المونيتور: مصر تحتشد خلف الفلسطينيين، خشية تدفق اللاجئين إلى سيناء
يتسابق المسؤولون المصريون مع الزمن لوقف الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وحماس، في وقت تشعر القاهرة بالقلق من أن التصعيد قد يمتد إلى حدودها مع غزة، وفق ما يخلص تقرير لموقع المونيتور.
نشر موقع المونيتور تقرير أعدَّه محمد مجدي يستعرض فيه حشد مصر لدعمها خلف الفلسطينيين مدفوعة بقلقها من نزوح الفلسطينيين إلى سيناء.
يقول الكاتب إن المواطنين المصريين العاديين، وكذلك الخبراء والسياسيين المصريين والإسرائيليين، يشبهون هجوم أكتوبر 1973 وهجوم حماس وفشل المخابرات والأمن الإسرائيلي في توقع أي منهما.
دعم مصري
ونقل الموقع الأمريكي عن ضابط الجيش المصري المتقاعد اللواء سمير فرج قوله «إنها فضيحة لوكالات المخابرات الإسرائيلية، وحتى لأجهزة الاستخبارات الأمريكية».
وقال فرج إن مصر اتصلت بالفعل وأرسلت وفودا إلى جانبي الصراع في إطار جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لكن الطرفين لم يقبلا بعد أي مساعدة للمفاوضات.
وقال حسام بدران المسؤول في حماس في قطر: «تلقينا عديدًا من الاتصالات لكننا لا نناقش المفاوضات بشأن السجناء أو أي شيء آخر الآن». وأضاف «حتى الآن نركز على ساحة المعركة».
ومع استمرار الجيش الإسرائيلي في قصف قطاع غزة لليوم السادس، احتشد عديد من المصريين خلف القضية الفلسطينية، بينما يشعر المسؤولون الحكوميون بقلق متزايد من التدفق المحتمل للاجئين الفلسطينيين إلى البلاد.
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، إن التصعيد في غزة «خطير للغاية». يوم الخميس، ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن الفلسطينيين في غزة يجب أن «يبقوا صامدين ويظلوا على أرضهم»، في وقت تسعى القاهرة إلى تجنب نزوح جماعي من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء.
توتر داخل مصر بعد هجوم الإسكندرية
وأضاف الموقع أن مخاوف التوتر داخل مصر تثير قلق السلطات. ففي أعقاب هجوم حماس، فتح شرطي مصري النار على مجموعة من السياح الإسرائيليين في الإسكندرية، مما أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين ومرشدهم السياحي المصري.
وقالت نائبة وزير الخارجية السابق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية رخا أحمد حسن: «على الرغم من أن حادثة الإسكندرية تبدو حالة فردية، إلا أنها تعكس تعاطف وتضامن معظم المصريين مع الفلسطينيين».
وجاء الحادث بعد أربعة أشهر من هجوم مماثل قتل فيه فرد أمن مصري ثلاثة إسرائيليين في تبادل لإطلاقالنار على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
في القاهرة، نظم عشرات الطلاب من الجامعة الأمريكية المرموقة احتجاجًا لدعم الشعب الفلسطيني يوم الاثنين. وشوهد الطلاب يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويحملون لافتات تدعم فلسطين.
في الوقت نفسه، أشاد الأزهر، المؤسسة الإسلامية السنية الرائدة في العالم، بهجوم حماس وأشاد بمقاومة الشعب الفلسطيني. وقال الأزهر في بيان صحفي يوم الأحد «كل احتلال سينتهي إلى زوال».
سيناء «في المشهد»
وتطرق الموقع للتدابير التي اتخذتها السلطات المصرية ومحافظة شمال سيناء ردًا على التصعيد الإسرائيلي.
ولفت الموقع إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين التي حثوا فيها الفلسطينيين بالفرار إلى سيناء، وهي التصريحات التي أغضبت المصريين وأثارت قلقهم إزاء إمكانية حدوث نزوح جماعي للفلسطينيين إلى سيناء.
وفي رد سريع على تلك التصريحات، نقلت قناة القاهرة الإخبارية التلزيونية، التي تربطها علاقات وثيقة بأجهزة أمنية مصرية، عن مصادر مصرية رفيعة المستوى حذرت من دفع الفلسطينيين المدنيين نحو الحدود وتأجيج الدعوات للنزوح الجماعي.
ونقل الموقع عن محلل الأمن القومي المصري اللواء محمد عبد الواحد قوله إن التحذير المصري الأخير من دفع المدنيين نحو الحدود المصرية ينقل رسالة صريحة إلى إسرائيل والمجتمع الدولي مفادها أن السيادة المصرية «مطلقة ولا يمكن المساس بها» وأن إسرائيل مسؤولة عن ضمان مرور آمن للفلسطينيين في غزة.
وأضاف عبد الواحد أن هذا التحذير يرفض أيضًا أي تطلعات قد تكون لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المقترحات السابقة المتعلقة بسيناء في سياق ما يسمى بـ «الشرق الأوسط الجديد».
مفاوضات صعبة
ونقل الموقع عن السياسي والدبلوماسي المصري عمرو موسى، الذي كان أمينًا عامًا سابقًا لجامعة الدول العربية، في سلسلة منشورات على منصة إكس (X) يوم الأحد، إن الوقت قد حان الآن للدول العربية للدعوة إلى اجتماع لمجلس الأمن والضغط من أجل مفاوضات سلام على أساس المعاهدات الدولية التي أبرمت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقال: «ربما الآن فهمت إسرائيل أخيرًا أنه لا يمكن تحقيق سلامتها الا من خلال السلام مع الفلسطينيين واقامة دولة فلسطينية مستقلة».
اجتمع وزراء خارجية جامعة الدول العربية في القاهرة، الأربعاء، لبحث سبل العمل السياسي على الصعيدين العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعت الجامعة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وانتقدت حصار إسرائيل للقطاع بعد الاجتماع.
في غضون ذلك، تسابق مصر الزمن لوقف تصاعد الحرب. وحذر السيسي مرة أخرى يوم الثلاثاء من أن التصعيد الحالي بين إسرائيل وحماس قد يكون له تداعيات قد تؤثر على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وقال عبد الواحد: «كانت القاهرة تلعب دور الوسيط الرئيس بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية في عديد من الصراعات السابقة، لكن هذه المرة، الأمر مختلف تمامًا ومعقد للغاية مع هذا العدد الهائل من الضحايا والرهائن الإسرائيليين».
وقالت رخا حسن إن قضية الرهائن «ستكون مفتاح مصر لإقناع الجيش الإسرائيلي بتهدئة الوضع، ولكن ليس قبل أن تُفرغ إسرائيل غضبها وتستيقظ من صدمة هجوم حماس».
ويتوقع أن يستمر الهجوم على غزة أسبوعا آخر على الأقل.