هآرتس: السيسي يواصل التعويل على صبر المصريين
يمضي عبد الفتاح السيسي قُدمًا في تدمير المقابر التاريخية في موقع تراثي لإفساح المجال لتشييد طريق سريع، وهي ممارسة تظهر التحدي ضد الشعب المصري الذي يتزايد غضبه، وفق ما يخلص تحليل نشرته صحيفة هآرتس.
سلَّط تحليل للكاتب تسفي بارئيل نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على ما وصفه الكاتب باستمرار الرئيس المصري في هدم المقابر التاريخية لصالح بناء الطرق السريعة رغم الغضب المتصاعد، مُعولًا على صبر المصريين.
ويستهل الكاتب تحليله بالإشارة إلى تصريح السيسي الذي طلب فيه من المصريين قبول تبريره للأوضاع الاقتصادية التي تعيش فيها مصر، وشكره للشعب المصري على صبره وتحمله العبء.
ويحلل الكاتب استراتيجية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الاعتماد على صبر المواطنين وهو يكافح لمواجهة التحديات الاقتصادية في مصر مثل ارتفاع التضخم وأزمة العملة.
وأرجأ السيسي الإصلاحات السياسية مع التركيز على مشاريع البنية التحتية بمليارات الدولارات لتعزيز النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فقد أدى ذلك إلى ارتفاع مستويات الديون والواردات وسط عدم كفاية الصادرات والاستثمارات الأجنبية.
توصلت مصر مؤخرًا إلى اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي، لكن التضخم لا يزال مرتفعًا فوق 20% ويستمر النقص بسبب قيود الاستيراد. وتوسعت برامج المساعدات النقدية لكن الملايين ما زالوا عاطلين عن العمل، وخاصة الشباب.
ولفت الكاتب إلى أن الاستياء العام من انخفاض مستويات المعيشة وسوء الإدارة الاقتصادية يتزايد، مشيرًا إلى تنظيم المعلمين وعمال النقل وغيرهم احتجاجات نادرة ضد انخفاض الأجور.
ويرى الكاتب أن السيسي قد يواجه المزيد من الاضطرابات إذا لم يتمكن من الحد من التضخم وإذا نفد صبر المواطنين. ويمكن أن يساعد الانفتاح الديمقراطي وإدماج القطاع الخاص في تعزيز الاستقرار والازدهار على المدى الطويل.
ويشكل استمرار الافتقار إلى الحريات السياسية والاقتصادية مخاطر، كما حدث في الانتفاضات السابقة عندما تدهورت الظروف الاقتصادية بشدة. وتتطلب الحلول المستدامة موازنة الأمن مع الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين.