاتحاد الأوروبي يواجه تحديا

ومع ذلك، وحسب ما يتابع الكاتب، فإن أحد أعضاء حزب بايربوك لا يراوغ بشأن نتيجة القمة في جنوب إفريقيا. وقال راينهارد بوتيكوفر، منسق السياسة الخارجية لحزب الخضر في البرلمان الأوروبي، إن قمة البريكس أثبتت حقائق تاريخية؛ وهذا سيزيد من الأهمية الدولية لمجموعة البريكس، حتى لو كانت هناك اختلافات ملموسة بين أعضائها. وستتغير شخصية البريكس مع هذه الجولة من التوسع. وستزداد هيمنة الصين وستصبح مجموعة البريكس مجموعة استبدادية بشكل واضح.

أقر بوتيكوفر بأن مجموعة البريكس ليست متجانسة، كما يتضح من موقفها من حرب روسيا ضد أوكرانيا. وقال إن المكان الذي يبدو أنه موحد فيه هو موقف المجموعة «المعادي للغرب». وأضاف: «كانت بريكس بالفعل غير غربية، والآن يتحول التركيز نحو المواجهة».

يحذر سياسي الاتحاد الأوروبي من أن الاتحاد الأوروبي يواجه الآن تحديًا هائلًا. وقال «ليس لدينا سنوات عديدة لإثبات أن أوروبا تريد أن تكون شريكًا موثوقًا وعادلًا للدول الفقيرة والنامية. وإذا لم ننجح، فقد تلجأ عديد من هذه البلدان إلى البريكس بدلًا من أوروبا».

الموضوع التالي مودرن دبلوماسي: مصر تطمح إلى أن تكون عضوًا نشطًا ومؤثرًا في مجموعة البريكس
الموضوع السابق"الحركة المدنية": توصيات الحوار الوطني لم تتضمن مطالبنا الرئيسية