هآرتس: لماذا انهارت دفاعات إسرائيل في مواجهة هجوم حماس؟
في متابعة الصحف الدولية والإقليمية لعملية طوفان الأقصى، ركزت صحف على ما وراء الإخفاق الإسرائيلي، بينما تناولت أخرى قوة العملية وتدمير هالة الجيش الذي لا يُقهر، في حين أبرزت تقارير حالة الصدمة والغضب التي يعيشها الإسرائيليون.
في متابعة الصحف الدولية والإقليمية لعملية طوفان الأقصى، ركزت صحف على ما وراء الإخفاق الإسرائيلي، بينما تناولت أخرى قوة العملية وتدمير هالة الجيش الذي لا يُقهر، في حين أبرزت تقارير حالة الصدمة والغضب التي يعيشها الإسرائيليون.
تتابع الصحف الدولية والإقليمية مستجدات عملية طوفان الأقصى مع ارتفاع أعداد القتلى في الجانب الإسرائيلي إلى أكثر من 600 قتيل.
ما وراء الإخفاق
أرجعت صحيفة هآرتس سبب انهيار الدفاعات الإسرائيلية أمام مقاتلي حماس إلى المفاجأة والمباغتة وعدم قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على الوقوف على تحضيرات حماس للهجوم ومن ثم الاستعداد له.
وقالت الصحيفة العبرية إن إسرائيل فوجئت تمامًا بالهجوم واستغرق الأمر ساعات طويلة لنقل قواتها إلى الميدان للدفاع عن المواقع التي تتعرض للهجوم. وسردت الصحيفة ستة إخفاقات رئيسة والتي تتعلق بالأجهزة العسكرية والأمنية والتحضيرات للهجوم والرد عليه.
وشملت هذه الإخفاقات الاعتماد المفرط على التكنولوجيا مثل الطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار بدلًا من الاستخبارات البشرية على الأرض. وقد حد ذلك من المعرفة بأنشطة حماس في الإعداد للعمليات.
وكذلك تمكنت حماس من تخزين مواد مثل الصواريخ والمعدات دون أن تكشفها المراقبة الإسرائيلية. كما أن التنسيق بين مختلف قوات الأمن غير كاف.
وأضافت الصحيفة أن التحذيرات المبكرة بشأن مخاطر المزيد من التصعيد مع حماس لم تتعامل معها إسرائيل تعاملًا صحيحًا. ولا توجد تدابير واستراتيجيات وقائية لمنع نشوب الصراعات.
كذلك أدت الثقة المفرطة في القدرة على السيطرة على الأحداث في غزة إذا نشب الصراع إلى التقليل من شأن قدرات حماس وصلابتها. وتمكنت المجموعة من التعافي بسرعة بعد الضربات الإسرائيلية.
كما أن القيادة السياسية تجنبت اتخاذ قرارات أو استعدادات والتي كان من الممكن أن تخفف التوترات وتمنع ال
خداع إسرائيل
وركز تحليل لصحيفة يديعوت أحرونوت على نجاح حركة حماس في تضليل إسرائيل، مشيرة إلى أن إسرائيل، واعتقادًا أنها ردعت حماس، حركت جيشها للتعامل مع موجة التصعيد في الضفة الغربية تاركة المنطقة الحدودية دون حماية في وقت توغلت فيه قوات حماس إلى القواعد العسكرية.
وقالت الصحيفة العبرية إنه لا يمكن التقليل من شأن ما حدث أو صياغتها بعبارات أقل حدة: لقد فوجئ الجيش الإسرائيلي، أقوى جيش في الشرق الأوسط وواحد من أكثر الجيش مكانة في جميع أنحاء العالم، تمامًا في هجوم حماس على إسرائيل يوم السبت.
تصعيد ولكن فعلت العكس.
الهجوم الأكثر دموية
وقالت صحيفة الإندبندنت إن المعارك بالأسلحة النارية اندلعت في شوارع إسرائيل بعد أن تعهد بنيامين نتنياهو باجتثاث كل مقاتل من حماس اخترق حدود غزة واجتاح المستوطنات المجاورة، مع ظهور روايات مروعة عن الخسائر في صفوف الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة البريطانية إنه وفي أعقاب هجوم حماس غير المسبوق صباح السبت - والذي أدى إلى أسوأ خسارة في الأرواح الإسرائيلية منذ عقود - أعلنت الحكومة الأمنية الإسرائيلية الحرب رسميًا يوم الأحد، وسمحت لها باتخاذ «خطوات عسكرية مهمة» ردًا على الهجوم.
وقد بدأت إسرائيل بالفعل قصف السكان في غزة وقطعت الإمدادات والكهرباء عن القطاع المحاصر، الأمر الذي يرفع احتمالات حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق والتي ظهرت جلية يوم الاحد - مع عدم قيام إسرائيل بالكثير لتبديد المخاوف من هجوم بري يلوح في الأفق.
الصدمة والغضب
ووصفت صحيفة الجارديان حالة الصدمة والغضب التي تملكت الإسرائيليين بعد الهجوم، والتقت الصحيفة ببعض الإسرائيليين الذي كان يحضرون حفلًا عندما بدا الهجوم.
وتنقل الصحيفة عن أحد الشاب الذي يبحث عن أقاربه المفقودين: «نحن لا نعرف أي شيء. الجبهة الداخلية، الشرطة، الجيش، لا أحد لديه أي معلومات ليقدمها لنا. لقد ذهبنا إلى كل مستشفى في البلاد، لا شيء ».
وأضاف منتقدًا عجز حكومته عن توفير المساعدة: «كل هذه التكنولوجيا، وكل هذه الأشياء التي قمنا بها للحفاظ على سلامتنا، والجيش، جميعها لم يكن له معنى. هذه الدولة لا تعدو كونها أضحوكة».
تحطيم مقولة الجيش الذي لا يقهر
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن السؤال الذي يتملك أذهان الإسرائيليين بعد هجوم حماس هو: كيف يمكن أن يحدث هذا؟
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الهجوم الفلسطيني المنسق حطم هالة الجيش الذي لا يُقهر.
بدورها قالت صحيفة جلوبال نيوز إن تشاك فريليش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل،
وصف هجوم حماس بأنه «زلزال» لشعور البلاد والشعب بالأمن، ويقول إن الصراع أصبح «معركة من أجل البقاء الوطني».
وقال إن ما حدث هو أحد أسوأ التطورات في تاريخ إسرائيل، مضيفًا أنها «المرة الأولى منذ قيام إسرائيل عام 1948 التي تُحتل فيها الأراضي الإسرائيلية لفترة وجيزة».
وقال إن هذا يمثل زلزالًا لإسرائيل، على المستويين العسكري والنفسي، لافتًا إلى أن الهجوم يُعد تغييرًا مختلفًا تمامًا في الوضع، والذي سيتطلب ردودًا من إسرائيل على مستوى مختلف تمامًا.