فاينانشيال تايمز: ثمانية عشر يومًا في أكتوبر - كيف قلبت إسرائيل خسائرها الأولية
يُسلط كتاب جديد بعنوان «ثمانية عشر يومًا في أكتوبر: حرب يوم الغفران وكيف خلقت الشرق الأوسط الجديد» كيف استعادت إسرائيل زمام المبادرة في حرب اكتوبر عام 1973، وفق رؤية مؤلفه الإسرائيلي.
يستعرض تقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز كتاب «ثمانية عشر يومًا في أكتوبر: حرب يوم الغفران وكيف خلقت الشرق الأوسط الجديد» لمؤلفه أوري كوفمان والذي يتناول كيف قلبت إسرائيل خسائرها الأولية في حرب أكتوبر.
وقالت الصحيفة في مستهل عرضها للكتاب إن لحظة بدء الحرب تُدرس الآن باعتبارها واحدة من كلاسيكيات الهجوم المفاجئ، ليس لأن العرب نجحوا في إخفاء استعداداتهم للحرب - رغم أنهم فعلوا ذلك - ولكن لأن أولئك الذين هم على رأس المخابرات العسكرية الإسرائيلية قرروا تجاهل علامات التحذير التي تبدو الآن صارخة للغاية.
لقد سيطر على الإسرائيليين مفهوم مفاده أن سوريا لن تخوض حربًا بدون مصر، وفي المقابل لن تخوض مصر الحرب حتى تتمكن من تحييد القوات الجوية الإسرائيلية، التي استخدمت لمثل هذا التأثير المميت ضدهم في حرب الأيام الست في يونيو 1967.
وقد تعززت تلك الخطة من خلال الغطرسة الإسرائيلية التي غالبًا ما تنبع من الانتصارات المنتظمة وما يترتب على ذلك من التقليل من شأن وتقييم العدو.
ويتطرق الكتاب إلى عمليات إسرائيل في 18 يومًا من حرب أكتوبر 1973 مع مصر وسوريا، عندما تمكنت إسرائيل من قلب المد ضد الخسائر الأولية.
وبعد الخسائر الأولية، شنت إسرائيل هجومًا مضادًا نجح في اختراق الخطوط المصرية والسورية وإحاطة الجيش المصري الثالث، مؤكدة على التنقل والمبادرة الفردية في ساحة المعركة.
وأشار الكتاب إلى أوجه القصور اللوجستية، بما في ذلك نقص الذخيرة، والتي أعاقت استجابة إسرائيل في البداية حتى بدأت الولايات المتحدة جسرًا جويًا طارئًا لإعادة إمداد إسرائيل بأسلحة حديثة مثل صواريخ أيه جي أم – 65 ميفريك لطائراتها المقاتلة.
ولفت الكتاب إلى أن الإرادة السياسية في إسرائيل تعززت باستقالة رئيسة الوزراء غولدا مائير بعد الإخفاقات المبكرة، لكن الزعيم الجديد إسحاق رابين حافظ على عزمه الوطني على صراع طويل الأمد.
ولم تترسخ مكاسب إسرائيل الإقليمية في نهاية المطاف في مصر وسوريا سياسيًا وانسحبت من معظم الأراضي المحتلة، ولكنها استعادت سمعتها العسكرية وميزة الأسلحة النوعية على القوات العربية.
ويستخلص الكتاب الدروس من أهمية الدعم اللوجستي السريع، والمبادرة الفردية على أرض الواقع، وقوة الإرادة السياسية في تغيير مسار الهزائم المحتملة في حالات النزاع.